مختبر الجنوب ،، محمد احمد سالم

الإثنين 06 مايو 2019 12:48 م / بتوقيت القدس +2GMT
مختبر الجنوب ،، محمد احمد سالم



الرواية القادمة لنا حول مختبر الجنوب غزة ’ هنا تجسد المعاناة الانسانية.. هنا يتحمل الانسان كل ما هو ليس انسانيا .

غزة , بشوارعها المكتظة بالناس, والهموم والقهر والمعاناة, تجرعت مر الإحباط، بعد ان تخلي الجميع عنها بوسط بحر عاصفا تتلاطم امواجه كجبال من الظلام وتجرعت كأس الموت بألم وتمهل, بعد ان خذلهم الجميع وتجهم ,لهم وجه العالم فبدا اصفر كريه ,يتلثم بقناع الزيف والنفاق، يقف كشاهد القبر على سلسة من الجرائم الكبرى تملؤها اخبار الغارات ، الوحشية تذاع انباء القتل, فتنتشر الكأبة مثل خيمة سودا بلا عمد وبمشهد لا يمحى بمرور حقبته, وتستمر الكارثة, ليتسنى للأجيال الجديدة الوقوف على احداثها فأولئك الذين ينسون ماضيهم ,محكوم عليهم بألا يكون لهم مستقبل إنها أبشع حرب واطول احتلال في التاريخ الحديث! وبعد ان الاحق الضرر بالتضامن العربي, وتقوية اسرائيل وزيادة نفوذها وتدعيم هيمنتها ,وتغلغلها في الحياة العربية ,وانفرادها بالشعب الفلسطيني الذي يعيش اصعب المحن بوسط معتقل, وحقل للتجارب الحربية. تحت حكم القوة والقهر للنظام عسكري فأشى فاسدا .

ويد طليقة الى حد غير مسبوق, فى القتل الفوري, بعمليات ابادة وحشية .

وفى ضوء الموقف الأمريكي المعروف والمستعد دائما, لاستخدام حق الفيتو لمنع صدور اى قرار لا ترضى عنه اسرائيل, تضرب وتحرق تقصف وتنسف ,تقتل المدنيين النساء والاطفال والشيوخ بحملة بربرية غوغائية , على مرأى ومسمع من العالم لقد قامت, القوات الصهيونية بشن حرب , باستخدام القوة الغاشمة والاسواء تحويل غزة الى مختبرا للنيران اسلحتهم الحية والذخائر الاكثر الفتاكة في العالم.. ...

فدماء الشعب الفلسطيني , تدر ثروة , وأموالاً طائلة على دولة الاحتلال الغاشم ، فتُصدر وتبيع الأسلحة "المجربة بمختبر الجنوب" لأكثر من 80 دولة منها كرواتيا , الهند والصين، فيما تتحفظ على أسماء الكثير من الدول, بقرار من الأجهزة الأمنية الإسرائيلية. بداية من الاسلحة الهجومية وصواريخ كبيرة للغاية وفتاكة, بقدرات تدميرية فائقة وصول لاختبار قدرات سلاح الجو للسيناريوهات القتالية وتجربة عتاد قتالي خطيرا، يتسبّب في تهتك أجساد المصابين, كالقنابل الفراغية ’كبيرة الحجم ,التي يتم اسقاطها فوق مناطق تزدحم بالمدنيين ...الذين شاهدو ابشع واقسي, استخدام للألة العسكرية الصهيونية , ضد ابرياء محاصرين بهذا المعتقل ,وبين دوي الانفجارات الناتجة عن القصف وبين القتل الممنهج للأبرياء وبث موجة من الهلع في صفوف عموم ,السكان لاسيما لدى النساء والأطفال , وتشريد عشرات الالاف من المواطنين الذين اضطروا لإخلاء منازلهم, وسط أجواء البرد والليل والخوف، بعد ان دمرت فعليا, و بالكامل مساحات كبيرة , .

ولحقت أضرار واسعة بالمناطق المجاورة بالقنابل الفراغية التي تعمل على إفراغ الهدف من الهواء, ليتم تدميره بشكل كاملاً، ويخلف انفجارها , خليط الوقود والهواء بسرعة تفوق سرعة الصوت عندئذ يتم شفط الهواء، ويتعرض من لا يموت, بسبب هذا الانفجار الكبير أو الفراغ الناتج عنه الى اصابات بالغة تشمل , عادة ارتجاج الدماغ أو العمى، وتمزق طبلتي الأذن، وانسداد المجاري الهوائية وانهيار الرئتين، والإصابة من الأجسام الصلبة المتطايرة، ونزيفاً داخلياً متعدداً وإزاحة الأعضاء الداخلية أو تمزقها. لتعيد للذاكرة التجارب القاسية ,تعرضوا لها منذ العام 1948 الى العام 2019 وبناء على قاعدة الانتقام الجماعي, ليشكل مخالفات جسيمة لاتفاقيات جنيف الأربعة لعام 1949 ، لترقى إلى جرائم حرب. ويدل ذلك ايضا على عدم قدرة المؤسسات الدولية على حماية أي حق للسكان مختبر الجنوب . هنا تجسد المعاناة الانسانية.... هنا يتحمل الانسان كل ما هو ليس انسانيا .