عطا الله حنا : القدس تمر بكارثة حقيقية غير مسبوقة

الإثنين 28 يناير 2019 11:51 ص / بتوقيت القدس +2GMT



القدس المحتلة / سما /

استقبل المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس اليوم وفدا من جامعة عمان الاهلية حيث رحب بزيارتهم وقد استقبلهم سيادته في كنيسة القيامة في القدس القديمة حيث وضعهم في صورة ما تتعرض له مدينة القدس من سياسات احتلالية خطيرة غير مسبوقة وبشكل متسارع حيث ان كل شيء في مدينة القدس يتبدل ويتغير نحو الاسوأ.

القدس مدينة تُسرق منا في كل يوم وندعوكم للتجول في البلدة القديمة من القدس لكي تشاهدوا بأم العين ما يحدث في مدينتنا المقدسة حيث اصبحت البؤر الاستيطانية منتشرة في كل مكان واصبح المستوطنون المتطرفون يصولون ويجولون في البلدة القديمة من القدس بحماية من السلطات الاحتلالية.

القدس في خطر كبير ونحن ندق ناقوس الخطر لعل صوته يصل الى حيثما يجب ان يصل فالقدس يسلبها منا المحتلون المستوطنون والمتطرفون عبر عملائهم وسماسرتهم وادواتهم وعبر اناس فقدوا ضميرهم وانسانيتهم واخلاقهم .

ولكن وبالرغم من هذه الصورة القاتمة التي تمر بها مدينة القدس الا انه في المقابل هنالك شعب موجود في هذه المدينة وهنالك شباب يتصدون بصدورهم العارية وهنالك من يدافعون عن القدس ومقدساتها واوقافها وهويتها العربية الفلسطينية .

ننتظر من اخوتنا العرب ان يكونوا مع القدس وان يعبروا عن تضامنهم مع شعبنا الفلسطيني بوسائل عملية وليس فقط من خلال اطلاق بيانات ومواقف سياسية هنا وهناك .

ان الحفاظ على القدس والدفاع عنها في وجه هذه الهجمة الشرسة التي تتعرض لها انما يحتاج الى مبادرات خلاقة وسياسات وبرامج استراتيجية للنهوض بالمدينة المقدسة التي تسلب منا في كل يوم وفي كل ساعة.

نتمنى منكم واثناء زيارتكم ان تشاهدوا حقيقة ما يحدث في القدس وما يحدث في القدس لا يسر اي فلسطيني واي عربي واي انسان عنده قيم اخلاقية او انسانية نبيلة .

ان المشروع الصهيوني في المدينة المقدسة يتم تطبيقه على الارض في حين اننا لا نرى في المقابل مشروعا عربيا باستثناء بعض المؤتمرات التي نسمع عنها بين الفينة والاخرى .

ما اود ان اقوله لكم بأنه حتى وان تخلى عنا بعض العرب وتآمر علينا الغرب فإننا لن نترك القدس فريسة لاعدائها ولن نترك فلسطين التي هي وطننا وارضنا وقضيتنا وعنوان انتماءنا .

الكثيرون يتآمرون علينا ويخططون لتصفية قضيتنا وهنالك من يطبعون مع الاحتلال وكأن مدينة القدس والقضية الفلسطينية لا تعاني من الاحتلال وسياساته وممارساته .

نقول لكم وبصفتكم شخصيات مثقفة واكاديمية بأن فلسطين بحاجة اليكم وبحاجة الى كل انسان حر في هذه المنطقة العربية .

فلسطين تناشدكم وتناشد الضمير العربي بضرورة الالتفات اليها وخاصة الاهتمام بما يحدث في مدينة القدس التي تُستهدف بطرق مختلفة ومتعددة .

الفلسطينيون المسيحيون والمسلمون هم ابناء شعب واحد ويدافعون عن قضية واحدة ونحن نتمنى ونطالب بأن تكون بوصلة العرب نحو فلسطين ونحو مدينة القدس لان القضية الفلسطينية هي قضية العرب الاولى هكذا كانت وهكذا يجب ان تبقى .

قدم سيادته للوفد تقريرا تفصيليا عن احوال مدينة القدس كما واجاب على عدد من الاسئلة والاستفسارات .