أحيت سفارة دولة فلسطين في مقرها بمدينة برلين ، اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، بمشاركة أمين سر التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات، وعدد كبير من الجالية الفلسطينية والعربية وممثلي الفصائل الفلسطينية، والعديد من الناشطين المتضامنين مع القضية الفلسطينية، ومؤسسات المجتمع المدني.
وتطرقت سفيرة فلسطين لدى ألمانيا، خلود دعيبس، في كلمتها بالمناسبة، الى أهمية هذا اليوم التضامني كفرصة لتذكير العالم أجمع بحقيقة المأساة الفلسطينية والظلم الذي تعرض له نتيجة قرار التقسيم 181، وتذكيرهم بأن قضية فلسطين لم تحل بعد، وأن الشعب الفلسطيني هو الشعب الوحيد في العالم القابع تحت نير الاحتلال.
كما تطرقت للتطورات السياسية على الساحة الفلسطينية والصعوبات والانتهاكات التي يتعرض لها أهلنا يومياً بسبب الاحتلال الغاشم.
وتحدث عريقات للمشاركين حول أهمية يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني لما يمثله من تعزيز للقيم الأساسية المشتركة التي توافقت عليها جميع دول العالم، وتعهدت من أجل الدفاع عنها وعن السلام العادل وقيم الحرية والعدالة وحقوق الإنسان، وتحمل المسؤولية الدولية لإزالة الظلم عن الدول التي تتعرض للإجحاف والاضطهاد.
وأوضح بأن المطلوب من الدول اتخاذ خطوات عملية وملموسة، ولعب دور حقيقي في صنع التاريخ وليس مراقبته وشجبه فقط، وأن على الدول ترجمة دورها عبر الاعتراف بحق الشعب الفلسطيني بتقرير مصيره، والاعتراف بالدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، والسعي لإيجاد حل عادل لقضية اللاجئين بناء على قرار الجمعية العامة رقم 194.
كما تطرق عريقات إلى آخر المستجدات السياسية، وخاصة الاستهداف الأمريكي لإخضاع الشعب الفلسطيني لإملاءاته عبر خطوات ترمب الأخيرة والممنهجة المتعلقة بنقل السفارة الأمريكية للقدس، وقطع المساعدات عن وكالة غوث اللاجئين ومستشفيات القدس الشرقية، حيث اعتبرها بمثابة محاولة متعمدة لإسقاط ملفي القدس واللاجئين عن طاولة المفاوضات، وخطوات عملية لزعزعة الاستقرار ليس في دولة فلسطين المحتلة فقط بل في منطقة الشرق الأوسط أجمع، وانها ستؤدي إلى توسيع دائرة العنف والتطرف والفوضى في المنطقة.
واعتبر عريقات أن هذه الإجراءات تمثل غطاءً شرعياً لحكومة الاحتلال الإسرائيلي للاستمرار في سلسلة انتهاكاتها التاريخية بحق الشعب الفلسطيني والمخالفة للقانون الإنساني والدولي، وخاصة الاستيطان غير الشرعي في الضفة الغربية والقدس المحتلة، والذي يمثل مخططاً إسرائيلياً ممنهجاً لضم القدس، وإنهاء الترابط الجغرافي للضفة الغربية، وفرض حلمها ومشروعها الأبدي "إسرائيل الكبرى" على فلسطين التاريخية.
كما تطرق عريقات للممارسات الإسرائيلية اليومية آخرها التهديد مجدداً بهدم قرية الخان الأحمر، وإجراءات الاحتلال التعسفية بحق الشخصيات المقدسية الوطنية كفرض قيود على حركة عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية عدنان الحسيني، ومحافظ القدس عدنان غيث، وتحذيرهما من التواصل مع الشخصيات والمؤسسات الوطنية في الضفة الغربية، ومصادرة الأراضي، وحصار قطاع غزه والاعتداء على مسيرات العودة السلمية، وهدم البيوت، والاعتقالات المستمرة بحق أبناء الشعب الفلسطيني وخاصة الأطفال منهم، والاعدامات الميدانية، وتأثير جميع هذه الإجراءات في إنهاء حل الدولتين وإقامة دولة "الأبارتهايد" الإسرائيلية.
وركز أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، خلال هذه الفعالية على أهمية استجابة حركة حماس الفورية لجهود مصر من أجل إزالة أسباب الانقسام وتحقيق المصالحة الفلسطينية من خلال التطبيق الشامل لاتفاق القاهرة.
كما أكد بأن القيادة الفلسطينية ممثلة بالرئيس محمود عباس "أبو مازن" لم ولن تنحني أمام جميع الصعوبات التي تواجهها، وأنها ستقف بالمرصاد لجميع الاستهدافات الإسرائيلية والأمريكية، وستقوم بواجبها تجاه الشعب الفلسطيني وحماية حقوقه غير القابلة للتصرف، وستتخذ جميع الإجراءات اللازمة للرد على جميع الخطوات الأخيرة والخطيرة، وذلك عبر التمسك بالثوابت الوطنية والتوجه للمحافل والمحاكم الدولية لمواجهة الولايات المتحدة ولتحميل إسرائيل المسؤولية عن جميع انتهاكاتها وممارساتها ضد الشعب الفلسطيني والمخالفة للقوانين الدولية والإنسانية وقواعد ومبادئ الشرعية الدولية.