تتوالى الدراسات التي تشيد باليوغا، إذ أظهرت مراجعة بحثية أن من يمارسون اليوغا في مكان العمل قد يكونون أقل توترا من غيرهم، في وقت قالت دراسة أخرى إن أعراض القلق والاكتئاب لدى المصابين بمرض الشلل الرعاش (باركنسون) قد تقل عندما يمارسون اليوغا التي تركز على التأمل وتدريبات التنفس.
في المراجعة البحثية الأولى قال الباحثون بدورية الطب المهني إن واحدا من بين كل ستة عاملين يعاني من التوتر وأعراض أخرى للأمراض النفسية. واليوغا من الأساليب الكثيرة التي يتبناها عدد متزايد من الشركات لمحاربة التوتر وتحسين الصحة النفسية للعاملين، لكن الأبحاث ظلت حتى اليوم تعطي صورة متفاوتة لفعالية هذه الجهود.
ولإجراء المراجعة البحثية، فحص الباحثون بيانات 13 تجربة شملت نحو 1300 موظف. وتم تكليف بعض المشاركين عشوائيا بممارسة اليوغا في مكان العمل.
ولم يتضح أن تمارين اليوغا أثرت على صحة القلب لكن اليوغا في مكان العمل خلفت تأثيرا إيجابيا على الصحة النفسية، والحد من التوتر على وجه الخصوص.
وقال الفريق البحثي إن نتائج الدراسة قد تشجع الشركات على ضم اليوغا إلى جهودها لتحسين الصحة البدنية والنفسية في مكان العمل.
الشلل الرعاش
أما الدراسة الأخيرة فأشارت إلى أن أعراض القلق والاكتئاب لدى المصابين بالشلل الرعاش قد تقل عندما يمارسون اليوغا التي تركز على التأمل وتدريبات التنفس.
ولإجراء الدراسة -التي نشرت بدورية "جاما نيورولوجي"- قسم الباحثون 138 مريضا بباركنسون لمجموعتين شاركت إحداهما في برنامج لليوغا يركز على التأمل في وقت تلقت الأخرى برنامجا للتمارين الرياضية التي تركز على تمارين التمدد وتدريبات المقاومة لتحسين الحركة واستقرار الحالة الصحية.
واستمر البرنامجان ثمانية أسابيع، وكان كل المشاركين بالدراسة من المرضى القادرين على الوقوف والمشي دون عصى أو الاستعانة بمشايات.
وخلصت الدراسة إلى أن فاعلية اليوغا في تحسين الخلل في الوظائف الحركية كانت بذات درجة فاعلية التمارين الرياضية.
لكن من مارسوا اليوغا قلت لديهم بشكل ملحوظ أعراض القلق والاكتئاب ومدى وعيهم بالصعوبات المترتبة على إصابتهم بالمرض. كما عبر المرضى المشاركون بمجموعة اليوغا عن تحسن قدرتهم على الاضطلاع بالأنشطة اليومية رغم مرضهم.
وتقول كبيرة الباحثين بالدراسة جوجو كوك من جامعة هونغ كونغ "قبل إجراء الدراسة كنا نعلم أن التمرينات العقلية والجسدية مثل اليوغا وتدريبات الإطالة تحسن الحالة الصحية الجسدية لمرضى باركنسون. لكن الفائدة التي تعود على صحتهم العقلية والنفسية لم تكن معروفة".
وأضافت عبر البريد الإلكتروني "خلصت تلك الدراسة إلى أن اليوغا المعتمدة على التأمل تخفف من المشكلات النفسية، وتحسن من نوعية الحياة إضافة إلى تخفيف الأعراض الحركية".
لكن من عيوب الدراسة أن الكثير من المشاركين لم يكملوا التجربة لنهايتها. كما أشار الباحثون إلى أن النتائج قد تختلف مع مرضى باركنسون الذين يعانون من صعوبات حركية أشد وطأة ولم تشملهم الدراسة.
ونبهت كاثرين جاستس المتخصصة بالعلاج الطبيعي في مركز هنبن للرعاية الصحية في منيابوليس بولاية مينيسوتا الأميركية إلى أن مرضى باركنسون يتعين عليهم توخي الحذر من مخاطر الوقوع والإصابة بسبب الأوضاع التي قد يتخذونها أثناء ممارسة اليوغا.