قالت وزارة الصحة الأفغانية، صباح اليوم، الثلاثاء، إن عدد ضحايا الهجوم على مجمع حكومي في العاصمة كابل، يوم أمس، قد ارتفع إلى 43 قتيلا، بما يجعله أحد أكثر الهجمات دموية خلال هذا العام في كابل، دون أن تعلن أية جهة مسؤوليتها عن الهجوم.
ونقل عن المتحدث باسم وزارة الصحة، وحيد مجروح، قوله إن هناك 10 أشخاص آخرين أصيبوا في الهجوم الذي استهدف مجمعا يضم مكاتب وزارة الأشغال العامة والشؤون الاجتماعية والشهداء والمقعدين.
وبحسب وكالة الأنباء الفرنسية فإن معظم القتلى والجرحى من المدنيين الذين يتحملون وزر الحرب المستمرة منذ 17 عاما.
وكان قد هاجم مسلحون المجمّع، منتصف نهار الإثنين، بعد تفجير سيارة مفخخة عند مدخله، فسارع الموظفون إلى الهرب للنجاة بحياتهم وقفز بعضهم من نوافذ الطوابق العليا.
واحتجز المئات داخل المباني مع انتشار القوى الأمنية في المكان، وخوضها مواجهات عنيفة مع المهاجمين سمع خلالها دوي العديد من الانفجارات، قبل أن يتم تأمين المكان وخروج أكثر من 350 شخصاً سالمين.
وقتل على الأقل أربعة مهاجمين بينهم الانتحاري.
ويعتبر هذا الهجوم الأكثر دموية في كابل منذ أن فجّر انتحاري نفسه وسط تجمّع ديني الشهر الماضي ما أسفر عن مقتل 55 شخصا.
وقال الرئيس أشرف غني الذي تعرضت حكومته لانتقادات لاذعة بسبب إخفاقاتها الأمنية، إن "الإرهابيين يهاجمون الأهداف المدنية للتستر على هزيمتهم في ساحة المعركة".
وتحدث عبد الله عبد الله الذي يعد بمثابة رئيس وزراء أفغانستان بلهجة تنم عن تحد ملقياً باللائمة على طالبان بقوله "كل هجوم يشنونه ضد شعبنا يقوي عزمنا للقضاء عليهم".
لكن تصريحاتهما تخفي حقيقة أن حركة طالبان حققت مكاسب كبيرة هذا العام بعد أن وجه مقاتلوها ضربات أوقعت عدداً قياسيا من الضحايا في صفوف القوات الحكومية.
ويأتي هذا الهجوم بعد أيام شهدت حالة من البلبلة في أفغانستان، حيث فوجئ المسؤولون إثر إعلان خطة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، خفض عدد القوات التي يخشى كثيرون من أنها قد تضر بجهود إنهاء النزاع مع طالبان.
ويأتي ذلك أيضا بعد تعديل أمني كبير في كابل جرى خلاله تعيين قدامى المحاربين المناهضين لطالبان ولباكستان على رأس الشرطة والجيش.
وفي حين لم يعلن رسميا عن تخفيض عديد القوات الأميركية، إلا أن مجرد اقتراح الولايات المتحدة بتقليص وجودها العسكري أحدث هزة في العاصمة الأفغانية.
في المقابل، قال قائد القوات الأميركية وقوات حلف شمال الأطلسي (ناتو) في أفغانستان، سكوت ميلر، الأحد، إنه لم يتلق أي أوامر لسحب قوات من البلاد.