صفقة القرن أو صفعة القرن أو صفقة الدبلوماسية المفروضة ، بغض النظر عن المصطلح المستخدم في ذلك لديباجة التعريف المبهم ، فهدف المقال ليس التعريف إصطلاحا أو لغة ، بل الكشف عن زيف إدعاءت مروجة وتصريحات متجنحة وأقاويل مموجة ، تدعي تبريرا بلا قناعة، وتشكيكا بلا صراحة وتملقا بلا دليلا واقعيا بل للمماحكة ، نختلف مع حركة حماس سياسيا وإداريا وتحالفيا وقياديا فهذا حقنا ، لكن أن نتهمها صراحة من أجل محاككة سياسية ولمجاهرة تسويقية ولمهاتكة إعلامية فهذا تجنى واضح وقول متبجح ، إن من يقول أن بوابة صفقة القرن تمر من نفق حمساوى فهذا تجنى واضح وفهم باجح وقول ساذج وإتهام ساقط ، فحماس جزء فلسطيني أصيل ونمودج إسلامي وسطي مقاوم معاند مجابه فريد من نوعه ، عدة وعتاد وإدارة وقيادة ، قاد مقاومة وخاض حروبا مناطحة وجولات مواجهة ، فذلك قول المنطق والعقل الذي يحكم من واقع تجربة يعتد به كمصارحة يقدم واقعا معاشا لا إتهاما متجنحا آخر، فحكمنا وفق تبريرات منطقية وتصريحات علنية وواقع معاش ونهج متبع ، أن حركة حماس لا ولن تكون لصفقة القرن مقرة أو بوابة لدخولها مجهزة ، وهذا الحكم وفق النقاط التالية جازما بها مقتنعا بقولها :
أولا : مشروع حماس مشروع مقاومة وليس مشروع مناكفة مماحكة ، يبدأ بالمجاهرة فى المواجهة وينتهي بالتحرير أو الشهادة .
ثانيا : حركة حماس ليست سلطة لتفاوض وتتفق وتبرم إتفاقات وتتخطى ممثلا يدعي أنه الوحيد و الشرعي والمرجعية.
ثالثا : صفقة القرن بدأت قبل أن تعلن ، من عقوبات على غزة وإعتراف بالقدس عاصمة للمحتل أمريكيا، وتشريع قانون الدولة القومية ( اليهودية) وتهويد الضفة وضم الخان الاحمر الذي يشكل ربع مساحة الضفة ، وجعل الضفة كانتونات وبها 62%من مساحتها مستوطنات ومقسمة بروابط قرى وتنسيقات ، فما تبقي من صفقة القرن أقل مما طبق .
رابعا : ما تبقي من فلسطين الإنتدابية وليس التاريخية وفق إتفاقيات كارثية قامت بها المنظمة تكليفا لقيادة السلطة، يظهر ضياع أكثر من 88% من فلسطين الإنتدابية (78%إتفاقيات كارثية وبلا أرض الخان الاحمر ومع 62% من الضفة مستوطنات وبلا 19%من قطاع غزة ، وبلا ما تبقي من القدس بإستثناء أبو ديس ) .
خامسا : حماس ليست سلطة معترف بها دولياً ولا جزءا من منظومة التفاوض فى منظمة التحرير ولا جزءا منها ولا معترف بها عربيا كسلطة تشريعية لتوقع إتفاقا وتتنازل عما تنازل عنه الآخرون .
سادسا : أساسيات صفقة القرن الخلاص من حركة حماس سياسيا ومقاومة وحكما او الترويض سياسيا لتكون بديلا كشرطي حراسة براتب حكومة ، فهذا ينسف ايدلوجيتها وميثاق إنطلاقتا وينهي دعم حاضنتها كتنظيم إخواني ودعم إسلامي لحليف دولي .
سابعا : صفقة القرن لها قاعدة عربية وتحالفات دولية ومخططات امريكيصهيونية ، فليس هي جزء من منظومتها وليست حليفا لها ولا تمد بصلة لهم لا سياسيا ولا إقتصاديا ولا تحالفيا ولا إندماجيا ولا إعترافيا ، فكيف ستكون هي من تطبقها او تتبناها .
ثامنا: ما يصرح به وما يعلن عنه وما يروج له هدفه ضرب منظومة المقاومة والتشكيك بها والحركات الإسلامية بمنظورى الإرهاب أو الخيانة ، ليبقي حكما تنازليا وقيادة شرطية شكلية وإضفاء صبغات لها الوطنية والمرجعية والمواجهة السياسية والمحافظة على القضية والرافضة للصفقة شكلا لا مضمونا ليسهل عليهم التشكيك وتخوين الآخر والإدعاء بالوطنية هدفها حكما وإرتزاقا وتخوينا لمن دفع الثمن دما وإستحقاقا وعلى التوابث صمد.
تاسعا : لا صفقة قرن تطبق بلا إعادة غزة للسلطة وتقويض حكم حماس سياسيا وإقتصاديا وإداريا وحكما ، من خلال تسويف المصالحة إنتظارا لحرب على غزة تعيد الحكم أو تقويض لحكم من خلال عقوبات على غزة ماليا وإقتصاديا وحصارا وفقرا وبطالة أو من خلال إنفجار ثورة الجياع .
قبل أن نحكم علينا أن نفلتر كل قول وإدعاء لبلهاء ،وليس نصدق من كذب مسبقا ومن إدعي موهما ومن حكم تنازلا ومن فسد واقعا ، هي كذلك من دفع الثمن دما لا يمكن أن يخون قدحا ليبقي شكلا ويسقط صدقا.....