دشّنت وزارة التربية والتعليم العالي، اليوم، برعاية وحضور رئيس الوزراء أ.د. رامي الحمد الله، وبمشاركة وزير التربية والتعليم العالي د. صبري صيدم، المدرسة الألف (1000) التي تم بناؤها في عهد السلطة الوطنية الفلسطينية منذ عام 1994 في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة، وهي مدرسة ذكور الكروم الشمالية الأساسية العليا في بيتونيا بمديرية تربية رام الله والبيرة.
وحضر فعاليات تدشين المدرسة؛ وزير الأشغال العامة والإسكان د. مفيد الحساينة، ووكيل "التربية" د. بصري صالح، ونائب محافظ رام الله والبيرة حمدان البرغوثي، والوكيل المساعد للشؤون المالية والإدارية والأبنية واللوازم في "التربية" م. فواز مجاهد، وعدد من المديرين العامين، ومدير التربية وحشد من الأسرة التربوية، ورئيس بلدية بيتونيا م. ربحي دولة، وممثلو دول سلة التمويل المشترك وقناصل وممثلون عن الدول الشريكة والداعمة للتعليم، والشركاء الوطنيين، وممثلو المؤسسات الرسمية والأجهزة الأمنية والقطاع الخاص والأهلي والمجتمع المحلي.
وفي هذا السياق، قال الحمد الله: "أشارككم اليوم افتتاح وتدشين "مدرسة كروم الشمالي الأساسية للذكور"، التي تعتبر بنية أخرى نضيفها إلى مؤسسات الوطن، لتكون بكل اعتزاز وفخر، "المدرسة الألف" من المدارس الجديدة التي شيدتها وزارة التربية والتعليم منذ نشأتها، وقد تم تشييد هذه المدرسة، وفق معايير مستدامة، ولتضم سبع عشرة غرفة صفية، حيث تعد الأكبر حجما والأكثر تكلفة. نيابة عن فخامة الأخ الرئيس محمود عباس، أشكر السواعد والخبرات التي ساهمت في بناء المدارس فهذه هي رسالة أمل لامحدود، واستثمارٌ في مستقبل أبناء فلسطين وفي الحياة في رحابها".
وتابع: "لقد واصلت الحكومة خلال سنوات عملها، مسيرة التربية والتعليم وراكمت على ما بنته الحكومات السابقة من تجربة ملهمة في توفير بنية تحتية آمنة ومحفزة للتعلم والتعليم. حيث أردنا للعمل الحكومي أن يكون مقاوما للتحديات، قادرا على تجاوز الأزمات، منصبا في قطاع التربية والتعليم، على تأهيل الأبنية التعليمية وصيانتها، خاصة التي هدمت أو تضررت في قطاع غزة جراء العدوان الإسرائيلي المـتكرر، وعملنا على التوسع في بناء المدارس الجديدة، لضمان الوصول بخدماتنا التعليمية لبناتنا وأبناءنا الطلبة في كل مكان، وتكريس تعليم نوعي جامع وآمن، مع إفراد موازنات وخطط عمل لحماية المؤسسات التعليمية في القدس وترميمها، لتعزيز صمود أهلها وصون منهاجها الوطني".
واستطرد رئيس الوزراء: "إننا نخوض اليوم، معركة الوجود والصمود، ونجابه بكل ما أوتينا من قوة وبقاء وثبات، الانتهاكات الإسرائيلية التي تستهدف أبناء شعبنا بالقتل والاعتقال والتنكيل، حيث تفرض إسرائيل مخططات التهجير والاقتلاع في القدس ومحيطها وتجمعاتها البدوية، وفي الأغوار وسائر المناطق المسماة (ج)، وتحاول تفريغ مدينة القدس من قادتها وشخصياتها الوطنية، ومن مؤسسات الأونروا، وتواصل تهديد المدارس واستهداف وترويع طلبتها ومنعهم من الوصول إلى مدارسهم. وقد أقدمت أول أمس، على هدم مبنى قيد الإنشاء يتبع مدرسة الرازي في مخيم شعفاط، في سياق حرب للإجهاز على التعليم في فلسطين وتجريده من مقومات صموده. ففي العام الماضي وحده، هدمت إسرائيل وأوقفت العمل في خمس مدارس، وتم هدر 1460 ساعة دراسية جراء عدوان الجيش الإسرائيلي ومستوطنيه، وطالت هذه الانتهاكات حوالي ثمانية وثلاثين ألف طالب وطالبة. وهناك اليوم خمسون مدرسة مهددة بفعل هذه الانتهاكات".
