حزب الله حصل على أرقام هواتف كبار المسؤولين السياسيين والعسكريين الإسرائيليين وأقام لهم مجموعة “واتس-آب”

الجمعة 15 فبراير 2019 01:56 م / بتوقيت القدس +2GMT
حزب الله حصل على أرقام هواتف كبار المسؤولين السياسيين والعسكريين الإسرائيليين وأقام لهم مجموعة “واتس-آب”



القدس المحتلة/سما/

يُواصِل حزب الله اللبنانيّ حربه النفسيّة الشرِسَة ضدّ كيان الاحتلال الإسرائيليّ، وبين الفينة والأخرى يبتكر الطرق والوسائل والأساليب التي تخترِق الرأي العّام في الدولة العبريّة، وتؤدّي إلى حالةٍ من التوتّر والهلع، لا بلْ الذعر.
وبحسب المصادر الأمنيّة والسياسيّة، التي وُصفت بأنّها رفيعة المُستوى في تل أبيب، فقد لجأ حزب الله في الأيّام الأخيرة إلى تطبيق (الواتسب-آب) لتمرير الرسائل إلى الإسرائيليين، قيادةً وشعبًا، كما أفادت الإذاعة العبريّة شبه الرسميّة (كان).
ونقلت مُراسِلة الشؤون السياسيّة في الإذاعة العبريّة، غيلي كوهين، عن المصادر المذكورة قولها إنّ مجموعة الواتسب-آب التي أقامها حزب الله جاءت على خلفية الذكرى السنويّة لاغتيال الشهيد عماد مغنيّة في قلب العاصمة السوريّة، دمشق، في الثاني عشر من شهر شباط (فبراير) من العام 2008، وهي العملية المنسوبة لدولة الاحتلال، التي لم تُعلِن حتى اللحظة مسؤوليتها عن تنفيذ عملية الاغتيال عبر تفجير سيارّة الشهيد في حيّ سوسا بالعاصمة السوريّة.
وتابعت المصادر قائلةً إنّ حزب الله أقام مجموعة (الواتس-آب) ردًا على تهديدات رئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو، وذلك في إطار الحرب النفسيّة بين الطرفين، مُشدّدّة على أنّ الأعضاء في المجموعة هم من كبار المسؤولين السياسيين والأمنيين والعسكريين في دولة الاحتلال، حيثُ وجّه لهم رسالةً حادّةً كالموس: “الهدف واضِح ودقيق إزالة إسرائيل عن الوجود” مع توقيع الشهيد عماد مغنيّة.
وأردفت المصادر في تل أبيب قائلةً إنّ المجموعة أُقيمت بسبب الذكرى السنويّة لاغتيال مغنيّة، وأنّ الجهات الأمنيّة ذات الصلة في إسرائيل تلقّت تقريرًا عن مجموعة الواتسب-آب، وشدّدّت على أنّ الرجل الذي أقام المجموعة لم يُخفِ موطنه، بل نشر الرقم اللبنانيّ، الذي قام من خلاله بتوجيه رسائل التهديد للإسرائيليين.
جديرٌ بالذكر أنّه وفقًا لتحقيقٍ استقصائيٍّ نشرته صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكيّة، فقد أشار أحد المسؤولين ف واشنطن، والذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أشار إلى أنّ الولايات المُتحدّة والأمريكيّة وإسرائيل كانتا تعلمان ببقاء مغنية فتراتٍ طويلةٍ في دمشق منذ أكثر من عام على مقتله، وأنّ الإسرائيليين هم مَنْ اقترحوا على نظرائهم الأمريكيين المشاركة في خطّةٍ لتصفيته في دمشق.
وبحسب المسؤول نفسه، يعود سبب العرض الإسرائيلي للأمريكيين بالشراكة في العملية، إلى علم الإسرائيليين بأنّ (سي آي أي)، أيْ وكالة المخابرات المركزيّة، لديها بنية تحتية راسخة في دمشق لجمع المعلومات، وهو ما لا تتمتع به إسرائيل.
لكنّ الإسرائيليين، طبقًا لما قاله المصدر عينه، اشترطوا في المقابل أنْ يكونوا هم مَنْ يضغط على الزناد أوْ يشعل فتيل التفجير، لأنّ الثأر ثأرهم، في حين أنّ الأمريكيين لم يكُن يهُمّهم مَنْ يحظى بهذا الفضل بقدر ما كانت تعنيهم رؤية عماد مغنية قتيلاً، بل إنّ من صالحهم أنْ يُوجّه “حزب الله” أصابع الاتهام لإسرائيل وليس لأمركا.
وتابعت الصحيفة الأمريكيّة قائلةً إنّ فكرة الشراكة بين الإسرائيليين والأمريكيين في عملية التخلص من مغنية جاءت في وقتٍ كان فيه الموساد والوكالة (سي آي أي)، يُنسّقان عن كثب لإجهاض الطموحات النوويّة لكلٍّ من إيران وسورية، وأسفر هذا التنسيق عن مساعدة (سي آي أي) لإسرائيل في قصف مرافق ومنشآت سورية عام 2007 يُشتبه بأنّها كانت نواة لمشروعٍ نوويٍّ سوريٍّ في دير الزور.
وعندما تمّ التأكّد من وجود مغنية في دمشق، أكّدت الصحيفة الأمريكيّة، اشترك الطرفان في مراقبته ومعرفة نمط حياته والنسق الذي يسير عليه والأماكن التي يتكرر تردده عليها، مُضيفةً في الوقت عينه أنّه بحسب رواية المصادر الأمريكيّة، فقد تمّ إشعال فتيل الانفجار لحظة اقتراب مغنية من السيارة عن طريق جهاز للتحكّم عن بُعْد يُدار من تل أبيب بواسطة الموساد، وأدّى الاشتعال إلى انفجار القنبلة الأمريكيّة مُرسِلةً موجةً قويّةً من الشظايا عبر دائرة قطرها ضيق جدًا يكفي فقط لتصفية الهدف الذي قُتل على الفور ولا يصيب مَنْ هو بعيد بأيّ سوءٍ، على حدّ تعبير المصادر.