مزارعو العنب في غزة يتكبدون خسائر باهظة في ظل تدهور اقتصادي حاد

السبت 06 يوليو 2019 08:48 ص / بتوقيت القدس +2GMT
مزارعو العنب في غزة يتكبدون خسائر باهظة في ظل تدهور اقتصادي حاد



غزة / سما /

مع انطلاق موسم حصاد العنب قبل أيام في قطاع غزة، صُدم المزارع الفلسطيني يوسف ابو سلمي، بخسارة الأرباح بعد عدة أشهر من اعتنائه المستمر بأشجاره. 

ويعزو أبو سلمي البالغ منب العمر (32 عاما) وأقرانه تعثر موسمهم إلى عدة عوامل دفعت بتراجع شديد في موسم العنب في قطاع غزة لهذا العام.

ومن هذه الأسباب، السياسية المتعلقة بالحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ منتصف عام 2007 بما يتضمنه من قيود شديدة على عمل المعابر وحركة التصدير للبضائع والمنتجات.

كما ويشير ابو سلمي بحسرة شديدة إلى واقع الركود الاقتصادي، الذي يعانيه قطاع غزة بشكل متصاعد بفعل ارتفاع معدلات الفقر والبطالة، وما يسببه ذلك من ضعف في الحركة التجارية.

ويقول ابو سلمى، وهو أب لأربعة أطفال لوكالة أنباء "شينخوا" إنه كان قد اضطر لبيع بعض ممتلكاته ليتمكن من استئجار أرض زراعية من أجل أن يزرعها على أن تعوضه الأرباح عن ذلك لاحقا.

ويوضح أن محصول العام الحالي من زراعة العنب كلفه ما يقارب 25 ألف دولار، لكن تطلعاته لجني الأرباح من ذلك ذهبت أدراج الرياح، بل إنه تكبد خسائر باهظة.

ويضيف "لم نستطع أن نجني سوى عشرة آلاف دولار من المحصول بعد حصاده والشروع في تسويقه، وهذا المبلغ يغطي نحو ثلث التكلفة الإجمالية تقريبا، ما يجعل الموسم الحالي الأسوأ بالنسبة لي وللمزارعين الآخرين".

وتُزرع في قطاع غزة عدة أصناف من العنب تنقسم إلى نوعين رئيسيين، هي المحاصيل البذرية وغير البذرية.

وعادة ما ينطلق موسم حصاد العنب في نهاية شهر حزيران/يونيو من كل عام في قطاع غزة، وهو تزامن هذا العام مع استيراد كميات كبيرة من العنب من كل من مصر والضفة الغربية إلى القطاع.

وشكل ذلك مصاعب إضافية بالغة للمزارعين المحليين، الذين اشتكوا من تدهور كبير في أسعار بيع العنب بسبب كميات الاستيراد الكبيرة من نفس المحصول.

وتبلغ تكلفة كيلو العنب على المزارعين قبل قطف المحصول حوالي 3 شواقل إسرائيلية (الدولار الأمريكي يساوي 3.5 شيقل)، في حين أنه يتم بيعه بمبلغ 2.3 شيقل للكيلو الواحد في الأسواق، وهو ما يشكل خسارة كبيرة بالنسبة للمزارعين، بحسب شكواهم.

وتبلغ مساحة الأراضي الزراعية القابلة لزراعة العنب في قطاع غزة حوالي 6000 دونم، حيث من المفترض أن تنتج ما يقارب 7500 طن من العنب، بحسب وزارة الزراعة التي تديرها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في القطاع.

وقال وكيل وزارة الزراعة إبراهيم القدرة، لـ (شينخوا) "إن ناتج محصول العنب هذا العام أقل من المتوقع مقارنة بمعدل الانتاج في العام الماضي"، معللا ذلك بتغير الظروف الجوية حيث جاء الحر متأخرا، وهو ما ساهم في فساد جزء كبير من الحصاد.

وأوضح القدرة أن الأسعار التي يباع فيها محصول العنب غير مرضية للمزارعين، وذلك نتيجة الوضع الاقتصادي الضعيف الذي تسبب فيه الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة، وأزمات الرواتب للموظفين العموميين، فضلا عن التدهور الاقتصادي الحاصل.

ونفى أن يكون استيراد العنب أو أي محصول زراعي آخر من خارج قطاع غزة يتم على حساب المنتج المحلي، مؤكدا أن أي قرار بالاستيراد لا يتم إلا بعد حدوث فجوة في المتوفر للاستهلاك المحلي.

وشدد القدرة على ضرورة دعم المنتج المحلي من أجل دعم المزارع وتحقيق الاكتفاء الذاتي، وزيادة نسبة الاكتفاء الذاتي في بعض المحاصيل والفواكه التي تتيح للمزارعين الربح الأكبر.

وتفرض إسرائيل حصارا مشددا على قطاع غزة، منذ عام 2007 بعد سيطرة حركة (حماس) على القطاع بالقوة، بعد جولات من القتال مع الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية.

ويلقي هذا الوضع بظلاله القاتمة على الواقع الاقتصادي والمعيشي في غزة، حيث أكد الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني في تقرير بمناسبة يوم العمال العالمي مطلع أيار/ مايو الماضي، أن معدل البطالة في القطاع وصل حوالي 52 في المائة.

وأوضح التقرير أن حوالي 83 في المائة من سكان القطاع يعيشون تحت خط الفقر، نتيجة لتدهور الأوضاع السياسية والاقتصادية بالإضافة إلى الحصار الإسرائيلي المشدد على القطاع.

ويبلغ معدل الدخل اليومي للفرد دولارين أمريكيين، وذلك بحسب اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار على غزة، وهو ما يعد الأسوأ عالميا.