عيسى: فلسطين النموذج الطبيعي للمجتمع والإنسانية والعلاقة بين الأديان

الإثنين 25 فبراير 2019 10:21 ص / بتوقيت القدس +2GMT



رام الله / سما /

أكد الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات، الدكتور حنا عيسى، ان الإخاء والتعاون الإسلامي المسيحي على أرض الديانات السماوية فلسطين، يشكل قوة في مواجهة الظلم والاضطهاد والإرهاب الذي يرتكبه الاحتلال الاسرائيلي بحق الفلسطينيين ومحاولة فرض يهودية الدولة وتهويد العاصمة المحتلة مدينة القدس، وذلك من خلال تغييرها المعالم الحضارية والتاريخية للمدينة.

وناشد د.عيسى بضرورة رص الصفوف وتوحيد الجهود للتأكيد على وحدة المجتمع الفلسطيني بجميع مكوناته كما كان على مر التاريخ في العيش المشترك والفعل الحضاري الواحد، والمشاركة الفاعلة في الدفاع عن قضية القدس والمقدسات، ورفض سياسات تهويد المدينة المقدسة، ورفع الظلم عن أبناء شعبنا الرازحين تحت الاحتلال، والتأكيد على الجهود الدولية، واستثمارها لصالح قضيتنا الوطنية الفلسطينية وخاصة بعد الدعم والتأييد  الذي لاقته فلسطين من المجتمع الدولي برفض قرار الرئيس الامريكي ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل ونقل السفارة الامريكية من تل ابيب الى القدس .

وقال عيسى " إن الحضارة العربية بنيت بيد أبناء الأمة مسيحيين ومسلمين معا، وإن فلسطين ستبقى دائماً منارة للأمم في تعزيز روح التآخي الديني، وإن وعي أبنائها سيظل الضامن الأكبر لخروجها منتصرة في مواجهة الفتن".

وتابع  عيسى " نعم، نحن في فلسطين وجدنا موحدين، ونحن النموذج الطبيعي للمجتمع والإنسانية وللعلاقة بين الأديان، وعلينا أن نعطي نموذجاً ليس فقط في العلاقة بين الأديان، وليس فقط في الوطنية، وإنما بشئ أرقى وأشمل وهو الإنسانية. فقد عاش المواطنون الفلسطينيون في فلسطين خلال جميع الحقب الزمنية في محبة ووئام، وهذا ما يؤكده الجميع على أن الإخاء الإسلامي المسيحي في فلسطين حقيقة تاريخية وضرورة إجتماعية عاشها المواطنون في مختلف الحقب وخلال ما واجهته فلسطين من تحديات .

وقال عيسى ، "فلسطين شهدت ولادة يسوع المسيح له المجد، والتي تمثل الوجدان المسيحي على القداسة، ووجدان المسلم على العقيدة والإيمان، والضحية هي الشعب بمسلميه ومسيحييه". ويضيف، "ان حالة التآخي الديني الذي تعيشه فلسطين تمثل نموذجاً يجب الاقتداء به، ويجب العمل على تحقيق المزيد من التعاون الإسلامي المسيحي، والتعامل مع مجتمعنا العربي على أساس المساواة بين الناس، بغية منع الاحتلال من تحقيق أهدافه في التفرقة والفتنة والعنصرية".

وأشار عيسى ، أن فلسطين نموذجاً في الإخاء الإسلامي المسيحي، والعيش المشترك بين أبنائها من مسلمين ومسيحيين وسومريين، وتجلى هذا واضحاً من خلال كل المناسبات الدينية والوطنية، حيث يؤكد الجميع في خطبهم على أهمية الإخاء، ووحدة الصف الإسلامي المسيحي لمواجهة التحديات والأخطار التي تهدد القيم والمبادئ التي جاءت بها الشرائع السماوية.

وأوضح عيسى أن الرسالتين المسيحية والإسلامية أرستا قواعد العدل بين الناس وحرمتا الظلم بكل انواعه وأشكاله، وأن الطريق الذي تلتقي عليه المسيحية والإسلام للعدل والحق في المجالات الإجتماعية والسياسية والإقتصادية، هو أن يأخذ كل إنسان حقه على نحو ثابت ودائم ما دام أهلاً لهذا الحق، مبينا أن الإسلام والمسيحية قد ربى المؤمنين على هذه الأخلاقية الحضارية.

وطالب  عيسى علماء الدين الإسلامي ورجال الدين المسيحي بتوحيد الجهود لتوجيه الجيل حيال ما يحاك للمنطقة من فتن، ودعى وإلى نشر المحبة والسلام والتسامح بدلاً من التطرف الذي لا يحمله إلا الجهال. وقال ، "لا بد من أهمية توليد ونشر ثقافة العلم والمحبة بين الأجيال، والابتعاد عن التطرف الديني الذي ينطلق من مبدأ إلغاء الآخر".