قال مدير موقع "فلسطين خلف القضبان" المختص بشؤون الاسرى عبد الناصر فروانة السبت، أن مدينة القدس قدمت لحركة النضال الفلسطيني العديد من الشهداء والقادة والرموز والكوادر الفاعلة، الذين أدوا دوراً مميزاً في إدارة المواجهة مع الاحتلال الإسرائيلي، وشكّلوا اعمدة اساسية لكفاح الشعب الفلسطيني العظيم.
وتابع فراونة في تصريحات صحفية، وبالرغم من تصاعد الاجراءات بحق المقدسيين والانتهاكات الجسيمة بحقهم، الا أن سلطات الاحتلال فشلت في تحقيق مآربها أمام إصرار المقدسيين على التمسك بهويتهم وحقوقهم، كما ولم تتمكن من دفع ابناء المدينة المقدسة للتخلي عن عمقهم الوطني والإسلامي.
وأضاف: أن الإجراءات الإسرائيلية لم تنجح كذلك في عزلهم عن جسد الحركة الوطنية الأسيرة في سجونها، فكانوا ندا للسجان والتحموا مع اخوانهم في مواجهة ادارة السجون، وقدموا للحركة الأسيرة العديد من النماذج والقادة الذين شكّلوا أعمدة أساسية للحركة الأسيرة.
واوضح، بأن (18) أسيرا من القدس المحتلة استشهدوا في سجون الاحتلال الإسرائيلي منذ عام 1967، جراء التعذيب والاهمال الطبي المتعمد، والاعدام الميداني بعد اعتقالهم، اولهم كان قاسم أبو عكر، والتحق به الحاج رمضان عاشور البنا، اسحق مراغة، عمر القاسم، مصطفى العكاوي، حسين عبيدات، محمد أبو هدوان، جمعة موسى، عزيز عويسات والقافلة تطول. فضلا عن آخرين استشهدوا بعد تحررهم نتيجة لأمراض ورثوها عن السجون، أو جراء القتل العمد بعد السيطرة عليهم.
وبين، أن الأسير (قاسم عبد الله أبو عكر) الذي استشهد في سجن المسكوبية في 23آذار/مارس عام 1969، يُعتبر أول الشهداء من الأسرى المقدسيين الذين استشهدوا داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي بعد احتلال الشطر الشرقي للقدس عام 1967.
وكان الشهيد (أبو عكر) وهو متزوج ولديه ولد اسمه (خالد) قد اعتقل من بيته في مدينة القدس المحتلة، أوائل آذار من عام 1969، على رأس مجموعة اتهمت بالانتماء لحركة " فتح" ومقاومة الاحتلال، وزُج به في معتقل المسكوبية، وتعرض لصنوف مختلفة من التعذيب الجسدي والنفسي، واعتقال زوجته بهدف الضغط عليه، فما كان منه سوى الصمود وعدم الاعتراف، ولم تنل فترة التعذيب القاسية من عزيمته، وفشل السجان بجبروته في انتزاع ولو حرف واحد منه، فلجأ الى الانتقام منه وتعذيبه بدرجة أكثر قسوة مما أدى الى استشهاده في أقبية التحقيق وذلك بتاريخ 23-3-1969.
وفي سياق متصل دعا فروانة الى التحرّك بكافّة السّبل الممكنة لتحسين أوضاع المقدسيين وتثبيت حقوقهم وتعزيز صمودهم، في ظل تصاعد اجراءات الاحتلال بحق المقدسيين. وكذلك العمل الجاد لوقف حملات الاعتقال وما يصاحبها ويتبعها من اجراءات قمعية وانتهاكات جسيمة.تلك الاعتقالات التي تصاعدت بشكل لافت خلال السنوات القليلة الماضية والتي طالت و استهدفت كافة المقدسيين وخاصة الاطفال منهم.