قدّرت مصادر إسرائيليّة، لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، اليوم، الإثنين، أن السلطات الأردنيّة غير معنيّة بإبرام اتفاق جديد حول أراضي الباقورة والغمر، التي أعلن الملك الأردني، عبد الله الثاني، إلغاءَها، أمس الأحد، بعد ضغوطاتٍ شعبيّة كبيرة.
ورغم أن السلطات الإسرائيلية اعتبرت القرار الأردني إضرارًا باتفاقيّة وادي عربة، وفقًا لما نقلت الصحيفة عن مسؤولين إسرائيليين، "إلا أنها لا تستطيع اتخاذ خطوات إضافية، لأن القرار الأردنيّ جاء وفقًا للاتفاقيات المبرمة"، باستثناء التفاوض لإبرام اتفاق جديد، كما أعلن رئيس الحكومة الإسرائيليّة، بنيامين نتنياهو، أمسٍ، الأحد، مع التقدير بأن الأردن غير معني بذلك.
وعزت مراسلة الشؤون العربية في الصحيفة، سمدار بيري، جانبًا من قرار الملك الأردني إلى غياب الانسجام الشخصي بينه وبين نتنياهو، وأشارت إلى أنه اشتكى من نتنياهو أكثر من مرّة في محادثات خاصّة وحتى في مقابلات صحافية، منها مع صحيفة "يديعوت أحرونوت"، رغم مباركته "للعلاقات الممتازة" بين الأجهزة الأمنية الأردنية والإسرائيلية.
وتباينت معلومات الصحف الإسرائيليّة حول وقع القرار الأردني في الحكومة الإسرائيليّة، فبينما ذكرت "يديعوت أحرونوت" أن القرار شكّل مفاجأة بالكامل للسلطات الإسرائيليّة، ذكرت صحيفة "يسرائيل هيوم"، اليوم، الإثنين، أن القرار الأردني لم يشكّل مفاجأة "ولا قيمة إستراتيجيّة له، لأن هذه الأراضي تملكها الأردن ويمكن الافتراض أنها ستعود في يوم من الأيام إلى سيادته" مشبّهةً الباقورة والغمر بجزيرتي تيران وصنافير المصريّتين.
ورغم أنّ "يسرائيل هيوم" قلّلت من أهميّة القرار الأردني، إلا أنها شنّت هجومًا على الأردن قائلةً إن المشكلة هي في "توقيت وشكل" الإعلان الأردني "للتنصل من روح اتفاق السلام وعلى إدارة الأردن ظهره للشراكة التي قامت بين الملك حسين ورئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبق، يتسحاك رابين"، الذي حلّت بالأمس ذكرى اغتياله.
وزعمت "يسرائيل هيوم" أن "الشعب الأردني هو أكثر الشعوب عداءً لإسرائيل من بين الدول العربية. ويجب الإقرار، بكل أسف، فإن النظام الأردني لا يحاول التعامل أبدًا مع هذا العداء".
انتهاء مدة الانتفاع الإسرائيلي
وبحسب ملاحق اتفاقية السلام الموقعة في 26 تشرين الأول/أكتوبر 1994، تم إعطاء حق التصرف لإسرائيل بهذه الأراضي لمدة 25 عاما، على أن يتجدد ذلك تلقائيا في حال لم تبلغ الحكومة الأردنية برغبتها استعادة هذه الأراضي قبل عام من انتهاء المدة، وهو الموعد الذي يحل بعد خمسة أيام.
والباقورة منطقة حدودية أردنية تقع شرق نهر الأردن في محافظة إربد (شمال)، تقدر مساحتها الإجمالية بحوالي ستة آلاف دونم. أما الغمر فمنطقة حدودية أردنية تقع ضمن محافظة العقبة (جنوب) وتبلغ مساحتها حوالي أربعة كيلومترات مربعة.
وتنص ملاحق اتفاق وادي عربة للسلام، الموقع بين الأردن وإسرائيل، على أن "لا يطبق الأردن تشريعاته الجمركية أو المتعلقة بالهجرة على المتصرفين بالأرض أو ضيوفهم أو مستخدميهم الذين يعبرون من إسرائيل إلى المنطقة بهدف الوصول إلى الأرض لغرضي الزراعة أو السياحة أو أي غرض آخر يتفق عليه".
في المقابل، تعترف إسرائيل "بالسيادة الأردنية على المنطقة، تتعهد إسرائيل بعدم القيام أو السماح بقيام أية نشاطات في المنطقة من شأنها الإضرار بأمن الأردن أو سلامته".
واحتلّ الجيش الإسرائيلي بعد حرب 1967 أراضي أردنيّة بينها الغمر. أما الباقورة (نهاريم كما يسمّيها الإسرائيليون)، فقد احتلتها اسرائيل في عملية توغلّ داخل الأراضي الأردنية العام 1950.
وخلال مفاوضات السلام بين إسرائيل والأردن، وافق الأردن على إبقاء هذه الأراضي لمدة 25 سنة تحت سيطرة الإسرائيليين مع اعتراف اسرائيل بسيادة الأردن عليها، بذريعة أن الإسرائيليين أقاموا فيها بنى تحتية، ومنشآت زراعية.