هل يرتبط الدماغ الأكبر حجما بالذكاء بالفعل؟

الأربعاء 05 ديسمبر 2018 11:04 ص / بتوقيت القدس +2GMT
هل يرتبط الدماغ الأكبر حجما بالذكاء بالفعل؟



وكالات / سما /

تمكن باحثون من إيجاد رابط بين حجم الدماغ والأداء المعرفي بعد 200 عام من الأبحاث.

ووجد الباحثون أن الذين يمتلكون أدمغة أكبر حجما يمتلكون ذاكرة ومنطقا وردود أفعال أفضل.

وكشف التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) عن هذا الارتباط، من خلال دراسة 13600 شخص، في أكبر دراسة من نوعها على الإطلاق.

وقارن الباحثون في الولايات المتحدة وهولندا، حجم الدماغ من خلال صور الرنين المغناطيسي، مع الأداء المعرفي والإنجازات التعليمية للمشاركين.

وقال البروفيسور جيديون نيف، من جامعة بنسلفانيا، وهو أحد كبار الباحثين، إن الشخص الذي يمتلك دماغا أكبر حجما، سيميل إلى أداء أفضل في اختبارات الإدراك مقارنة بمن يمتلك دماغا أصغر حجما.

واستندت الدراسة أيضا، إلى مجموعة بيانات تحتوي على معلومات لأكثر من نصف مليون بريطاني، وتتضمن تلك البيانات معلومات عن صحتهم وعلم الوراثة بالإضافة إلى صور لمسح الدماغ من 20 ألف مشارك.

وقال البروفيسور، فيليب كولينغر، من جامعة أمستردام الهولندية، والذي شارك في الدراسة، إن حجم العينة التي أجريت عليها الدراسة أضخم من الدراسات السابقة مجتمعة، حول هذا الموضوع، بنحو 70%، وهو ما أتاح اختبار العلاقة بين حجم الدماغ والأداء المعرفي بدقة أكبر.

وقد عثر على "فروق كبيرة" في ما يتعلق بحجم الدماغ بين الذكور والإناث، إلا أن هذا لم يؤثر على الأداء المعرفي، حيث أوضح البروفيسور نيف أن "هناك فرقا كبيرا بين الذكور والإناث في حجم الدماغ، ولكن هذا لا يترجم إلى اختلاف في الأداء المعرفي".

وذكرت دراسات أخرى أن القشرة الدماغية الأنثوية، وهي الطبقة الخارجية للجزء الأمامي من الدماغ، تميل إلى أن تكون أكثر سمكا من الذكور "وهذا ما قد يفسر حقيقة أنه على الرغم من وجود أدمغة أصغر نسبيا في المتوسط، لدى الإناث، إلا أنه لا يوجد اختلاف فعال في الأداء المعرفي بين الذكور والإناث".

ووجدت النتائج أن زيادة حجم الدماغ كانت مؤشرا على كل من الأداء المعرفي ومستوى التحصيل العلمي أو المؤهلات، وأشار الباحثون إلى أن قياس الأداء المعرفي مهمة صعبة، وأن الدراسة لها نقاط ضعف.

وقالوا إن حجم الدماغ ليس سوى جزء صغير من الصورة، وهو يمثل نسبة 2% فقط من التباين بين الدماغ الكبير والصغير في اختبار الأداء.

ويأمل الباحثون في أن يساعد فهم أعمق للأسس البيولوجية للأداء المعرفي على تسليط الضوء على العوامل البيئية التي تشكل ذكاءنا.

كما أنهم يخططون لتحديد ما إذا كانت مناطق معينة من الدماغ، أو الاتصال فيما بينها، تلعب دورا في المساهمة في الذكاء.