أحبط المجلس العسكري الانتقالي في السودان، السبت الماضي، محاولة انقلاب أقدم عليها مجموعة ومن الضباط في محاولة للإطاحة بقيادة المجلس الذي ترأسه الفريق الركن عبد الفتاح البرهان ونائبه الفريق أول، محمد حمدان دقلو الشهير بـ"حميدتي".
وتناولت تقارير صحافية معلومات أوردتها نقلا عن مصادر مختلفة من داخل المؤسسة العسكرية في السودان، إحباط محاولة انقلابية على قيادة المجلس العسكري الانتقالي، وذلك في ظل حالة الاستياء في صفوف قطاعات واسعة بالجيش وغضب عارم بين الضباط والقيادات، من استفراد حميدتي بالقرار داخل المجلس، وسيطرة قواته (الدعم السريع)، المكونة من مليشيات الجنجويد على الشارع السوداني.
وشارك في المحاولة الانقلابية التي تم إحباطها، أكثر من 70 ضابطا بالخدمة وعلى المعاش، يحملون رتبة لواء وعميد وعقيد، وفق ما نقلته وكالة "الأناضول" عن مصدر بالمجلس العسكري السوداني، مفضلا عدم نشر اسمه.
وقال المصدر، في التصريحات التي أدلى بها اليوم، الأربعاء، إن "المحاولة الانقلابية التي تم إحباطها وقعت السبت الماضي"، وأضاف أن "المجموعة الانقلابية تضم عددا صغيرا من الضباط الإسلاميين"، دون مزيد من التوضيح حول هذا الأمر.
وتابع أن "3 ضباط على المعاش شاركوا في المحاولة الانقلابية الفاشلة وفروا إلى جهة غير معلومة، وجار البحث عنهم للتحقيق معهم"، واستطرد أن "المحاولة الانقلابية لم تجد الدعم والمساندة من الحاميات العسكرية في ولايات البلاد المختلفة"، دون أن يشير الى حجمها أو طريقتها التي كانت مرسومة وكيف تم كشفها وإفشالها وفق قوله.
وأوضح المصدر أنه "جرى اعتقال 4 ضباط في الخدمة من الذين شاركوا في المحاولة الانقلابية وهم موجودون حاليا داخل مقر القيادة العامة للجيش (بالخرطوم)"، دون توضيح مصير بقية المتورطين في "المحاولة الانقلابية" التي تحدث عنها.
وبحسب المصادر فإن "هناك حالة من الغضب في صفوف عناصر الجيش النظاميين، بسبب ممارسات قوات الدعم السريع، خاصة بعد عملية فض اعتصام القيادة العامة، والقيام بعمليات اغتصاب واسعة في صفوف النساء المعتصمات".
في المقابل، نفت قيادات في قوى "إعلان الحرية والتغيير"، التي تقود الاحتجاجات الجماهيرية التي أدت إلى عزل البشير، كما تواصل تحركها للضغط على قيادات المجلس العسكري بالإسراع في تسليم السلطة للمدنيين، أن تكون على علم بأي محاولة انقلابية في الفترة الماضية.
ونقل "العربي الجديد" عن القيادي في "الحزب الشيوعي السوداني"، صديق يوسف، أن كل الاحتمالات واردة بما في ذلك الانقلاب العسكري أو الانزلاق للفوضى في ظل انتشار السلاح للمليشيات والخلايا النائمة.
يأتي هذا في الوقت الذي قال فيه المبعوث الخاص لرئيس الوزراء الإثيوبي للسودان، محمود درير، إن طرفي الأزمة في السودان اتفقا على مواصلة النقاش من حيث انتهت إليه الجولة الأخيرة مع عدم الرجوع عن التفاهمات السابقة.