قال سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس اليوم بأن شعبنا الفلسطيني وفي ذكرى النكبة يجدد الوعد والعهد بأننا متمسكون بفلسطين ارضا وقضية وتاريخا وتراثا وانتماء .
في وقت من الاوقات كنا نسمع عبارة الكبار يموتون والصغار ينسون واليوم الشعب الفلسطيني وبكافة اطيافه يؤكد بطلان هذه المقولة فالكبار الذين يرحلون عن هذا العالم انما يتركون لنا ابنائهم والابناء ليسوا اقل انتماء لفلسطين من ابائهم واجدادهم .
ان شبابنا اليوم هم الذين يرفعون الراية الفلسطينية ويتشحون بكوفية الكرامة والانتماء الوطني وهم متمسكون بقضيتهم كما هو حال كل شعبنا الفلسطيني بكافة اطيافه وشرائحه .
71 عاما بعد النكبة لم ولن تُنسي شعبنا هذه المآساة التي تعرض لها وهذه الكارثة الانسانية التي المت به ، ان شعبنا لم ولن ينسى نكبته وما تعرض له من تشريد واقتلاع وتطهير عرقي والفلسطينيون اليوم رغما عن كل الظروف الصعبة التي يمرون بها ، ورغما عن كل المؤامرات التي تستهدفهم وتستهدف عدالة قضيتهم الا انهم متشبثون بحق العودة ومتشبثون بانتمائهم لفلسطين.
مئات القرى والبلدات الفلسطينية التي دُمرت عام 48 وطُرد ابنائها وما اكثر المجازر التي ارتكبت ، انها مآساة بكل ما تعنيه الكلمة من معاني .
لقد مُسحت هذه القرى والبلدات الفلسطينية ودُمرت بشكل كلي وتحولت الى ركام وبنيت فوقها المستوطنات الاستعمارية .
انها مُسحت من على الارض ولكنها لم تُمسح من ذاكرة الفلسطينيين الذين كانوا وما زالوا وسيبقون متمسكين بحق عودتهم الى هذه القرى والبلدات التي هجروا منها وطردوا منها عنوة وقسرا عام 1948.
علموا ابنائكم اسماء هذه القرى والبلدات الفلسطينية المنكوبة ، علموا ابنائكم بأن القرى المدمرة والتي شُرد ابنائها عام 48 يجب ان نذكرها دوما وان تكون مسجلة في تاريخنا فلا يجوز لنا ان ننسى هذا التاريخ وان ننسى قرانا وبلداتنا التي اقتلع منها شعبنا اقتلاعا عام 48.
نوجه تحيتنا الى اخوتنا اللاجئين الفلسطينيين في مخيمات اللجوء فالمخيمات الفلسطينية هي خير شاهد على النكبة ولو لم تكن هنالك نكبة لما كانت هنالك مخيمات واللاجئون الفلسطينيون فُرضت عليهم النكبة وفرض عليهم التهجير وليسوا هم الذين اختاروا لكي يكونوا في مخيمات اللجوء .
نطالب الدولة اللبنانية كما وغيرها من الدول التي تستضيف اللاجئين الفلسطينيين بأن تحترم كرامتهم وحقهم في ان يعيشوا بكرامة فكفى ما حل بنا عام 48 و لايجوز ان يعامل الفلسطينيون في مخيماتهم بدون احترام لخصوصيتهم واعطائهم كل مقومات الحياة الكريمة .
ان وجودهم في هذه المخيمات هو وجود مؤقت حتى يعودوا الى وطنهم وهم سيعودون حتما ومن يظن بأن العودة انما هي مسألة مستحيلة فهو مخطىء فالفلسطينيون المشردون والمنكوبون سيعودون الى وطنهم وهذه مسألة وقت فلا يمكن لاي ظلم ان يبقى وان يستديم فكل ظلم في هذا العالم له بداية وله نهاية والظلم الذي تعرض له شعبنا الفلسطيني يجب ان تكون له نهاية ونهايته هي من خلال عودة اللاجئين الى وطنهم وتحرير الارض والانسان والمقدسات من الاحتلال .
نؤكد امامكم في ذكرى النكبة بأننا كفلسطينيين لن نتخلى عن حبة تراب من ثرى فلسطين الارض المقدسة مهما تآمر علينا المتآمرون وتخاذل المتخاذلون وطبع المطبعون .
وقد جاءت كلمات سيادة المطران هذه اليوم في مهرجان خطابي في ذكرى النكبة في مدينة ملبورن الاسترالية حيث خاطب سيادته المشاركين عبر الهاتف من القدس .
