لاجئان فلسطينيّان يسعيَان لتحقيق بطولة العالم للملاكمة

الثلاثاء 18 ديسمبر 2018 09:57 ص / بتوقيت القدس +2GMT
لاجئان فلسطينيّان يسعيَان لتحقيق بطولة العالم للملاكمة



رام الله / سما /

المشوار الذي بدأه الأخوان ماهر وإبراهيم عيادي قبل 15 عاماً شارف على الوصول لغايته، فبعد فوزهما ولسنوات متتالية في بطولة الجمهورية في ألمانيا، ها هما يستعدان للحصول على لقب بطل العالم في الملاكمة لعام 2019، إن توفر لهما ما يسعيان إليه.

الأخوان عيادي يحملان الجنسية الألمانية، وقد ولدا في برلين من عائلة فلسطينية لجأت إلى لبنان عام 1948، ومن ثم لجأت العائلة مجدداً إلى ألمانيا، عقب الاجتياح الإسرائيلي للبنان، فهما يعتبران أنهما من عائلة عاشت اللجوء مرتين.

عام 2003 بدأ ماهر عيادي (مواليد 1988) مشواره الرياضي في العاصمة الألمانية برلين، كان قد أتم عامه الخامس عشر حينها، ودفعه تأثره بمشاهدة مباريات البطل العالمي مايك تايسون للطلب من أخيه الأكبر اصطحابه لنادي الملاكمة، وهكذا بدأ مشوار الفتى اليافع، واستطاع خلال فترة وجيزة أن ينال اهتمام مدرب النادي.

في العام التالي، تأثر إبراهيم (مواليد 1995) بحب وشغف أخيه ماهر بالملاكمة، وبذله جهوداً مضاعفة في التدريب، سواء في النادي أو عند عودته للبيت، فقرر أن يسير على خطاه.

يقول إبراهيم:«قمنا بلفت نظر المدرب إلينا من الأشهر الأولى فقام بنقلنا من مجموعة المبتدئين إلى فئة الهواة Amateur، وخضنا في العام نفسه بطولة برلين وفزنا بالمراتب الأولى».

استمر الأخوان بتحقيق الانتصارات، فقد فاز ماهر بلقب بطل برلين لثمانية أعوام متتالية، فيما نال شقيقه إبراهيم اللقب لـ7 أعوام غير متتالية.

لم تتوقف الإنجازات عند هذا الحد، يقول ماهر «أكثر ما أفتخر به اليوم وصولي للعب ضمن المستوى الأول على ألمانيا وهو أعلى مستوى يمكن أن يصل له أي لاعب في ألمانيا على المستوى المحلي».

يتابع ماهر حديثه بالقول: «فزت بالمباريات التي خضتها، لكن الفوز بلقب بطولة ألمانيا يتطلب فوز كامل الفريق، وهو ما لم يتوفق فيه باقي الزملاء، فلم ننل اللقب. لكني فخور أني لم أهزم في أي مباراة خضتها منذ بدء مسيرتي الاحترافية حتى اليوم».

ويشرف على تدريب الأخوين مدرب المنتخب الألماني للملاكمة إغون أومزن.

وبالحديث عن الألقاب التي أحرزها الأخوان، فقد فاز كل منهما، بشكل منفصل ولمرتين، بلقب بطل شمال ألمانيا إضافة إلى بطولة برلين والمرتبة الثانية كفريق على مستوى ألمانيا.

لا يقف طموحهما عند هذا الحد، فعيونهما تتطلع إلى الفوز ببطولة العالم في الملاكمة التي يجريها الاتحاد الفيدرالي العالمي للملاكمة IBF، وحتى يتمكنا من الوصول إلى الفيدرالية، فعليهما الفوز على 10 لاعبين مسجلين فيها بصفة محترف وانتزاع النقاط منهم وصولاً للحصول على لقب بطل العالم في الملاكمة.

لكن الطريق أمامهما لا تبدو وردية، فالإصرار وحده لا يكفي لتحقيق الأحلام، ما لم تتوفر إلى جانبه الاحتياجات المادية اللازمة. فخلال جولة الأخوين لدخول العالمية، عليهما السفر وإجراء مباريات دولية مع حملة الألقاب وحيازة النقاط منهم، لكن إمكانيتهما المادية تحول دون ذلك.

يشرح ماهر ذلك قائلاً: «سافرنا إلى الدنمارك والسويد والنمسا كونها دولاً مجاورة لألمانيا وتكلفة السفر تعتبر مقبولة، وأمكننا تحملها بأنفسنا، لكننا اليوم بحاجة للسفر إلى دول شرق آسيا والبلقان وروسيا وجنوب أميركا، ولا نملك لذلك سبيلاً أو إمكانية».

بشيء من الحرقة في القلب يقول ماهر: «اللاعبون الألمان الشقر لديهم من يرعاهم ويتكفل بكل متطلباتهم المادية ويقوم بتنسيق كل شيء، أما نحن فمنذ بداية الطريق ونحن نخوضها منفردين. واليوم الأمر مختلف، نحن نطرق باب العالمية، حاملين العلم الفلسطيني». أما إبراهيم فقال: «لا أستغرب عدم تقبل الجمهور الألماني لنا، فنحن نحمل ملامح عربية واضحة ونرتدي العلم الفلسطيني دائماً، لكن لماذا لا نحظى بدعم واهتمام فلسطيني أو عربي.»

وبعيداً عن العقبات والتحديات التي تواجههم، كانت لافتةً إجابة ماهر عند سؤاله عن اللاعب الذي يتمنى منازلته، وإن كان قد تمنى لو أتيحت له فرصة اللعب مع مايك تايسون، فأجاب: «هذه لعبة قاسية جداً، تعتمد على العنف والقضاء على الخصم، ولا أتمنى هزيمة أو إيذاء من أحبهم، وأحرص كثيراً على إنهاء المباراة دون إيقاع أذى جدي بالخصم».