أصدرت الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات تقريرها الشهري للانتهاكات الاسرائيلية بحق مدينة القدس ومقدساتها عن شهر آذار / مارس 2019م، حيث واصلت سلطات الاحتلال تطرفها وتعنتها بإعادة إغلاق مصلى باب الرحمة، معتديةً على المرابطين والمصلين وموظفي الاوقاف وحراس المسجد الاقصى المبارك، ناهيك عن عمليات التهويد الممنهجة بحق كل شبر بالقدس المحتلة، ومواصلة عمليات الاستيطان ومصادرة الأراضي وعمليات الاعتقال اليومية.
وقد كانت الانتهاكات على النحو التالي:
v الانتهاكات بحق المسجد الأقصى المبارك:
· أصدرت محكمة الصلح التابعة للاحتلال في 17/3 قرارًا بإغلاق مصلى باب الرحمة بشكلٍ مؤقت، وأعطت الأوقاف مهلة 60 يومًا للرد على هذا القرار، ويأتي القرار على الرغم من رفض مجلس الأوقاف والمرجعيات الدينية والوطنية لهذه القرارات، وتأكيدهم بأن الأقصى لا يخضع لقرارات الاحتلال ومحاكمه.
· بالتزامن مع استمرار اقتحام المسجد الأقصى، تعمل قوات الاحتلال على استهداف الوجود البشري في جنبات المسجد، وخاصة في مصلى باب الرحمة، حيث تستمر شرطة الاحتلال باعتقال المصلين والمقدسيين وموظفي الأوقاف، وإصدار قرارات الإبعاد بحقهم. كان ابرزها قرار إبعاد رئيس مجلس الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الشيخ عبد العظيم سلهب عن الأقصى مدة أربعين يومًا، بعد انتهاء فترة إبعاده الأولى، وفي اليوم نفسه أبعدت سلطات الاحتلال نائب المدير العام لدائرة الأوقاف الشيخ ناجح بكيرات عن المسجد الأقصى مدة أربعة أشهر. وشملت قرارات الإبعاد حارس الأقصى حمزة النبالي، الذي أبعد لـ 15 يومًا، والحارس عيسى بركات، الذي أبعد لأسبوع بحجة عرقلة عمل شرطة الاحتلال في مصلى باب الرحمة، بالإضافة إلى إبعاد شابين عن البلدة القديمة مدة أسبوعين. وبلغ عدد المعتقلين منذ بداية هبة باب الرحمة إلى أكثر من 315 معتقلًا مقدسيًا، من بينهم نساء وأطفال وشبان وحراس للمسجد، وتم تحويل عدد كبير من المعتقلين إلى الحبس المنزلي، أبعدت منهم سلطات الاحتلال 140 مقدسيًا عن الأقصى.
· منعت قوات الاحتلال طواقم إعمار الأقصى من فرش مصلى الرحمة بحجة عدم وجود قرار بهذا الخصوص.
· اقتحم مئات المستوطنين باحات المسجد، بدعوة من "منظمات المعبد" بحماية مشددة من شرطة الاحتلال، التي أطلقت على الاقتحام شعار " معًا لمنع المسلمين من السيطرة على باب الرحمة". وتُشير هذه الاقتحامات إلى محاولة الاحتلال عزل اقتحام الأقصى عن هبة باب الرحمة.
· دعت "منظمات المعبد" أنصارها إلى المشاركة في اقتحام المسجد الأقصى في ما يسمى بـ "عيد المساخر"، لرفع أعداد المشاركين في استهداف المسجد والضغط لإغلاق مصلى باب الرحمة. وبحسب هذه المنظمات تم تنظيم برامج إرشادية واحتفالية بما يتناسب مع هذا العيد خلال الاقتحام ، خاصة ارتداء الأزياء التنكرية وشرب الخمور داخل الأقصى، ومن أبرز المنظمات التي شاركت في هذه الاقتحامات "منظمة أمناء المعبد"، و"منظمة نساء لأجل المعبد"، و"منظمة طلاب لأجل المعبد" وغيرهم، وعدد من وزراء حكومة الاحتلال وأعضاءٌ في "الكنيست".
v جرائم التجريف والهدم:
· هدمت جرافات تابعة لبلدية الاحتلال في القدس منزلين في منطقة "القبة" جنوب المدينة المحتلة، ما أدى إلى تشريد عائلتين من 10 أفراد معظمهم من الأطفال.
· ألزمت محكمة الصلح التابعة للاحتلال عائلة الصباغ في حي الشيخ جراح دفع 35 ألف شيكل لخزينة المحكمة لتجميد قرار الإخلاء الصادر بحقها لصالح جمعية "إلعاد" الاستيطانية.
· اجبرت سلطات الاحتلال عائلة عسكر من بلدة حزما شمال شرق القدس المحتلة على هدم "بركس" يعود للعائلة ذاتياً.
v اجراءات التهويد في المدينة:
· أعلن "اتحاد منظمات المعبد" في اجتماع طارئ عن جملة قرارات تهويدية ردًا على فتح مصلى باب الرحمة، تتمثل بتنظيم اقتحام مركزي للأقصى بهدف ما أسمته "دخول مصلى باب الرحمة والسيطرة عليه"، ومن ثم إقامة كنيس يهودي داخل المصلى، بالإضافة إلى تنظيم مظاهرة كبيرة للمطالبة بطرد الأوقاف الإسلامية من الأقصى وإخراجها عن "القانون"، ودفع الاحتلال إلى إعلان "السيادة الإسرائيلية" التامة على المسجد.
· رفضت محكمة الاحتلال العليا الالتماس المقدم من قبل عائلة درويش، الذي طالب بإلغاء مصادرة الأرض المملوكة للعائلة، التي أقيمت بالقرب منها مستوطنة "جيلو" جنوب القدس المحتلة. وتبلغ مساحة الأرض الإجمالية 242 دونمًا، من بينها 14.5 دونمًا المساحة المقام عليها منزل العائلة، وبدأت محاولات السيطرة على هذا الجزء من عامين.
· الكشف عن أن جمعية "العاد" الاستيطانية و"سلطة الآثار" الإسرائيلية تعملان على فتح ثغرة تحت أسوار القدس القديمة، بهدف تسهيل دخول المستوطنين إلى "مدينة داود" في بلدة سلوان، وإلى منطقة "الحديقة الأثرية" قرب حائط البراق، وبحسب المصادر العبرية فإن فتح هذه الكوة سيمر بتفكيك جزء من بناء أثري إسلامي يعود للعصر الأموي، ويأتي هذا المشروع في سياق مشروع سياحي ضخم تقوم عليه جمعية "إلعاد" الاستيطانية، ويبدأ من عين أم الدرج في سلوان وينتهي قرب باب المغاربة. والبناء المستهدف جزءٌ من القصور الأموية الواقعة قرب أسوار المسجد الأقصى والبلدة القديمة.
· سلّمت جمعية "عطيرت كوهنيم" الاستيطانية مواطنين مقدسيين بلاغات لمصادرة الأراضي المقامة عليها منازلهم، في حي "بطن الهوى" ببلدة سلوان. وتقام على الأرض بناية سكنية تضم 5 شقق، يقطنها 15 فردًا، في سياق تحويل هذه المنطقة لبؤرة استيطانية.
· عزم سلطات الاحتلال وما يسمى بالادارة المدنية التابعة لسلطات الاحتلال على بناء نحو 1400 وحدة استيطانية في مستوطنات الضفة والقدس منها 110 وحدة استيطانية في مستوطنة "جفعات زئيف" و 603 في "معاليه ادوميم" و325 في "كفار ادوميم".