كيف تعمل المقاومة في غزة؟ وهل ضرب تل أبيب وما بعدها وارد؟..عوض أبو دقة

الأحد 05 مايو 2019 09:38 م / بتوقيت القدس +2GMT
كيف تعمل المقاومة في غزة؟ وهل ضرب تل أبيب وما بعدها وارد؟..عوض أبو دقة




باقتدار وتحدٍ، تواصل قوى المقاومة الفلسطينية، وفي طليعتها سرايا القدس الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، معركة الدفاع عن شعبنا.
وفي قراءة للمشهد، يتضح بأن قوى المقاومة تدير جولة المواجهة الحالية بتكتيك عسكري يرتكز على اعتبارات وأبعاد - سأوضحها- تجعلها تحقق أهدافها، وتُفشِل أهداف العدو.
وقبل الخوض في هذه الاعتبارات والأبعاد، لابد من الإشارة إلى أمرين هامين، الأول: أن المقاومة اكتسبت خبرةً ومراساً من جولات المواجهة السابقة التي خاضتها مع الاحتلال، والثاني: أن مفهوم الانتصار في ميزان الخبراء والمختصين، يُقاس أساساً بإفشال المقاومة لأهداف العدو المعلنة لعدوانه.
ومن أهم الاعتبارات التي يرتكز عليها تكتيك المقاومة في المواجهة الحالية، "توسيع بقعة الزيت" تدريجياً، بمعنى توسيع استهداف المدن والبلدات المحتلة، بالتدريج تبعاً لبعدها عن قطاع غزة.
ويكون التدريج، محكوماً بسلوك الاحتلال العدواني، في حين تبث المقاومة رسائل إعلامية تحذر خلالها الإسرائيلي وتتوعده بتوسيع بقعة الزيت.
وإذا أمعنا النظر في مسألة المسافات التي وصلت إليها صواريخ المقاومة نلاحظ هذا التدريج، فقد بدأت المواجهة بصواريخ تصل في مداها لمستوطنات "غلاف غزة"، ثم توسع النطاق لتضرب الصواريخ مدينة عسقلان، التي تبعد غزة ٤٣ كم، وتوسع المدى لاحقاً لتدك الصواريخ مدينة بئر السبع، التي تبعد عن القطاع ٤٧- ٤٨ كم، ومن ثمّ جاء استهداف مدينة أسدود، التي تبعد عن غزة نحو ٧٧ كم.
ولعل مدى صواريخ غزة لن يتوقف عند هذا الحد، إذا ما أمعن الاحتلال في عدوانه ضد شعبنا، فقد يتوسع النطاق  ليشمل "تل أبيب"، وربما يتخطاها نحو حيفا المحتلة، كل ذلك محكوم بسلوك الاحتلال العدواني.
أما الاعتبار الثاني الذي تُعمِله المقاومة، مسألة الاقتصاد في استخدام القوة، بمعنى الترشيد في إطلاق الصواريخ، كي تستمر في المواجهة بزخم وقوة مهما طالت مدة العدوان.
الاعتبار الثالث، أن المقاومة تعتمد آلية تستطيع من خلالها توجيه وإطلاق الصواريخ عن بُعد، كي تحافظ بذلك على سلامة مجاهديها، ولا يقعوا فرائس سائغة لطائرات التجسس الإسرائيلية، التي لا تفارق سماء القطاع.
أما الاعتبار الرابع، فيقوم على تجنيب المدنيين أي أضرار أو خسائر، بإبعاد منصات ومرامي إطلاق الصواريخ عن التجمعات السكنية، وذلك ينطلق من بعد هام، وهو ضرورة صيانة وتعزيز الحاضنة الشعبية للمقاومة، باعتبارها الركيزة الأساسية لقوة وثبات المجاهدين.
أخيراً، نستطيع القول بموجب بما سبق، بأن المقاومة ستُفشل محاولات الاحتلال فرض قواعد اشتباك جديدة في غزة.