لست خبيرا في القانون الدولي ولكنني اعتقد بان مطالبة امين عام الامم المتحدة انطونيو جوتيرش امس للدولة اللبنانية بنزع سلاح حزب الله ووقف عملياته في سوريا هي مخالفة صريحة وواضحة لميثاق الأمم المتحدة وتناقض مع مسئوليته في تطبيق الهدف المركزي الذي انشات من أجل تطبيقه بعد الحرب العالمية وهو الحفاظ على الامن والسلم الدوليين ومنع خطر نشوب الحروب
فهذه المطالبة وعلاوة عن كونها تدخلا فظا في الشؤون الداخلية لدولة مستقلة ذات سيادة فان من شان الاخذ بها تهديد الاستقرار و زعزعة الامن في منطقة الشرق الاوسط بشكل عام وفي دولة مركزية مؤسسة لمنظمة الأمم المتحدة هي سوريا بشكل خاص
ولكي اوضح معنى ما أقول فان وجود السلاح بيد حزب الله اللبناني مكن هذا الحزب من تحقيق توازن رعب وردع مع اسرائيل التي تحتل فلسطين وهضبة الجولان السورية المحتلة وأجزاء من جنوب لبنان وترفض تطبيق عشرات بل مئات من القرارات الصادرة عن المنظمة الدولية التي يرأسها جوتيريش لدعم من الولايات المتحدة الامريكية الامر الذي حال دون تمكن اسرائيل من شن المزيد من الحروب على لبنان ولذلك فان نزع سلاح هذا الحزب كما تريد تل ابيب وواشنطن ولندن من شانه ان يفتح المجال لحروب جديدة وليس الى سلام مقيم الامر الذي يتنافى مع ميثاق الامم المتحدة كما اسلفنا
وما ينسحب على لبنان ينسحب على سوريا فوقف عمليات الحزب في سوريا قبل استكمال الانتصار على العصابات التكفيرية المسلحة التي جاءت الى هناك بدعم من امريكا واسرائيل والسعودية وعواصم دولية واقليمية اخرى لاسقاط الدولة السورية يعني توفير الاجواء لتلك العصابات للعودة إلى المناطق السورية التي اضطرت للانسحاب منها وبالتالي لعودة الحرب الى المربع الاول الامر الذي يعني أن الامم المتحدة باتت اداة لإشعال الحروب وليس الى تحقيق الامن والسلام في العالم
القد كان واجب امين عام الامم المتحدة الانساني والأخلاقي بدلا من أن يطالب الحكومة اللبنانية بنزع سلاح حزب الله ووقف عملياته في سوريا أن يطالب اسرائيل بتنفيذ مئات قرارات الأمم المتحدة التي تنص صراحة على انسحاب قواتها من فلسطين والجولان والأجزاء التي لا تزال تحتلها من جنوب لبنان وان يطالب الولايات المتحدة الامريكية بوقف دعمها العسكري والسياسي والمالي للاحتلال وكذلك عن استخدام الفيتو في مجلس الامن الدولي لمنع مساءلته
فالمقاومة هي نتيجة للاحتلال وبزوال الاحتلال ينتفي مبرر وجود المقاومة وهذا ما يقوله ميثاق الامم المتحدة نفسه الذي يبدوا ان امينها العام لم يقرأه
كاتب فلسطيني