أسرى فلسطين: الاحتلال يمارس التنكيل والتعذيب بحق الأسيرات الفلسطينيات

الأحد 25 نوفمبر 2018 11:10 ص / بتوقيت القدس +2GMT



غزة / سما /

أكد مركز أسري فلسطين للدراسات في تقرير له بمناسبة اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد النساء، الذي يصادف الخامس والعشرين من تشرين ثاني/ نوفمبر من كل عام بان سلطات الاحتلال تمارس كافة أشكال التعذيب والعنف والتنكيل بحق الأسيرات  الفلسطينيات في السجون دون رادع.

وأضاف المركز بأن المؤسسات الدولية تسن القوانين وتضع التشريعات التي تحرم ممارسة العنف والتعذيب ضد النساء، ولكنها تغض الطرف عن تجاوزات الاحتلال وجرائمه بحق الأسيرات الفلسطينيات، مما يشجع الاحتلال على الاستمرار في تلك الممارسات الغير انسانية .

اعتقالات مستمرة

وأوضح الناطق الإعلامي للمركز الباحث "رياض الأشقر" بان الاحتلال اعتقل منذ احتلاله للأراضي الفلسطينية أكثر من (15 آلف) امرأة، ومنذ انتفاضة الأقصى سبتمبر 2000 رصد (1950) حالة اعتقال لنساء وفتيات فلسطينيات ، بينهن العشرات من القاصرات، والجريحات، والمريضات، والمسنات.

و خلال انتفاضة القدس صعد الاحتلال من سياسة اعتقال النساء والفتيات الفلسطينيات، والزج بهن في ظروف صعبة قاسية، حيث بلغت حالات الاعتقال بين النساء حوالى ( 640) حالة بينهن قاصرات وجريحات، و لا يزال منهن (52) أسيرة في سجون الاحتلال.

وتذرع الاحتلال بالعديد من المبررات لاعتقال النساء والفتيات او اطلاق النار عليهم، من ابرزها تهمه التحريض عبر الكتابة على مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك تهمه " وجود نية" لتنفيذ عملية طعن او حيازة سكين، أو المشاركة في الدفاع عن المسجد الاقصى والرباط بداخله.

ظروف قاسية

وأضاف "الأشقر" أن الاحتلال نقل مؤخراً كافة الأسيرات  الى القسم الجديد بسجن الدامون بظروف قاسية، حيث يرفض الاحتلال تسليمهن الاغراض الخاصة بهن من اغطيه ودفاتر وغيرها ،  ولا زال القسم بحاجة لكثر من المستلزمات التي تحتاجها الأسيرات  ، كما يتلقين معاملة مهينة لا إنسانية ، وتفتيشات استفزازية من قبل السجانين والسجانات، ويحرمهن الاحتلال من العلاج اللازم لهن.

كذلك تعانى  الأسيرات من اجراءات النقل التعسفية من وإلى المحاكم او المستشفيات عبر سيارة البوسطة السيئة ، والتي تستغرق 12 ساعة متواصلة، الأمر الذي يسبب لها التعب الجسدي والنفسي والإرهاق ، كذلك اقتحام الغرف في اوقات متأخرة من الليل او ساعات الفجر الأولى، بشكل مفاجئ دون اشعار مسبق، بمشاركة عناصر شرطة رجال، والاعتداء عليهم بالضرب في بعض الأحيان، وتحطيم الاغراض الشخصية لهن، وتمزيق الأغطية والفرشات بحجة التفتيش على اغراض ممنوعة.

وحرمان العديد من الأسيرات من زيارة الاهل  لشهور طويلة بعد الاعتقال، اضافة الى فرض غرامات مالية باهظة عليهن ترافق الاحكام المرتفعة بالسجن الفعلي، ووضع كاميرات مراقبة في ممرات السجن وساحة الفورة لمراقبة تحركاتهن، مما يعتبر انتهاك للخصوصية.

أحكام ردعية

وأعتبر "الأشقر" اصدار أحكام مرتفعة بحق الأسيرات  يأتي في سياق تطبيق سياسة الردع والانتقام  بهدف تخويف النساء الفلسطينيات وردعهن عن المشاركة في اعمال المقاومة، حيث كانت اصدرت خلال العامين الماضيين العديد من الأحكام القاسية بحق اسيرات اتهمن بتنفيذ عمليات طعن.

 وبين بأن محاكم الاحتلال ولأول مرة منذ ما يزيد عن 12 عام تصدر احكام انتقامية رادعة بحق الأسيرات  الفلسطينيات، حيث أصدرت بحق 8 أسيرات أحكام تزيد عن 10 سنوات، والتهمه واحدة وهى تنفيذ عمليات طعن ضد جنود او مستوطنين، اعلاهن حكماً الأسيرتين الجريحة " شروق صلاح دويات" 21 عاما من  القدس، و " شاتيلا سليمان أبو عيادة" (25 عامًا) من الداخل المحتل، وأصدرت بحقهما حكماً بالسجن الفعلي لمدة 16 عام .

  فيما يستمر الاحتلال بفرض الاعتقال الإداري التعسفي بحق الأسيرات حيث أصدر ما يزيد عن (50) قرار ادارى بحق النساء والفتيات ما بين جديد وتجديد، ولا يزال يعتقل في سجونه أسيرتين تحت الاعتقال الإداري، وهن النائبة "خالده جرار" من رام الله، بعد اعاده اعتقالها، و جدد لها الإداري 3 مرات، والأسيرة المحرر المعاد اعتقالها "فداء اخليل" من الخليل.

إهمال طبي متعمد

وأشار "الأشقر" إلى أن الأسيرات يعانين من سياسة الإهمال الطبي المتعمد سواء للحالات المرضية او الجريحات اللواتي اصبن بالرصاص، كما تشتكى الأسيرات منذ سنوات طويلة من عدم وجود طبيبة نسائية في عيادة السجون لرعاية الأسيرات، وعدم صرف أدوية مناسبة للحالات المرضية بين الأسيرات.

وتعتبر الأسيرة "اسراء الجعابيص" من أصعب الحالات بين الأسيرات  والتي تحتاج الى عمليات جراحية عاجلة بعد اصابتها بحروق شديدة حين الاعتقال وبترت 8 من اصابعها، ويماطل الاحتلال في اجراء العمليات اللازمة لها ، كذلك تعانى الأسيرة " "نسرين عبد الله أبو كميل" (44 عاما )، من سكان قطاع غزة من ظروف صحية صعبة حيث تشتكى من دوخة مستمرة ، ورعشة بالأطراف، وضعف في عضلة القلب، كما تحتاج لعملية عاجلة في عصب اليد ، وهى محكومة بالسجن لمدة 6 سنوات ومعتقلة منذ 3 اعوام .

وناشد المركز  المؤسسات الدولية الحقوقية والإنسانية وخاصة التي تعنى بقضايا المرآة إلى عدم الكيل بمكيالين ، وإنصاف الأسيرات  الفلسطينيات والعمل على إطلاق سراحهن جميعاً من السجون ، والتدخل العاجل لوضع حد لمعاناتهن المستمرة.