تشير تقديرات شعبة إحباط الإرهاب اليهودي في جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) إلى أن مقتل السيدة الفلسطينية، عائشة رابي (47 عاما) من قرية بديا في محافظة سلفيت، في الثاني عشر من تشرين الأول/أكتوبر الجاري، كان نتيجة "عملية إرهابية نفذها يهود".
يذكر أن رابي قد استشهدت وأصيب زوجها بعد تعرضهما لاعتداء من قبل مستوطنين قرب حاجز زعترة، جنوب نابلس، وذلك بعد رشق مركبتهما بالحجارة، حيث أصيبت إصابة مباشرة بحجر في رأسها، الأمر الذي أدى إلى استشهادها.
وكتب المحلل العسكري لصحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، أن أبعاد استشهاد رابي لا تزال تشغل أجهزة الأمن الإسرائيلية، وأن التقديرات، وبدرجة احتمالية عالية، تشير إلى أن الحديث عن عملية إرهابية يهودية.
وبحسب الصحيفة، فإن تحقيقات شعبة إحباط الإرهاب اليهودي لم توضح ما إذا كان الحديث عن عملية إرهابية كانتقام مباشر لمقتل مستوطنين في عملية "بركان"، إلا أنها تشير إلى أن الأجواء في الضفة الغربية متوترة بشكل لم تشهده منذ شهور طويلة.
يشار في هذا السياق إلى أن الأسابيع الأخيرة شهدت تنفيذ عدة عمليات، إضافة إلى محاولات تنفيذ عمليات من جانب فلسطينيين.
يأتي ذلك بينما تواصل قوات الاحتلال مطاردة منفذ عملية "بركان" من قرية شويكة، وسط تقديرات تشير إلى أنه لم ينشط لوحده، وإنما كان جزءا من مجموعة محلية لا تزال تقدم له المساعدة في الاختباء.
ولفت المحلل العسكري إلى أن التوتر لم يستثن مدينة القدس، حيث اعتقلت قوات الاحتلال اثنين من كبار مسؤولي حركة فتح، مؤخرا، وأطلق سراحهما لاحقا، وذلك بعد أن قامت السلطة الفلسطينية بتجميد التنسيق الأمني مع جيش الاحتلال والشاباك مدة يومين احتجاجا على الاعتقال.
وكتب، تعقيبا على عودة الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، إلى التلويح بوقف التنسيق الأمني، أنه بات ينظر إليه في إسرائيل كتلويح بمسدس غير محشو بالذخيرة، باعتبار أن عباس بحاجة إلى التنسيق الأمني بدرجة لا تقل عن إسرائيل، بادعاء أنه "بدون التنسيق الأمني لن تتوفر لديه معلومات استخبارية بشأن مخططات حركة حماس لإسقاطه"، كما حصل في ربيع عام 2014، عندما ادعى الشاباك أنه كشف عن خطة لإسقاط عباس في الشهور التي سبقت الحرب العدوانية التي شنها الاحتلال على قطاع غزة.
وتدعي مصادر إسرائيلية أن عباس غير موقفه بعد أن عرض، في حينه، رئيس الشاباك، يورام كوهين، أمامه شريطا مصورا من التحقيقات مع المشتبه به المركزي في حركة حماس وهو يشتم عباس. كما تطرق رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، الأربعاء، إلى الحادثة، وادعى أن "نحو مائة من عناصر حركة حماس خططوا قبل عدة سنوات لقتل الرئيس، وإنه لو لم يكن الاحتلال في الضفة الغربية لكانت حماس هناك".
إلى ذلك، كتب هرئيل، أن تطورات الاحداث الأخيرة أوضحت أن نتنياهو ليس معنيا بالحرب على قطاع غزة، ويشاركه هذا الرأي كبار المسؤولين في الجيش،ن بينهم رئيس الأركان، غادي آيزنكوت، وعدد من الجنرالات الذين لا يرون في المظاهرات وإطلاق البالونات الحارقة مبررا كافيا لتنفيذ عملية واسعة.