أظهرت دراسة دنماركية حديثة، أنّ 90% من الذكور الذين يعيشون بمفردهم دون شريكة، ترتفع لديهم مخاطر الإصابة والوفاة بأمراض القلب، وأنّهم معرّضون بشكل أكبر من غيرهم لخطر الوفاة المبكّرة.
واعتمدت الدراسة المنشورة في المجلة الأوروبية للقلب، على بحث وتحليل بيانات أكثر من 3300 رجل، على مدار 32 عامًا، مع الأخذ بالحسبان العوامل المؤثرة الأخرى مثل التدخين ومستوى ضغط الدم والسكري وممارسة التمارين والحالة المزاجية والسكن.
وأكّدت الدّراسة أنّ الخطر جدّيّ على أغلبية من يعيشون بمفردهم، معتبرين أنّ بإمكان هؤلاء الرّجال تغيير هذه النتيجة من خلال إيجاد شبكة علاقات أخرى والارتباط بها، وبتجنّب الانتقال إلى شقق سكنية صغيرة حيث لا يقابلون جيرانهم إلّا على الأدراج أو المصاعد.
وطالب الباحثون في دراستهم بالبدء في النظر للوحدة على أنها "عامل خطورة على صحة الإنسان من حيث تدميره لنوعية حياة الناس وزيادة معدلات الوفاة"، خاصّة ً في وقت تظهر فيه دراسات أخرى أنّ معظم الأشخاص يميلون أكثر للعيش منفردين.
فقد ارتفعت نسبة من يعيشون منفردين في الولايات المتحدة من 7.7% عام 1940، إلى 25.8% في عام 2000، أمّا في بريطانيا فقد ارتفعت هذه النسبة لدى المواطنين من الفئة العمرية بين 50 و 64 عامًا من 6.1% عام 2002 إلى 12.9% عام 2017، كذلك فإنّ 24% من سكان الدنمارك يعيشون بالطريقة نفسها، فيما تصل النسبة إلى 20% في النرويج، كما يعيش 42% من سكّان طوكيو وحدهم.
وتدلّ نتائج الدراسة على أنّ الطبيعة البشرية تقوم على العيش ضمن قبائل وعشائر وعائلات ومجتمعات صغيرة، وأنّ الإنسان غير مصمّم للعيش وحده في شقة صغيرة في مبنى عالٍ ما، وتبيّن أنّ هذا خطير على صحّة الإنسان.
وأشارت الدراسة إلى أبحاث أظهرت أنّ الوحدة تؤدي إلى زيادة الوفيات بـ 770 حالة سنويًّا و 19 ألف إدخال إلى المشافي، وتغيب مرضي عن العمل بمقدار 470 ألف ساعة عمل.