ظمت مبادرة "سواعد"، بالشراكة مع مركز بلدية نابلس الثقافي (حمدي منكو)، وبرعاية من البلدية، ورشة عمل بعنوان "العمل التطوعي.. تحديات وآفاق"، شارك فيها ممثلو 25 مؤسسة رسمية وأهلية وعدد من المبادرات الشبابية الفاعلة في المدينة.
وجاء تنظيم الورشة بعد تنفيذ المبادرة لاستطلاع حول واقع العمل التطوعي في مدينة نابلس، وأظهرت نتائجه أن 63% من أفراد العينة يعتقدون أن العمل التطوعي في المجتمع الفلسطيني عشوائي، في حين يعتقد 68% أن النشاطات التطوعية مكررة.
وافتُتحت الورشة بكلمة ترحيب من منسق العلاقات العامة في البلدية علاء الجيطان، معرباً عن شكره لأصحاب المبادرة والمشاركين على هذا التوجه الذي يهدف إلى تنظيم العمل التطوعي واستثمار الطاقات البشرية وتوجيهها لخدمة المجتمع، مؤكداً أن بلدية نابلس تسخر كافة إمكانياتها من خلال مراكزها الثقافية والعلاقات العامة لتعزيز وتنظيم العمل التطوعي.
وأشار الجيطان إلى أهمية تضافر وتعزيز جميع الجهود والمشاركة الفاعلة من قبل المؤسسات الرسمية والأهلية وجميع العاملين في ميدان العمل التطوعي في مختلف الميادين.
وأعرب ممثل محافظة نابلس حكيم أبو عيشة عن اهتمام المحافظة بهذا التوجه المجتمعي باعتباره دليلاً على عمق الانتماء الوطني، وكونه يُعدّ أحد أبرز الركائز الأساسية لبناء المجتمعات، مشيراً إلى أن العمل التطوعي كان يمثل طليعة العمل الوطني مطلع الثمانينيات، من خلال الجهود الشبابية والمجتمعية التي قدمت العديد من النماذج التي يحتذى بها لخدمة المجتمع وتقديم المساعدة للاخرين.
من ناحيتها، أوضحت ممثلة مبادرة سواعد، هبة عوايصة أن هذه المبادرة هي ثمرة جهود شبابية عملت على تحليل واقع العمل التطوعي في مدينة نابلس خاصة، وفلسطين عامة، بهدف التعرف على التحديات والمشاكل التي تواجه هذا القطاع، والخروج بآليات، وصولاً إلى تطوع هادف يرتقي بالعمل الاجتماعي والإنساني والوطني، من خلال تطوير منظومة ذكية في العمل التطوعي بالتشارك مع جميع الجهات المعنية والمستفيدة منه.
وأضافت عوايصة: إن هذه الورشة تهدف إلى تسليط الضوء على أهم نتائج البحث ومشاركته مع الحضور والذي من شأنه أن يكون أساساً لمناقشة التحديات من منظور المؤسسات والمبادرين كل على حدى، وأخيراً التشارك معاً في صياغة استراتيجيات من شأنها أن تعالج هذه المشاكل وتنقل العمل التطوعي لمرحلة جديدة من التنظيم والتميز والستمرارية في سبيل الاستثمار الأمثل للطاقات الشبابية والإمكانيات المتوفرة.
وشدد جميع المشاركين من ممثلي المؤسسات الرسمية والأهلية والمتطوعين على أهمية هذا اللقاء باعتباره يجمع الأطراف ذات العلاقة بالعمل التطوعي لوضع رؤية وتصور مشتركين، انطلاقاً من خبرتهم وتجاربهم، وصولاً إلى رؤية واستراتيجية من شأنها إدارة وتطوير العمل التطوعي لتحقيق أهدافه التي تخدم المجتمع بجميع قطاعاته وتسعى لتعزيز الانتماء والمشاركة المجتمعية من قبل جميع فئات المجتمع.
وخلصت الورشة إلى العديد من التوصيات، من ضمنها تعزيز مفهوم العمل التطوعي في المجتمع، وإعداد برامج تطوعية تناسب احتياجات المجتمع، إضافة إلى تضافر الجهود وتوحيدها بين جميع الأطراف ذات العلاقة لإدارة العمل التطوعي على مستوى المدينة، وتعزيز قنوات التواصل بين المبادرين والمؤسسات.


