الأحزاب العربية تواجه عقبات في تشكيل قائمة مشتركة لانتخابات الكنيست

الثلاثاء 19 فبراير 2019 07:48 ص / بتوقيت القدس +2GMT
الأحزاب العربية تواجه عقبات في تشكيل قائمة مشتركة لانتخابات الكنيست



القدس المحتلة / سما /

يداهم الوقت الأحزاب العربية داخل الخط الاخضر لتشكيل قوائمها أو قائمة مشتركة واحدة لتقديمها للجنة الانتخابات المركزية قبل الخميس، آخر موعد لتسليم طلبات الترشيح لخوض انتخابات الكنيست الاسرائيلي الـ 21 التي ستجري في التاسع من نيسان/أبريل القادم، وتتعثر المفاوضات عند رئاسة القائمة وتقاسم المقاعد.

ولا زال الوضع يكتنفه الغموض والتقلب في وضع القائمة المشتركة التي حصلت في الانتخابات الأخيرة عام 2015 على 13 مقعدا من أصل 120، خصوصا بعد أن أعلن عضو الكنيست الدكتور أحمد الطيبي أنه انفصل عنها وأنه سيخوض الانتخابات ضمن قائمة أخرى.

وحتى الأحد، كان الحديث يدور عن تشكيل ثلاثة قوائم عربية، لكن سكرتير الجبهة الديموقراطية للسلام والمساوة منصور دهامشة قال لوكالة فرانس برس الإثنين "هناك أمل بنسبة 60% لتشكيل قائمة مشتركة، ولدينا حتى الأربعاء لتتضح الامور".

واعتبر الطيبي الذي يرأس حزب العربية للتغيير "أن القائمة المشتركة تكلّست وبحاجة الى تغيير في طريقة عملها"، مشيرا الى أنه يريد "بناء المشتركة على أسس جديدة وبشكل ديموقراطي، ويريد مشاركة الشارع، وأن يؤخذ بالاعتبار الأداء البرلماني ومن الذي وسّع من أسهم المشتركة ومن الذي أخطأ بحقها". كما طالب بإشراك جيل الشباب.

وقال الطيبي لوكالة فرانس برس "أستبعد أن نخوض الانتخابات في قائمة مشتركة واحدة. على العكس، إذا خضنا الانتخابات بقائمتين تتنافسان بشكل ديموقراطي وحضاري، سترتفع نسبة التصويت".

لكن الطيبي التقى الأحد ممثلين عن مكونات القائمة المشتركة للتفاوض، وستستأنف المفاوضات بين الأحزاب العربية اليوم.

ويحتاج كل حزب في حال ترشح على قائمة منفصلة الى الحصول على نسبة 3,25% في المئة من أصوات الناخبين ليدخل الكنيست دفعة واحدة بأربعة مقاعد، وإلا ستذهب الأصوات التي حصل عليها هدرا.

وستخوض الانتخابات كل من الأحزاب التالية: الجبهة الديموقراطية للسلام والمساواة التي يعتبر الحزب الشيوعي العمود الفقري فيها، حزب العربية للتغيير، وحزب التجمع الوطني الديمقراطي برئاسة الدكتور جمال زحالقة، والحزب الديموقراطي العربي بقيادة طلب الصانع، إضافة الى الحركة الإسلامية الجنوبية.

وبحسب استطلاع أجراه تلفزيون "كان" الإسرائيلي وبثه مساء الأحد، ستحصل القائمة المشتركة على ستة مقاعد، وسيحصل الطيبي بقائمته على ستة مقاعد، أي قد تخسر الأحزاب العربية مقعدا، في حال عدم التوصل الى اتفاق على قائمة مشتركة.

بينما أشار استطلاع للرأي أجرته صحيفة "يسرائيل هيوم" الخميس الماضي إلى أن القائمة المشتركة ستحصل على تسعة مقاعد والعربية للتغيير على خمسة، أي 14 مقعدا من مقاعد الكنيست الـ120.

وأعلنت الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة أنها توصلت والحزب الديموقراطي العربي برئاسة طلب الصانع إلى اتفاق مبدئي للتحالف في قائمة مشتركة لانتخابات الكنيست الـ21، وعلى مواصلة الجهود للحفاظ على القائمة المشتركة وتعزيزها. وأطلقت الجبهة حملتها الانتخابية السبت في مدينة سخنين.

بينما قام حزب التجمع الديموقراطي بإطلاق حملته الانتخابية الأحد في مدينة سخنين. وقال المرشح عن الحزب مطانس شحادة "هناك مفاوضات بين التجمع والحركة الإسلامية (الجنوبية) لتشكيل قائمة واحدة، لكننا لا زلنا نتفاوض مع الجميع لنعيد تشكيل القائمة المشتركة".

وقال إن ترشيح ثلاث قوائم سيعني أن إحدى القوائم لن تجتاز "خط الحسم" (3,25% من الأصوات) و"ستحرق أصواتها".

ولا تشارك الحركة الإسلامية الشمالية برئاسة رائد صلاح والمحظورة في اسرائيل، في الانتخابات.

وتنحصر الخلافات بين الأحزاب على ترؤس القائمة وعلى توزيع المقاعد.

وتطالب معظم الأحزاب التي كانت منضوية في القائمة المشتركة بنقل رئاسة القائمة من الجبهة الديموقراطية الى حزب آخر. كما أن هناك خلافا جوهريا على عدد المقاعد الذي سيحصل عليه كل حزب، بحسب ما ذكر ممثلون لهذه الأحزاب لفرانس برس.

وقال رئيس قائمة الحركة الإسلامية -الجناح الجنوبي الدكتور منصور عباس لفرانس برس "موقفنا كان ولم يزل الحفاظ على القائمة المشتركة في مواجهة التحديات السياسية، نحن نتفاوض مع حزب التجمع، وفي الوقت ذاته لا زلنا في حوار مع الجبهة لتشكيل قائمة مشتركة".

ورحب بعودة الطيبي للمرة الأولى الأحد الى طاولة المفاوضات.

وتابع "مطالب الأحزاب غير قابلة للتحقق بدون الدخول بتفاصيل مطالب المقاعد لكل جهة، فلا يستطيع كل حزب ان يحصل على تطلعاته بدون تسوية او تنازل".

في الانتخابات الماضية، حاولت الأحزاب العربية حل مشكلة التمثيل بالكنيست بخوض تجربة التناوب بين ممثلي الأحزاب، على أن يكون ممثل أحد الأحزاب عضو كنيست لمدة عامين، ثم يحل محله عضو حزب آخر لمدة عامين آخرين من الولاية البرلمانية (أربع سنوات).

وقال منصور عباس "من الواضح أن سياسة التناوب أثبتت أنها تخلق مشاكل وهي غير عملية".

ويشارك أعضاء الكنيست العرب بشكل فاعل في طرح القوانين المدنية التي تتعلق بالصحة والعمل والطلاب والنساء، لكن غالبا ما ترفض مقترحاتهم.

وقال الطيبي "نتنياهو لا يعتبر أن عدد أعضاء الكنيست 120، إذ يسقط من حساباته الأعضاء العرب، لأنه يعتبرهم أعداء له، لأننا نتصدى له ولسياساته بشكل كبير".