أسقطت الولايات المتحدة الامريكية، الإشارة إلى وصف الاحتلال الإسرائيلي لمرتفعات الجولان والضفة الغربية وقطاع غزة وهي مناطق احتلتها إسرائيل عام 1967 في تقرير حقوقي سنوي.
وغيرت وزارة الخارجية الأمريكية في تقريرها لوصفها المعتاد لمرتفعات الجولان من التي "تحتلها إسرائيل" إلى التي "تسيطر عليها إسرائيل" في تقريرها السنوي العالمي لحقوق الإنسان، علما بأن التقريرات السابقة التي صدرت بهذا الشأن، وصفت هذه المناطق بـ"المحتلة".
جاء ذلك في تقرير صدر عن وزارة الخارجية الأميركية السنوية حول ممارسات حقوق الإنسان، والتي تهدف إلى لفت الانتباه إلى حالة حقوق الإنسان في كل دولة من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة.
ولم يشر قسم منفصل من التقرير خاص بالضفة الغربية وقطاع غزة، إلى جانب مرتفعات الجولان في حرب عام 1967، إلى أن تلك الأراضي "محتلة" أو "تحت الاحتلال".
وادعى مسؤول بوزارة الخارجية الأميركية، أنه ذلك لن يحدث تغييرًا في السياسة الأميركية بشأن وضع الأراضي الفلسطينية، فيما تجنب التطرق لتغييرات في سياسة الإدارة الأميركية، حول الجولان السوري.
غير أن هذا الموقف الأميركي يكتسب، وإن كان رمزيًا، أهمية في سياق الأصوات المنادية داخل الحكومتين الأميركية والإسرائيلية، على حد سواء، باعتبار الجولان جزءًا من إسرائيل، وفي سياق الدعم المطلق الذي تقدمه إدارة ترامب لتل أبيب، ولرئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، بالتزامن مع اقتراب انتخابات الكنيست.
وكانت الإدراة الأميركية، فد أقرّت عمليًا بـ"السيادة" الإسرائيلية على القدس المحتلة عبر اعترافها بها عاصمة للاحتلال في كانون الأول/ ديسمبر 2017، ونقل سفارتها إليها في الـ14 من أيار/ مايو الماضي.
ومن ضمن المواقف التي برزت مؤخرًا، في هذا الإطار، ما أعلنه السيناتور الأميركي، ليندسي غراهام، الأول من أمس، الإثنين، بعد جولة له في هضبة الجولان المحتلة برفقة نتنياهو، قال خلالها إنه سيواصل مساعي الدفع بمشروع في مجلس الشيوخ الأميركي للاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان المحتل.
قال غراهام في حديث مع قناة "كان" العبرية، مساء الإثنين، إن هناك "أجواء إيجابية في البيت الأبيض حول دعم الضم الإسرائيلي لمرتفعات الجولان"، وأضاف: "الجولان منطقة حيوية وإستراتيجية لإسرائيل، ولا يمكنها التخلي عنها"، وتابع غراهام: "آمل أن تقول الإدارة الأميركية نعم للضم".
في حين أعرب القائم بأعمال وزير الخارجية الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، اليوم، عن أمله باعتراف الولايات المتحدة الأميركية بالسيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان السورية، وأضاف: "آمل أن يحدث هذا خلال زيارة نتنياهو المرتقبة للولايات المتحدة (نهاية الشهر الجاري)".
و وكانت القناة 13 العبرية، قد ذكرت أن قادة حزب "كاحول لافان"، يتوقعون أن يعلن ترامب خلال لقائه مع نتنياهو، عن اعتراف الولايات المتحدة الأميركية بالضم الإسرائيلي لمرتفعات الجولان السورية المحتلة، واعتبروا أن هكذا اعتراف، سيمثل دفعة سياسية قوية لنتنياهو عشية الانتخابات الإسرائيلية.
في السياق ذاته، عقبت تسيبي حوطبلي، نائبة وزير الخارجية الإسرائيلية، على إسقاط تقرير حقوقي أمريكي كلمة "احتلال" لمرتفعات الجولان السورية المحتلة.
وباركت حوطبلي الخطوة الأمريكية الأخيرة حول حذف كلمة "احتلال" لمرتفعات الجولان السورية المحتلة، من تقرير الخارجية الأمريكية السنوي حول حقوق الإنسان لعام 2018، مؤكدة مدى قوة العلاقات الأمريكية الإسرائيلية.
وقالت نائبة وزير الخارجية:"صديقتنا القوية، الولايات المتحدة الأمريكية، ما تزال مستمرة، فواشنطن تقف بجانب الحق التاريخي، وبأن حذف كلمة احتلال من تقرير رسمي أو وثيقة رسمية هو تطور مهم في العلاقات الخارجية لإسرائيل ولمستقبلها".