وقال الحمد الله: "إن مدارس فلسطين هي قصة نجاح وتحدي وإرادة لترسيخ الحق الفلسطيني في التعلم والتعليم والتطور، كما هي شاهدةٌ على الجهود الكبيرة والجمعية التي وضعتها وزارة التربية والتعليم وطواقمها ومهندسوها، والمعلمون والمعلمات، ورواد العمل التربوي، وكافة مكونات أسرة التربية والتعليم. ومع إنشاء مدرسة ذكور الكروم الشمالية الأساسية، يصبح عدد الغرف الصفية المنشأة، منذ تأسيس الوزارة، حوالي سبعة عشر ألف غرفة صفية، بما يخدم حوالي 300,000 طالب وطالبة، وهو ما يعادل حوالي ثلث عدد الطلاب في فلسطين. وهذا لم يكن ليتحقق لولا انخراط والتفاف المجتمع المحلي والخيرين من أبناء شعبنا، والشراكة والتعاون الاستراتيجي مع الدول والمؤسسات المانحة. ونتمنى في ضوء الاتفاقيات التي وقعناها مؤخرا مع البنك الإسلامي للتنمية وعدد من الدول الصديقة، مواصلة بناء وتشييد المزيد من المدارس الواعدة، التي لن تكون إلا منابر لصنع المعرفة وصقل المهارات والنهوض بإمكانيات الطلبة، وترسيخ الهوية الفلسطينية الموحدة والجامعة".
بدوره، عبّر صيدم عن فخره بالاحتفال برسم هذه اللوحة الزاهية التي تتزامن مع مناسبات آذار (الكرامة والأم والمرأة والأرض)، موجهاً التحية والتقدير والشكر لرئيس الوزراء لرعايته مسيرة التعليم والتطوير، معبراً عن فخره بالعمل مع د. الحمد الله.
كما شكر الوزير كل الشركاء المحليين والدوليين الداعمين للتعليم، والمؤسسات والبلديات المساندة لهذا القطاع الاستراتيجي، شاكراً في الوقت ذاته طواقم الأسرة التربوية التي عملت وتابعت مواكبة هذا الجهد المشرّف.
وأكد صيدم مواصلة الجهود لتشييد المزيد من المدارس والمؤسسات التربوية؛ انتصاراً للفكر المستنير الذي يتشكل في المدارس "حاضنات الوعي"، بالرغم من كل التحديات والظروف الصعبة، "فاليوم نصنع الكرامة ونرزع الأمل"، مستشهداً ببيت الشعر "ابنُوا المدارس واستقصوا بها الأَمَلا.. حتّى نُطاوِلَ في بنيانِـــها زُحَـــلا".
من جهته، أكد دولة أن الاستثمار في التعليم من أهم التوجهات للنهوض بالمجتمع وتطويره، لافتاً إلى الشراكة الفاعلة بين البلدية والتربية عبر تشييد المدارس وتنفيذ العديد من المشاريع التي تسهم في دعم العملية التعليمية، موجهاً شكره لرئيس الوزراء وللوزير صيدم وكوادر التربية لجهودهم المبذولة للنهوض بالتعليم.
وتضمن الحفل العديد من الفقرات الفنية والتراثية، وإقامة معرض داخل أروقة المدرسة سلط الضوء على واقع الحياة في فلسطين.