ثيوفيلوس نسألك الرحيلا ..خالد صادق

الإثنين 07 يناير 2019 10:18 م / بتوقيت القدس +2GMT
ثيوفيلوس نسألك الرحيلا ..خالد صادق



في محاولة منه للمشاركة في احتفالات عيد الميلاد وفق التقويم الشرقي رفض مواطنون فلسطينيون مشاركة البطريرك ثيوفيلوس بطريك الكنيسة الأرثوذكسية في الاحتفالات التي تجري في كنيسة المهد بمدينة بيت لحم قبل يوم من عيد الميلاد وفق التقويم الشرقي, ورفضت بلديات بيت لحم وبيت ساحور وبيت جالا المشاركة في الاستقبال الرسمي، وهو تقليد يجري كل عام قبل يوم من عيد الميلاد ، كذلك رفضوا المشاركة في عشاء البطريرك التقليدي قبل قداس منتصف الليل. ومع اقتراب موكب ثيوفيلوس من كنيسة المهد، أغلق النشطاء الفلسطينيون الطريق لمنعه من دخول الكنيسة بسبب تورطه بصفقات مع الجمعيات الاستيطانية منحهم خلالها أملاك وعقارات فلسطينية مقابل مبالغ مالية زهيدة ورشاوى، وتوزعت هذه الأملاك على الكثير من المدن الفلسطينية، من بينها القدس المحتلة ويافا وكيسارية, حيث تم الكُشف عمّا يزيد عن ثلاثمائة قطعة أرض جرت تصفيتها وبيعها من طرف البطريرك ثيوفيلوس، في مختلف المناطق في فلسطين التاريخيّة.

الفلسطينيون وجلهم من المسيحيين الأحرار استقبلوا موكب البطريك ثيوفيلوس بالبيض والأحذية والحجارة, وكعادتها شرعت أجهزة امن السلطة بقمع المواطنين والاعتداء عليهم بالضرب في محاولة لتفريقهم, وانتشرت قوات الأمن بشكل مكثف في المكان لحماية البطريرك ثيوفيلوس, رغم ان التجمع جاء بدعوة وجهتها مؤسسات أرثوذكسية لأبناء طائفتها في فلسطين من اجل إنقاذ أوقاف الكنيسة الأرثوذكسية من النهب والتسريب ومن أجل عزل البطريرك ثيوفيلوس واعوانه وتحرير الكنيسة من الفساد والفاسدين، واصفة البطريرك «بالسمسار» الذي يجب منعه من «تدنيس» كنيسة المهد, وطالبوا السلطة الفلسطينية بمساعدتهم لعزل هذا البطريرك الفاسد, إلا ان السلطة كعادتها دائما ترفض أي قرار شعبي فلسطيني وتصر على استخدام سياسة القوة لفرض إرادتها حتى ولو كانت ضد المصلحة الفلسطينية, وأبعدت السلطة الصحفيين وعدسات الكاميرا من مكان تجمع الفلسطينيين حتى تستطيع استخدام كل وسائل القمع بعيدا عن أعين الكاميرات.

الشاهد من هذا كله ان الشعب الفلسطيني لا ينسى من يتآمر عليه ويتاجر بمصيره, وأنه لن يرحم أحدا من هؤلاء المتآمرين إذا ما ساقته الأقدار إلى مصيره المحتوم, وعلى كل من يمارس البغي والعدوان ويتسلط على شعبنا ان يدرك انه سيأتي اليوم الذي سيحاسب فيه على تلك الجرائم, وهذا البطريرك الذي تحميه السلطة وأجهزتها الأمنية ضرب بالنعال وقذفوه بالبيض الفاسد, وهو لا يستطيع ان يطل برأسه من نافذة كنيسة المهد لأنه يعرف مصيره جيدا, لذلك سيبقى هذا الفاسد أسير فساده, وسيعاني في تفاصيل حياته اليومية, وهو ان كان يحميه الاحتلال أو امن السلطة, فإن هذا يعني انه فقد حريته, ولا يستطيع العيش بكرامه, ويحتاج دائما إلى من يحميه, وما أقساها تلك اللحظات التي تشعر فيها انك لا تستطيع ان تحمي نفسك بسبب فسادك ومواقفك المخزية وتحتاج دائما إلى من يحميك, لقد وضع هذا البطريرك نفسه في هذه المكانة المخزية, وعليه ان يتحمل نتيجة أفعاله المخزية وخيانته للاماته, فليستجب فورا لإرادة أبناء طائفته الأحرار ويدفع فاتورة ذلك بالرحيل.

هناك من لا زال يغامر بثوابت الشعب الفلسطيني, وقد حذرنا مرارا وتكرارا من مثل هذه المغامرات, عليهم ان يعتبروا من هذا المشهد للبطريرك ثيوفيلوس الذي لا يحسد عليه, ويدركوا ان رجمهم بالاحذية والبيض الفاسد من أبناء شعبنا ليس ببعيد, ما لم يعيدوا النظر في سياساتهم, وينحازوا لخيار شعبهم الفلسطيني, فالشعب لا ينسى والحساب يكبر يوما بعد يوم, ان السياسات الخاطئة والتعنت في المواقف وفرض العقوبات على الشعب الفلسطيني ومحاصرته, كلها سيوف مسلطة على رقاب الشعب الفلسطيني, الهدف منها كسر إرادتهم وتثبيط عزيمتهم, والتنكر لحقوقهم, والفلسطيني يصبر ويصبر لكنه دائما ينبعث من وسط الآلام والمعاناة, ويثأر من الطغاة والبغاة وأصحاب الأجندات الخاصة, ويأخذ حقه ممن تآمر عليه, أو تاجر بمعاناته, أو هدده في مصدر رزقه, أو ساوم على حقوقه المشروعة, أو تآمر على مقاومته, عليكم ان تمعنوا في سياساتكم جيدا, وتدركوا أن هذا الشعب الفلسطيني لا ينسى, أفيقوا قبل ان يصرخ احدهم في وجوهكم كما صرخوا في وجه البطريرك ثيوفيلوس وقالوا له أيها البطريرك الفاسد «نسألك الرحيلا».