سبب رئيسي لوفيات الأطفال

دراسة أمريكية : أكثر من ربع الأمراض في قطاع غزة ناتجة عن تلوث المياه

الثلاثاء 16 أكتوبر 2018 11:00 ص / بتوقيت القدس +2GMT
دراسة أمريكية : أكثر من ربع الأمراض في قطاع غزة ناتجة عن تلوث المياه



غزة / سما /

 أظهرت دراسة شاملة أعدها معهد "راند" الأميركي، بأن تلوث المياه في قطاع غزة بنسبة كبيرة يعد السبب الرئيسي لوفيات الأطفال.

وبحسب الدراسة التي نشرتها صحيفة "هآرتس" اليوم الثلاثاء، فإن أكثر من ربع الأمراض في قطاع غزة ناتجة عن تلوث المياه.

وأشارت إلى أنه منذ قبل 4 سنوات كانت أكثر من 12% من وفيات الأطفال في القطاع مرتبطة بالأمراض المعوية الناجمة عن تلوث المياه، ومنذ ذلك الحين استمرت الأعداد في النمو.

وذكرت أن انهيار البنية التحتية أدى إلى زيادة حادة في وجود البكتيريا والفيروسات مثل الكوليرا والسالمونيلا في المنطقة.

وتقول الدراسة إن أزمة المياه في غزة أصبحت سيئة بشكل كبير منذ انسحاب إسرائيل من قطاع غزة عام 2005، مبينةً أن 97% من مياه غزة غير مناسبة للشرب وفق المعايير الدولية المعترف بها، وأن 90% من السكان يشربوه المياه بعد شرائها من محطات تحلية خاصة، وأن الجهات المختصة غير قادرة على توفير المياه اللازمة لسكان غزة البالغ عدد هم أكثر من مليوني شخص.

ووفقا للدراسة، فإن في كل مدرسة بغزة يوجد مرحاض واحد يتسع لـ 75 طفلا، وحوض غسيل لـ 80 طفلا، ويتم تخزين المياه واستخدامها فيهما، وبمجرد وجود الأطفال في المدارس فإن ذلك يشكل خطرا يسمح بإصابة الأطفال بأمراض معوية بسبب عدم غسل اليدين أو انتقالها من طفل إلى آخر.

وحذرت الدراسة من أنه خلال عامين فإن مصادر المياه التي تعمل اليوم قد تتوقف عن العمل دون علاج مناسب وصيانة سليمة.

وبحسب الدراسة، فإن متوسط إنفاق الفرد في العالم الغربي على استهلاك المياه هو 0.7%، من دخله الشهري، لكن في قطاع غزة يتم تخصيص ثلث الدخل الشهري لشراء المياه وبما أن معدل البطالة في غزة وصل 57%، فإن العديد من السكان لا يمكنهم تحمل هذا المبلغ في شراء المياه، بينما يمكن لعدد قليل من سكان غزة الأغنياء المحدودين شراء المياه المعدنية، بينما ينتظر باقي السكان أن تفتح السلطات المختصة المياه في الحنفيات لبضع ساعات ليتمكنوا من شرب المياه.

وتشير الدراسة إلى فقدان غزة لكل مقومات البنية التحتية القادرة على تحسين وضع المياه وكذلك التصرف بطريقة سليمة في مياه الصرف الصحي التي يتم نقلها إلى البحر لعدم وجود قدرة على التعامل معها بشكل سليم، لافتةً إلى أن كمية مياه الصرف الصحي التي تتدفق من غزة إلى البحر ومنه تتجه إلى إسرائيل ومصر كل يوم تساوي 43 مسبحا أولمبيا، وهو سبب رئيسي يمنع سكان غزة من دخول البحر.

وحذرت الدراسة من استمرار وقف تمويل الأونروا التي تقوم بتلقيح 1.3 مليون شخص من سكان غزة بانتظام، وتقدم 4 ملايين خدمة طبية كل عام لفلسطينيين، وبدون أي بديل للمساعدة الطبية التي تقدمها الأونروا في حال توقف عن خدماتها فإن تفشي الأمراض والأوبئة ستكون بغزة مسألة وقت ويمكن أن تصل إلى كارثة إنسانية.