"إذا صلح القائد فمن يجرؤ على الفساد" ؟ حنا عيسى

الثلاثاء 11 ديسمبر 2018 04:03 م / بتوقيت القدس +2GMT
"إذا صلح القائد فمن يجرؤ على الفساد" ؟ حنا عيسى



لم أكن أرغب بتعلم الشطرنج لسبب بسيط هو أني لا أريد أن أقتل جيشي كي يحيا الملك (غاندي)

تذكروا : ليست المشكلة الفساد أو الطمع، المشكلة هي النظام الذي يدفعك دفعاً لتكون فاسداً ( سلافوي جيجك)

فاسدون ضد الفساد، وأغبياء ضد الجهل، ومنحرفون ضد الرذيلة؛ تلك معالم مشهد بات يتكرر بانتظام ( أحمد المسلماني)

عش جادا، لا تشاهد الأفلام الغبية حتى لو ترغب، لا تقرأ عن الفساد في الصحف، لا تستمع إلى الراديو والتلفزيون، لا تضيع حياتك بالثرثرة! (جون فاولز)

حروب الداخلية لا تقضي على الفساد وإنما توفر فرصا جديدة له (عبد الكريم بكار)

تكمن أدوات الفساد السياسي بالنقاط التالية ، وهي :

1- السلطة: تعد السلطة بيئة ملائمة لاحتضان الفساد، وحماية الفاسدين وهي الراعية لبؤرة الفساد فمنها يستشري وينطلق ويتوسع ويصبح للمفسدين تنظيم يحتوي علي شبكات قوية وضاغطة تتمترس خلف لوائح وتشريعات قانونية قابلة للتأويل ليتوغل كبار الفاسدين في قلب النظام بل يصبحون قيمون على الدولة برمتها إلى درجة أنهم يستطيعون التحكم في التشريع والملاحقة والمساءلة وتحكمهم بالقوانين.

2- المال: تعد الصفقات العمومية موطنا ً خصبا ً بكل أوجه الفساد من محسوبية وواسطة ورشوة ويتعدى الأمر بأن تتكون منظومة فساد قوية عندما يحدث التحالف بين رجل الأعمال ورجال السياسة وبداعي المصلحة المشتركة يخدم كل منهما الآخر.

3- المنصب: عندما يصبح المنصب تشريفاً وليس تكليفاً وعندما يتعطش الشخص الراغب في الوصول بأي طريقة وبأي ثمن إلى مركزٍ عال ٍ فإنه يسهل على الطبقة الحاكمة استعمال هذه الأصناف كدروع وخنادق تحتمي خلفها في تسيير أعمالهم ضمن أدوار محددة ومنسقة.

4- فساد المنظومة الديمقراطية: عندما تصبح الديمقراطية رهينة للمتنفذين ورجال المال والأموال تظهر معه ظاهرة المال السياسي الذي يعمل علي شراء الذمم واستغلال الفقراء وضعاف النفوس من أجل الوصول.

5- وسائل الإعلام: عندما تصبح هذه الوسائل كالطبل والمزمار للزمر الفاسدة من الحكام وأصفيائهم يصبح إعلاما ًمنحطاً بكل المقاييس لأنها تصبح المسوق للأفكار والمشروعات الفاسدة وتضلل وتخدر العقول وتزيف الوعي وتروج لانتصارات وإنجازات وهمية وتدعو للالتفاف حول الفاسدين من أجل محاربة العدو (الوهمي) المتربص دائماً بوحدة البلد واستقلاله وبأنهم هم من يحافظ على البلد واستقلاله.