تراجع الفنان السوري، عباس النوري، عن تصريحات سابقة أثارت جدلا واسعا، واعتبرت مسيئة بحق القائد التاريخي صلاح الدين الأيوبي.
وكان النوري وصف صلاح الدين بـ”الكذبة الكبيرة”، خلال مقابلة مع إذاعة “المدينة” السورية، أواخر شهر نوفمبر الماضي، واستهجن أيضا وجود تمثال كبير للقائد المسلم، وسط العاصمة السورية دمشق.
ولقيت تصريحات الممثل السوري استهجانا واسعا، وغضباً كبيرا لا سيما على مواقع التواصل الاجتماعي، التي اتهم العديد من روادها النوري، بأنه “شخص طائفي”.
وعقب الهجوم الكبير عليه بسبب تلك التصريحات، خرج الممثل الذي اشتهر بدور “أبو عصام” في المسلسل الشهير “باب الحارة”، بمقال نشرته صحيفة “الوطن” السورية يوم الأحد، وقدم فيه اعتذارا للناس الذين أغضبتهم أقواله بحق صلاح الدين.
وقال النوري: “بعد كل ذلك الغضب الذي تم فيه إثارة الشارع على كلامي الذي اقتطع منه ما يلزم كما أراد ناقلوه عبر وسائل التواصل الاجتماعي (علماً بأنني لست من روادها)، واعتبروا كلامي يحمل نوعاً من التعريض والتعرض المقصود لرمز، وكأنني أستهدفه من دون سواه أو من دون هدفٍ أهدف إليه من وراء رأيي الذي كنت بصدد شرحه وتوضيحه، أجد نفسي الآن أمام نتائج لا بد من قراءتها والتصريح عن رأيي بها”.
وأوضح: “إن تطلب الأمر اعتذاراً فأنا صاحبه، وغضب الناس جدير بانحناء الجميع له من دون شك”، مضيفاً: “لا بد من التنويه الأكيد بأنني لا أدعي الاختصاص ولست باحثاً أو كاتباً أو مؤرخاً بل أنا مجرد قارئ ودارس للتاريخ في الجامعة، وبذات الوقت متابع وصاحب فضولٍ ساخن يأخذني لكل المطارح الممنوعة على المعرفة والتداول”.
وتابع: “أضرب مثالاً على ذلك شخصية (صلاح الدين الأيوبي) وهي لبُ السخونة الناشئة في هذا الحوار المتشظي والذي يزداد تشظياً من دون بوصلة منطق تمسك بزمامه! وأرجو ألا يحتكر أحد كامل المعرفة لهذا الرمز لأنني كغيري من السوريين نشأت وتربيت وتشكل وعيي وبعض من شخصيتي على هذا الرمز، وهو بطل تاريخي احتل مكانته من دون تدليس أو تزييف أو استعارةٍ لمنجز ناجز أو نصرٍ مشهود أو.. أو.. ممن حفلت بهم بعض صفحات تاريخٍ كُتب بغير لغة! وهو ما زال سيفاً وفارساً وباني صرح دولة ممتدة عجزت عن تحقيقها خلافات شاخت وهرمت في زمنه و.. و.. ولن تتسع الكلمات للإلمام والتعداد والإطناب والمديح والتقريظ و. و… و.. الخ”.
ويبدو أن النوري تراجع أمام عاصفة الغضب التي أثارتها تصريحاته، وقال: “أشكر مطلقي الغضب وأقدم لهم اعتذاري لما أصابهم به كلامي من أثر لم أتقصده بالتأكيد”.
وعبّر الممثل السوري، عن أسفه “لمعركة كهذه يريدني البعض فيها (بطلاً) كما يريدني البعض الآخر (ضحية)”. بحسب تعبيره.