الى قيادة فتح إدفعوا مهر غزة قبل فوات الأوان.. اشرف صالح

الأربعاء 28 نوفمبر 2018 03:57 م / بتوقيت القدس +2GMT
الى قيادة فتح إدفعوا مهر غزة قبل فوات الأوان.. اشرف صالح



من الواضح جدا أن جميع البنود المطروحة والأساسية في إتفاقات المصالحة منذ عام 2011م وحتى عام 2017م وما بينهما من جلسات للحوار , متشابهة ومتكررة وثابتة , والخلافات ليس جوهرية كما يعتقد البعض إنما هي خلافات طارئة بحكم عامل الوقت والمستجدات على أرض الواقع , ففي عام 2011م لم تكن حكومة رامي الحمد الله "التوافق" موجودة , ولم يكن عدد موظفين حماس في غزة قد وصل الى 42 ألف موظف , ولم تكن غزة مرهونة بنتائج الثورات العربية , ولم تكن فصائل المقاومة صاحبة بصمة مثل اليوم , ولم يكن التيار السلفي قد توغل في غزة , ولم تكن بعض الدول تتقدم بمهر غزة , ولم تكن إسرائيل إتخذت قرار التسوية مع غزة , ولم تكن حماس إنشقت عن الإخوان, فكل شيئ تغير على أرض الواقع لينعكس سلبا على ملف المصالحة , فالبنود الأساسية كانت ولا زالت حاضرة في كل الجلسات , وهي ثلاث بنود .

دخول حماس في منظمة التحرير بالإضافة الى الجهاد الإسلامي , وتفعيلها من خلال إجراء إنتخابات للمجلسين الوطني والمركزي واللجنة التنفيذية .
تشكيل حكومة وحدة وطنية لمدة ستتة شهور او سنة ومن ثم إجراء إنتخابات تشريعية ورئاسية .
عدم إقصاء موظفين حماس ودمجهم في موازنة السلطة لتقاضي الراتب .

هذه البنود الثلاثة لم تتغير مع مرور الزمن , ولكن البند الأهم والذي يعتبر المدخل الأساسي للمصالحة هو رواتب موظفين حماس , ففي آخر جلسات حوار القاهرة وافقت حماس على تسليم غزة بالكامل لحكومة الوفاق بشرط أن تتكفل الحكومة بدفع رواتب موظفيها , رغم أن قطر تكفلت في نصف الموظفين وهم عشرين ألف مدنيا , وأيضا رفع العقوبات عن غزة حسب تعبيرهم , فكان شرط رفع العقوبات يعبر عن غباء حماس كما وصفهم البعض , لأن إستلام حكومة الوفاق لغزة بحد ذاته هو رفع للعقوبات , لأنها ستتكفل بكل مصاريف غزة , بمعنى أنها لم تأتي على غزة قبل دفع مهرها .

رسالتي الى قيادة حركة فتح كونها صاحبة القرار والسيادة , لا تتركوا غزة وإدفعوا مهرها قبل فوات الأوان , فهناك الكثير يستعدون لدفع مهرها , ليس لأنها غنية بحقول البترول والغاز , وليس لأنها غنية بمناجم الذهب والثروات الطبيعية , وليس لأنها أحد المعالم الدينية والحضارية , فغزة تفتقر لما ذكرت , ولكنها غنية بخصوبتها السياسية , والتي تجعل منها ميدان للقتال وإستعراض لعضلات بعض الدول , ورأس حربة في الصراع العربي الإسرائيلي , كونها تتصدر وسائل الإعلام المحلية والعربية والعالمية , وأصبحت ذات شهرة في السلطة الرابعة , والتي تعتبر السلطة الأولى في الحرب الباردة .

اليوم أصبحت غزة ملعبا لثلاث دول رئيسية , إيران وتركيا وقطر , بالإضافة الى دول الإحتياط , ولكل دولة لها هدفها الخاص , فإيران تستعرض عضلاتها على الأنظمة العربية من خلال دعمها للمقاومة في غزة , والذي كان أخرها قافلة الأسلحة القادمة الى غزة عبر سيناء والذي سيطروا عليها "داعش" قبل أيام , بالإضافة الى قرار تبني شهداء وجرحى مسيرات العودة , وكل ذلك يصب في شروع التمدد الشيعي في المنطقة العربية , أما تركيا وهي أكبر المطبعين مع إسرائيل فأهدافها تلتقي مع إيران بما يخص ضرب الأنظمة العربية , وبالطبع لأنها كيان إخواني على الطريقة الفرنسية , ولكن دعم تركيا لغزة شحيح جدا لا يتعدى قافلة أدوية أو ألعاب أطفال , وقد تراجع دعمها بشكل ملحوظ بعد وثيقة حماس الأخيرة , والتي أعلنت من خلالها تخليها عن تنظيم الإخوان , وتقربها من الأنظمة العربية وخاصة نظام "السيسي" , أما قطر فطموحها أصغر من طموح إيران وتركيا , فهي تطمح أن تكون حاضرة في ميدان السياسة كي يراها الجميع , فقطر دولة صغيرة وضعيفة ولا تجد ميدانا مناسبا لها كميدان غزة , ومع ذلك فإنها لن تعلن عداوتها مع أحد , فتارة تتواجد في إسرائيل , وتارة تتواجد في الولايات المتحدة , وتارة تتواجد في رام الله , وتارة في غزة , فهي تريد أن تلعب جميع الأدوار والتي تلتقي مع طموحها الأساسي وهو الشهرة والنجومية .

برأيي يجب على قياة فتح أن تدرك هذا تماما , وأن تكون السباقة في دفع مهر غزة , وخاصة رواتب موظفيها والتي أصبحت الشاكلة الأساسية بملف المصالحة , فأنا أجزم أن حل رواتب موظفين حماس سيحل كافة الأمور المتعثرة في المصالحة .