حتى بعد فوزه سيرحل نتنـيـاهو عن الـحـكــم...جاك خزمو

الجمعة 01 فبراير 2019 01:12 م / بتوقيت القدس +2GMT
حتى بعد فوزه سيرحل نتنـيـاهو عن الـحـكــم...جاك خزمو



يسعى بنيامين نتنياهو جاهداً لتحقيق إنجاز شخصي كبير، وذلك بفوزه بولاية خامسة لقيادة حكومة إسرائيل. وإذا فاز بهذه الولاية، فإنه سيعتبر نفسه بطلاً قومياً، وكذلك سيعلن أن هذا الفوز سيعفيه من تقديمه للمحاكمة في حال قُدّمت ضده لوائح أو لائحة اتهام بالفساد. ويتوقع أن يحصل حزبه في هذه الانتخابات التشريعية المحددة يوم 9 نيسان القادم على 40 مقعداً على الأقل، وهذا العدد سيؤهله لأن يكون مُكلفاً بتشكيل حكومته الخامسة.
أعضاء حزب الليكود يدعمون نتنياهو في مساعيه، ويقفون إلى جانبه؛ لأن أيّ فوز بعدد كبير من المقاعد يعني أن حزب الليكود عائد وبقوة إلى سدة الحكم، كما أن عدداً كبيراً من أعضاء هذا الحزب سيحصلون على عضوية البرلمان (الكنيست) الإسرائيلي. ولذلك نرى أن أعضاء حزب الليكود لا يتحدثون ضد نتنياهو، بل إن هناك انطباعاً عاماً بأنه هو من يسيطر على الحزب، وهو القادر على من يختاره أو يدعمه ليكون على قائمة الحزب المقدمة للجنة الانتخابات المركزية!
واستناداً إلى مصادر عديدة داخل حزب الليكود، فإن أيّ لائحة اتهام تقدّم بحق نتنياهو قبل موعد الانتخابات لن يكون لها أيّ أثر على الحزب، بل سيواصل نتنياهو ترشحيه، ولن يتراجع عن ذلك. وسيتهم المستشار القضائي للحكومة أفيحاي مندلبليت بأنه يسعى لإسقاطه بتدخله في الحملة الانتخابية؛ من خلال تقديم لائحة اتهام من الواجب عليه تأخيرها.
مهما كانت الظروف والمعطيات والاتهامات، فإن كل المؤشرات تؤكد على أن نتنياهو سيخوض الانتخابات بقوة، وأن حزبه سيحصل على عدد كبير من المقاعد تؤهله لقيادة الحكومة الإسرائيلية من جديد.
ولكن بعد الفوز وتحقيق النصر، فإن نتنياهو لن يتمتع به بتاتاً؛ لأنه عندها سيثور أعضاء الحزب عليه وضده طالبين منه الاستقالة حتى يبقى الحزب نقياً من أيّ تهم فساد. وقد يرفض نتنياهو ذلك، ولكنه سيضطر في النهاية إلى التخلي عن الحكم، من أجل التفرغ للدفاع عن نفسه.. ولا بدّ من الذكر أن كثيرين من أعضاء الحزب يطمعون في تولي قيادته، وبعد الانتخابات والفوز، فإن مطامعهم ستتكشف بوضوح أكثر، وقد يدخل هذا الحزب في دوامة الصراع الداخلي، لكنه سيُجبر على تهدئة الأمور لمنع الانشقاقات، وتفادي إتاحة فرصة للآخرين للنيل من حزبهم.
نتنياهو ولو فاز وحقق انتصاراً في الانتخابات القادمة، إلا أنه ساقط منذ اليوم؛ من خلال التحقيق معه حول ملفات فساد عديدة، وما فوزه في هذه الانتخابات الآتية إلا وسيلة لتسلّق أعضاء الحزب على أكتافه، ومن ثم تركه غارقاً في وحل الاتهامات والمحاكمات والرحيل الأبدي عن الحلبة السياسية الداخلية.

* رئيس تحرير مجلة البيادر.