لا تزال نتائج انتخابات مجلس طلبة جامعة بيرزيتـ التي فازت بها حركة ” فتح “ـ وتعادلت في المقاعد مع حركة ” حماس ” حيث حصلت الحركتان على 23 مقعدًا لكليهماـ لا تزال هذه النتائج تطغى على المشهد السياسي الفلسطينيـ وتثير ردود فعل مختلفةـ خصوصًا حول ما رافق ذلك من احتفالات بـ ” النصر المؤزر “ـ بإطلاق الرصاص في قلب مدينة رام اللـهـ وذبح الخراف ..!
فهذا الابتهاج الفتحاوي بإطلاق الرصاص وذبح الخرافـ أثار غضب الشارع الفلسطيني والامتعاض الشديد لدي الكثير من أبناء شعبنا الفلسطينيـ وهو أمر مؤسف لا يليق بنا كشعب حضاري يربض تحت نير الاحتلال ويعاني الحصار والبطش الاحتلاليـ وانعكاس لحالة التردي في المجتمع الفلسطينيـ ويشكل نقطة سوداء في تاريخ الحركة الطلابية والوطنية الفلسطينيةـ ومن المفروض ليس اقامة هذه الاحتفالات التي فاقت عن حدهاـ بل من المفروض تكاتف كل أبناء الحركتين الطلابية والوطنية بمتراس واحد في مواجهة الاحتلالـ والاستعداد للتصدي لصفقة القرن الرامية إلى حرمان الشعب الفلسطيني من إقامة دولته الوطنية المستقلة .
ثم فإن فتح لم تتفوق على حركة حماس بفارق كبيرـ وخاصة أن الضفة الغربية هي معقل حركة ” فتح ” وتسيطر عليها . ولذلك فهذه الانتخابات لا تستحق كل هذه الاحتفالات الكبيرةـ والبيانات من أعلى المستويات ابتهاجًا وفرحًا وكأننا انتصرنا على الاحتلال وحررنا الأرض من ربقتهـ ولم يكن حاجه لذبح الخرافـ ولا لكل هذا الرصاص الذي دوى في سماء رام اللـه وفي الحرم الجامعي في بير زيت وفي شوارع بعض مدن الضفة الغربية .
إن جامعة بير زيت شكلت على الدوام منارة للعلم والفكر والوعي الوطني الثوري الكفاحيـ وستبقى كذلك بفضل شبابها المقاومـ الذي كان يتصدى للاحتلال وعملائه خلال الانتفاضات الشعبية الفلسطينيةـ ولمحاولات اقتحام الحرم الجامعي فيها واعتقال طلابهاـ وكان يتعلم ويدرس رغم الاغلاقات القسرية المتتالية لحرمهاـ في بيوت ومبانٍ مختلفة في قلب واطراف مدينة رام اللـه .
أننا لعلى ثقة تامة أن طلاب بير زيت قادرون بإرادتهم وحسهم الوطني ووعيهم الثوري محو آثار هذا العارـ وتجاوز الغيمة السوداء في تاريخ الحركة الطلابية والوطنية الفلسطينيةـ وستبقى جامعة بير زيت منارة العلم والحضارة ورأس الحربة ضد الاحتلال .
كاتب فلسطيني