كشف صلاح البردويل عضو المكتب السياسي لحركة حماس، اليوم الاحد، أن حركته قدمت ثلاثة مقترحات، للمسؤولين المصريين، تتعلق بدفع عجلة المصالحة وإتمام تنفيذ الاتفاقات، التي تم التوافق عليها مسبقا في العاصمة المصرية القاهرة.
وأضاف البردويل في حديث صحفي، أن حركته قدمت المقترحات الثلاثة، خلال زيارة وفدها الاخيرة الى القاهرة ولقائه مع المسؤولين المصريين.
وحول المقترحات اوضح البردويل "أن هذه المقترحات تتمثل في أولاً: عقد اجتماع الاطار القيادي لمنظمة التحرير الفلسطينية، ويتم خلاله مناقشة قضية إنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة وتنفيذ بنودها.
وتابع: اما المقترح الثاني يتمثل في عقد اجتماع للفصائل الفلسطينية الخمسة الرئيسية (فتح، حماس، الجهاد الاسلامي، الجبهة الشعبية، الجبهة الديمقراطية، المبادرة الوطنية)؛ لايجاد طريقة مناسبة لتطبيق كافة التفاهمات والاتفاقيات التي تم التوصل لها والتوقيع عليها مسبقا.
وأردف: "والمقترح الثالث، أن تسمح القاهرة باستضافة مؤتمر وطني شعبي يتكون من 1000 شخصية قيادية وازنة تبدي رأيها في الوضع الفلسطيني المتأزم، وتقول كلمتها إزاء ما يحدث من انتكاسة في الشأن الفلسطيني والخروج بتوصيات عملية لإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية.
ولفت البردويل، إلى أن مصر أبدت ترحيبا بهذه الأفكار والمقترحات، كونها تعكس مرونة حركة حماس، مؤكدا أن الكُرة باتت الآن في ملعب الرئيس محمود عباس، الذي ومع الأسف، يرفض أي حل من هذه الحلول، ويستمر في سياسته تجاه قطاع غزة.
وحول العلاقة مع مصر، نوه البردويل إلى أن الهدف الرئيسي من زيارة قيادة حماس للقاهرة تمحورت حول تعزيز وترسيخ العلاقة الثنائية بين القاهرة وحماس، وقد تم قطع شوط كبير في هذا الخصوص، حيث أجرت قيادة الحركة سلسلة لقاءات مهمة مع الفعاليات الرسمية والشعبية والإعلامية المصرية، وقد تم التوضيح خلالها على العديد من المواقف التي تتبنها حماس، وهذه اللقاءات كانت في غاية الأهمية على طريق إنهاء حالة التوتر بين القاهرة وحماس، كما تم التطرق لقضية المفقودين الأربعة، والتي تكللت الجهود بالإفراج عنهم وعودتهم لقطاع غزة.
وأضاف: "اللقاءات مع الأشقاء المصريين تركزت أيضا حول ملف التهدئة مع الاحتلال والتفاهمات، التي تم التوصل إليها في هذا الجانب"، معربا عن أمله في نجاح الوفد المصري، الذي سيصل قطاع غزة الساعات المقبلة، في إحداث اختراق حقيقي وجدي في هذه التفاهمات.
وفيما يتعلق بنية الرئيس محمود عباس تشكيل الحكومة الفلسطينية، قال البردويل: "إن مشكلة تشكيل الحكومة هي مشكلة وطنية وليست مشكلة حماس، لأن غالبية الفصائل الفلسطينية الرئيسية ترفض تشكيل الحكومة بهذه الطريقة الانعزالية والإقصائية، كونها خارج إطار الإجماع الوطني الفلسطيني".
وأكد البردويل أن الحكومة المنوي تشكيلها خلال الأيام المقبلة تمثل مجموعة محددة من الأشخاص، التي تلتف حول الرئيس محمود عباس، وهى مجموعة المقاطعة، وبالتالي ستحكم هذه الحكومة على نفسها بالفشل منذ اللحظة الأولى للإعلان عنها، وسيكون بها خلافات وتصارع قوي حول رئاستها والحقائب الوزارية فيها، واصفا إياها بـ"الحكومة الفاشلة والانعزالية بامتياز".
وأوضح أن الفصائل الرئيسية (حماس، الجهاد الإسلامي، الشعبية والديمقراطية، والمبادرة الوطنية) غير مشاركة بهذه الحكومة وترفضها، بالإضافة إلى حالة الانقسام الموجودة داخل حركة فتح، حيث إن هناك تيارا واسعا وكبيرا في فتح يرفض مثل هذه الخطوات الأحادية الاقصائية.
وحول استمرار حركة فتح قطع الاتصالات مع حركة حماس، قال البردويل: "إن حماس تشكل 50% من مجموع الشعب الفلسطيني، وإذا ما قطع الرئيس العلاقة مع حماس والجهاد والشعبية والديمقراطية وجزء من حركة فتح، فمن سيبقى للرئيس عباس؟"
وفيما يتعلق بمسيرات العودة، أكد البردويل، أن مسيرات العودة التي يمر عام كامل على انطلاقتها، ستظل مستمرة ولن تتوقف أبداً حتى تحقق أهدافها، التي انطلقت من أجلها قبل عام من الآن، وهي إعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية، والتصدي بقوة لصفقة القرن وكافة المؤامرات التصفوية، ووضع قضية العودة واللاجئين في سلم أولويات وأجندة العالم أجمع، بالإضافة إلى كسر ورفع الحصار الظالم والجائر عن غزة.
واوضح عضو المكتب السياسي لحركة حماس، "أن التظاهرات على الحدود ستظل مستمرة بوسائلها السلمية، حتى تحقق أهدافها وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، مضيفا أن الكثير من الجهود الأممية والمصرية والعربية، من أجل تخفيف الحصار عن غزة وتم التوصل إلى بعض التفاهمات، ولكن حتى اللحظة هذه التفاهمات لم تكتمل، ونأمل أن تكلل الجهود المصرية القادمة خلال هذا الأسبوع في ترسيخ هذه التفاهمات مع الاحتلال".