من المؤكد أننا نعرف الكثير من المعلومات عن الفيروسات، لكننا مع ذلك في حاجة لمعرفة المزيد عنها.
فالاكتشافات التي توصلت إليها البشرية عن هذه الكائنات الدقيقة لن تتوقف أبدا، وفيما يلي ست حقائق اكتُشفت حديثا في عالم الفيروسات ستذهلك:
1- فيروس قديم جدا في الدماغ البشري
وفقا لدراستين نُشرتا في مجلة "سيل" العلمية، تحافظ عصبونات الأدمغة الحيوانية والبشرية على البقايا الوراثية لعدوى فيروسية قديمة، التي يمكن أن تساعد على معرفة كيفية معالجة أدمغتنا للمعلومات.
واكتشف العلماء أن الجين الفيروسي أي آر سي، الموجود لدى الحيوانات ذات الأربع أرجل، هو في الحقيقة بقايا فيروس قديم.
كما اكتشف الباحثون أن هذا الجين له دور حاسم في قدرة الخلايا العصبية على إنتاج أنواع معينة من المواد الوراثية وإرسالها إلى خلايا عصبية أخرى.
وتوضح هذه العملية كيفية تبادل الخلايا العصبية للمعلومات اللازمة لإعادة تنظيم الخلايا.
ومن بين الوظائف التي يضطلع بها الدماغ، التفكير الواعي ومفهوم الذات، وقد يكون كلاهما ممكنا بسبب هذه العملية التي إذا لم يتم إنتاجها قد تتسبب في حدوث اختلالات على مستوى المشابك العصبية أو توحيد العصبونات، وذلك وفقا للكاتبة أينهوا إريبيري في تقرير نشرته صحيفة "الإسبانيول" الإسبانية.
2- الفيروسات تسقط حرفيا من السماء
خلال سنة 2018 تم حل لغز يتعلق بالفيروسات لطالما تعددت الأبحاث حوله، وهو سبب إمكانية العثور على الفيروسات المتشابهة جينيا في نقاط متباعدة جدا من الكوكب.
ويبدو أن سبب ذلك يعود إلى أن الفيروسات تنتقل عبر الغلاف الجوي في التيارات الهوائية.
وفي دراسة نشرت في يناير/كانون الثاني 2018 في "المجلة المتعددة التخصصات في الإيكولوجيا الميكروبية"، بين الباحثون أن الفيروسات يمكن أن تصعد على جسيمات الماء وتتنقل إلى أعلى طبقات الغلاف الجوي، أي طبقة التروبوسفير، لتسقط في بيئة جديدة تماما بالنسبة لها.
3 -العلاقة المثيرة للجدل بين الفيروسات ومرض ألزهايمر
النظرية القائلة إن الفيروسات قد تلعب دورا في تطور مرض ألزهايمر قد حظيت بمزيد من الدعم هذه السنة، وهو ما أكدته دراسة نشرت في مجلة "نيورون" العلمية.
وحلّل مؤلفو هذه الدراسة حوالي ألف عينة دماغ محفوظة في بنوك الأدمغة، بما في ذلك بعض أدمغة الأشخاص المرضى بمرض ألزهايمر، ولاحظوا أن هناك مستويات أعلى من نوعين شائعين من فيروس هربس، مقارنة بأدمغة الأشخاص الذين لا يعانون من هذا المرض.
ورغم أن دور الفيروسات في تطور مرض ألزهايمر لا يزال غير واضح، فإن الأبحاث تشير إلى إمكانية وجود علاقة بين المرض والفيروس.
4- الفيروسات العملاقة تخترع جيناتها الخاصة
أكد أحد الاكتشافات وجود ما يسمى بـ"الفيروسات العملاقة"، التي يضاهي حجمها ضعف حجم الفيروسات العادية، التي يعرف عنها أنها تحتوي على جينوم معقد.
5- جينات فيروسية يمكن أن تتسبب في الإدمان
العدوى الفيروسية القديمة يمكن أن تلعب دورا هاما في إدمان البشر على المخدرات في الوقت الحالي.
ففي سبتمبر/أيلول الماضي، كشف فريق من الباحثين، في دراسة نشرت في مجلة "وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم"، أن البقايا الجينية لفيروس "أتش كي 2" كانت أكثر شيوعا لدى الأشخاص الذين يعانون من إدمان المخدرات مقارنة بالأشخاص الآخرين.
كما عُثر على بقايا هذا الفيروس لدى نسبة تتراوح بين 5% و 10% فقط من السكان، وهو ما يشير إلى أن العدوى الفيروسية ليست قديمة جدا، أي ربما يعود تاريخها إلى 250 ألف سنة.
6- فيروسات هربس يمكن أن تُثار بشكل مصطنع
أي شخص يعاني من التقرحات المزعجة في زاوية الشفاه يعلم ما هو فيروس هربس، الذي يكون في حالة خاملة ثم يثور ليسبب التقرحات.
وفي أكتوبر/تشرين الأول من سنة 2017، أظهر فريق من العلماء من مجلة "بلوس باثوجينس"، أنه يمكن جعل هذا الفيروس يدخل في وضعية خمول، والكشف عن البروتينات التي تؤدي إلى إثارته.