فارسة الميدان عرقاوي لـ"سما: اراهن بحياتي ليشاهد العالم معنى الحرية (فيديو

الأربعاء 30 يناير 2019 02:56 م / بتوقيت القدس +2GMT
فارسة الميدان عرقاوي لـ"سما: اراهن بحياتي ليشاهد العالم معنى الحرية (فيديو



رام الله- خضير ابو تمام

سواء كان في يدها سلاح ثقيل أو حجر أو آلة تصوير أو قلم، لم تغب المرأة الفلسطينية على مر العقود منذ النكبة الفلسطينية وحتى اليوم عن ميادين النضال المختلفة،  دائماً حاضرة في شتى مراحل مسيرة التحرر التي لم تنته بعد. كما لم تمنعها واجباتها في الحيّز الخاص داخل البيت والعائلة، من أن تكون جزءاً فعالاً من الحيّز العام بكل ما تملك من معرفة وقوة وصبر.
لايغفل من يتابع الاحداث المشتعله في الضفه الغربية  عن انتشار الكثير من صور المواجهات  على وسائل التواصل الاجتماعي والحضور الابرز وسم  "آيات عرقاوي"  على صور قوية بلمسة انثوية.
في حوار خاص مع وكالة سما الاخبارية  قالت عرقاوي ان شغفها في الاعلام  تركز في تصوير المواجهات بين الشبان وقوات الاحتلال في جميع مناطق الضفه الغربية حيث بدأت في عام ٢٠١٦ تزامنا مع التحاقها بدارسة الاعلام الرقمي في جامعة القدس المفتوحه ، وتضيف ان اربعة أعوام كانت مليئة بالأحداث والصور بين مسيرات إسبوعية و مواجهات إلى تشييع شهداء وهدم منازل في مختلف المناطق،  فخورة جدا في توثيق والتقاط صور شاهدة على قوة ونضال شعبنا ومعاناته مع هذا الاحتلال الصهيوني.
وأضافت انه  في كل مرة تجد نمط جديدا وقالبا للصورة الصحفية وزوايا أخرى تضفي لمسة فنية على الصورة الإخبارية.
واشارت انه  تكمن الخبرة في الممارسة والتجربة، الميدان هو أفضل مضمار لاكتساب المزيد من الخبرات ليس فقط في مجال صناعة الصورة بل في قربك من الأشخاص ومعايشة الاحداث معهم و استشعار الخوف والخطر.
وتصف عرقاوي مشاعرها اثناء تواجدها في الخطوط الامامية للمواجهات انه خليط من العواطف تستهلكه في كل مرة تذهب اليها للحدث دون يقينها التام بحتمية العودة الى منزلها ومشاهدة الصور من بشاعة وعنجهية المحتل. لكن فلسطين بترابها وهوائها واهلها تستحق مننا الكثير من التضحية  حتى لو بصورة ليشاهد العالم معنى الحرية وزيف ديمقراطية الصهيونية الهمجيه في تعاملهم مع العزل المتظاهرين
وذكرت ان تكون الفتاة مصورة صحفية في مجال المواجهات  ليست بتلك السهولة  كون هذا المضمار له حصة الأسد للرجال وقلة قليلة من الفتيات اللاتي يلتحقن به لما فيه من صعوبات و مخاطر جمه تواجهها خلال تواجدك في الميدان من إعتقال أو إصابة ويصل احيانا الى  الاستهداف المباشر لحياتك من  قبل جيش الإحتلال، إلى جانب قلق ومخاوف الأهل والاصدقاء ونصحهم اياي دوما بترك هذا المجال  وان أكون مثل بقية الفتيات بأن ابحث عن مجال آخر في التصوير كالاعراس او الزهور او ماشابه الا انني اعي وافهم سبب قلقهم لكني احمل بداخلي رسالة ولا استطيع ان أعبر عنها الا بعدستي وتحديدا مع دوي قنابل الغاز وازيز الرصاص وهي بالمناسبه من نوع كانون D700.
وأضافت عرقاوي انها تعرضت للاستغراب والكثير من التساؤلات في بدايتها كونها لاتعمل لصالح أي وكالة انما فقط تعرض صورها على صفحتها في الفيس بوك ولكن مع قوة صورها وانتشارها بدأت تلقى الاستحسان من الجميع وباتت محط احترام الجميع وبالأخص زملائها الصحفيين الذكور في الميدان.
وأفادت ايضا ان  أكبر تحدي تعرضت له هو بعد اصابتها خلال تغطية مواجهات على حاجز بيت ايل شمال مدينة البيرة في رجلها بقنبلة صوت، حينها ضغط اهلها عليها للتوقف عن التصوير.  لكنها بقيت مصممة على السير في هذا المجال واصابتها لم تضعف عزيمتها بل زادتها قوة، واصبحت تتجنب اخبار محيطها ان اصيبت حتى لا تزيد من مخاوفهم وتضاعف قلقهم. 
وختمت بالقول "انها  تعلم جيدا منذ البداية  انها مهنة المتاعب مليئة بالمخاطر والتحديات لكن طالما انت مؤمن فيه هو كمان رح يكون مؤمن فيك لهيك ما رح تشعر  بالأعباء  لأنه بصير جزء منك ما بتقدر تستغني عنه وأن الحذر لا يلغي القدر"
ويجدر بالذكر أن ايات عرقاوي من بيت ثورة ونضال فهي لأب فلسطيني من جنين ولأم سورية من دمشق كانا يخدمان في صفوف الثورة الفلسطينية على زمن الراحل ياسر عرفات، ولدت في عمان عام ١٩٩٠ م وتقطن في رام الله وهي خريجة محاسبة من الجامعه العربية الامريكية عام ٢٠١١م وهي على مشارف التخرج من جامعة القدس المفتوحة بمجال الاعلام الجديد.