قاعدة العيديد وتهديد الأمن الإيراني ...عبد الستار قاسم

الإثنين 14 يناير 2019 11:11 م / بتوقيت القدس +2GMT
قاعدة العيديد وتهديد الأمن الإيراني ...عبد الستار قاسم



تناقلت الأخبار توجه أمريكا وقطر إلى توسيع قاعدة العيديد الموجودة في قطر، أي توسيع قدرات القاعدة لتستوعب المزيد من القوى العسكرية الأمريكية. وفي هذا ما يهدد الأمن القومي الإيراني بصورة مباشرة، وفي وقت تتعاظم فيه التهديدات الأمريكية لإيران على كل المستويات. أمريكا تحاول منع الغذاء عن الشعب الإيراني، وتهدد باستعمال القوة العسكرية وحرمان إيران من تصدير مواردها الاقتصادية. ولا تنفك عن وصف إيران بالدولة الراعية للإرهاب متناسية نفسها وهي أكبر راعية للإرهاب في العالم بخاصة الإرهاب الصهيوني. وأمريكا لا تهدد إيران حبا بالعرب، إذ من المعروف أن الإدارات الأمريكية المتعاقبة تحتقر العرب وتعتبرهم متخلفين جهلة شهوانيين لا خير فيهم لأنفسهم ولا للإنسانية. أمريكا تهدد إيران لأن النهوض الإيراني بخاصة في المجال العسكري يهدد استمرار النفوذ الأمريكي في منطقة الخليج، ويهدد الهيمنة الأمريكية على البلاد العربية عموما.
وكان على قطر أن تتذكر أن إيران هي التي فتحت أجواءها ومياهها للرحلات القطرية التجارية وغير التجارية في الوقت الذي حاصرها فيه الأخوة الأعداء. هذا جزاء سنمّار.
بعض العرب يقولون إن إيران تسيطر على أربع عواصم عربية وهي بيروت ودمشق وصنعاء وبغداد. هذا غير صحيح. بيروت ما زالت تحت الوطأة الأمريكية على الرغم من قوة حزب الله، وأكبر دليل على ذلك أن بيروت رفضت المنحة الإيرانية لتسليح الجيش اللبناني، وفضلت البقاء ضمن دائرة التسليح الأمريكي الذي ترفض أمريكا الوفاء به لجيش لبنان. أما بغداد فهبط بها الرئيس الأمريكي دون علم مسبق من قبل القيادة العراقية. ولا أظن أن الرئيس الإيراني لديه من النفوذ في بغداد يمكنه من فعل هذا العمل الشنيع. أما دمشق فمصيبتها أكبر من هيمنة دولة عليها، علما ان التواجد الروسي في دمشق لا يضاهيه تواجد آخر.
ليت العرب يقفون على الشاشات التلفازية يشرحون لنا لماذا كل هذا الخوف من إيران وهذا العداء الذي لا نظير له. الصهاينة يغزون العواصم العربية ويتم الترحيب بهم، أما الذين يتبنون المقدسات ويتوعدون بضرورة التحرير فلا مكان لهم ومن ضمنهم المقاومة الفلسطينية.
والعرب لا يتحدثون عن الذي يهيمن على باقي العواصم العربية ويوجه سياساتها. من الرياض إلى المنامة إلى الدوحة إلى أبو ظبي إلى الكويت إلى القاهرة فالخرطوم وطرابلس ونواكشوط والرباط ومقديشو وجزر القمر ورام الله ومسقط والجزائر وتونس.

هناك سطوة أمريكية على كل هذه العواصم ولو بدرجات مختلفة. لماذا يحل لأمريكا؟ ولماذا لا يدافع العرب عن استقلالهم في وجه الغزو الأمريكي المستمر؟ ولماذا تفتح عواصم عربية عدة أبوابها للكيان الصهيوني بينما يبقى الإيرانيون خارج الأسوار؟ السبب واضح وهو أن المصلحة الأمريكية تتطلب عزل إيران ومحاربتها.  نحن العرب وكلاء الاستعمار والاحتلال وكل الناهبين الطامعين. وإذا كنا نحن راكعين أمام قوى عالمية، فإن إيران ترفض المساس بسيادتها وقدراتها، وتصر على استقلالها. نحن أصحاب الرذيلة الذين يطوعون أنفسهم خدمة للصوص العالم على حساب الشعوب.


لو كنا نفقه لرأينا الحقيقة وهي أن إيران باقية في المنطقة وأمريكا بنفوذها زائلة. إيران ابنة المنطقة العربية الإسلامية وهي الأقرب بثقافتها للعرب، أما الأمريكيون فليسوا أبناء المنطقة وهم راحلون بعدما يستنزفون أموال العرب وثرواته.
باختصار، نحن نهدد الأمن القومي الإيراني، ولإيران الحق بالتصرف دفاعا عن أمنها واستقلالها.
اكاديمي وكاتب فلسطيني