تنتشر العديد من الأفكار الخاطئة حول الإنفلونزا، فما أبرز الحقائق عنه؟ وهل اللقاح كاف للوقاية؟ وهل من المستحسن حقا تناول المضادات الحيوية؟.
فقد ذكرت مجلة "سانتي ماغازين" الفرنسية أن وباء الإنفلونزا الموسمية ينتشر عادة بين ديسمبر/كانون الأول ومارس/آذار.
وتبدأ العدوى قبل 12 ساعة من ظهور الحمى وآلام العضلات. وأفاد الأستاذ برونو لينا أخصائي علم الفيروسات في هوسبيس سيفيل في ليون أن البالغين يظلون مصابين بالعدوى يومين أو ثلاثة، وتتراوح المدة بين خمسة وسبعة أيام بالنسبة للطفل. وتتواصل معاناة المصاب بضعف المناعة عدة أسابيع.
وقالت آن موسنييه الدكتورة المختصة بالطب العام وعلم الأوبئة إن الإصابة تدوم أسبوعًا تقريبًا، بينما قد تطول لدى الأطفال. ويكون اليومان أو الثلاثة الأول الأكثر صعوبة. فضلا عن ذلك يمكن أن يستمر التعب وأحيانًا السعال عدة أسابيع.
وللعلاج يجب الحصول على الراحة والترطيب عبر شرب السوائل. ويساعد الباراسيتامول على تخفيض الحمى ومكافحة الصداع. ولكن يجب تجنب إعطاء الأسبرين للأطفال الذين يعانون من الإنفلونزا.
ويُمكن أن تسبب الإنفلونزا الموت، إذ قد يكون لها عواقب وخيمة على المرضى الذين أضعفهم مرض مزمن أو المصابين بعدوى إضافية بكتيرية.
وهناك لقاح للوقاية من الإنفلونزا، وتختلف فعاليته حسب الفيروسات المنتشرة وطفراتها المحتملة وحالة الشخص، ولكنها لا تتجاوز نسبة 70%.
وتعتبر د. موسنييه "اللقاح ليس مثاليًا، ولكن في حال كانت صحتك هشة، تتمثل أفضل طرق للحماية من الإنفلونزا في المزج بين اللقاح والتدابير الوقائية مثل غسل اليدين وتهوية المنزل وتجنب الأماكن شديدة الاكتظاظ خلال انتشار هذا الوباء".
ولتقليل خطر العدوى، ينصح بالعطاس في منديل ثم رميه مباشرة (إذ يمكن أن يعيش فيه الفيروس من ثماني لـ12ساعة) وغسل اليدين إثر ذلك. وعموما، يعتبر الماء والصابون كافيين، ومن الضروري فرك اليدين لمدة نصف دقيقة. ويمكن أيضا استخدام معقم اليدين مؤقتا، وينصح باستعماله من أربع إلى ست مرات في اليوم.
وعندما يكون الشخص مريضًا، فإن ارتداء قناع والابتعاد عن الآخرين بضعة أيام وتجنب تقبيل الأقارب من شأنه أن يحد من خطر العدوى. وفي الواقع، يعد هذا الأمر مهما، لا سيما بالنسبة للأشخاص الذين يعيشون مع طفل أو شخص مريض أو مسن.
ونقدم هنا أربع مغالطات:
1- هناك نوع واحد من فيروسات الإنفلونزا:
لكن سبب الإصابة بالإنفلونزا يعود لعائلة من الفيروسات تتضمن عدة أنواع أساسية وأخرى فرعية. وليست هذه الفيروسات بالضرورة تلك التي تصيب الأفراد من سنة إلى أخرى. ويمكن أن تنتشر أنواع عديدة في الآن ذاته. وتتميز هذه الفيروسات بخاصية "الطفرة" بسهولة، الأمر الذي يدفع إلى ضرورة تكييف تركيبة اللقاح سنويًا.
2- الإنفلونزا شديدة العدوى:
حين يسعل المصاب أو يعطس، يمكن أن تتناثر القطرات الحاملة للفيروسات على بعد متر واحد. وحسب الأستاذ برونو لينا فإن من يعاني من الإنفلونزا "يصيب شخصًا ونصف الشخص تقريبا". وعلى سبيل المقارنة، يمكن لطفل يعاني من الحصبة أن يصيب ما بين 15 وعشرين شخصًا من حوله.
3- الحمى وانسداد الأنف تعني الإصابة:
فالفيروسات التي تصيب الجهاز التنفسي وتنتشر خاصة في فصلي الخريف والشتاء تُظهر أعراضًا شبيهة بأعراض الإنفلونزا (حمى، سعال، انسداد الأنف..). وعندما يتعلق الأمر بالإنفلونزا ترتفع الحمى بشكل حاد.
ووفقا للدكتورة موسنييه، فإن الكثير من الأشخاص يعانون من إنفلونزا بسيطة تصاحبها أعراض طفيفة. ويجب أخذ عينة من جميع المرضى للتأكد من وجود الفيروس.
4- من المستحسن تعاطي المضادات الحيوية:
تعتبر الإنفلونزا عدوى فيروسية، ولكنها لا تُقاوم بواسطة المضادات الحيوية. ويؤكد الأستاذ برونو لينا أنه في حالة الإنفلونزا، لا تساعد المضادات الحيوية ولا تمنع العدوى الإضافية. ومع ذلك يصفها أكثر من ثلث الأطباء لمرضاهم.