لا شك أن البثور تفسد مظهر الوجه بشكل كبير، وتجعل المريض يشعر بحرج شديد في المجتمع، وتؤدي في كثير من الأحيان إلى العزلة والاكتئاب والاضطرابات النفسية الأخرى.
ومثل غيرهم من الذين يعانون من الاضطرابات الجسدية، لا يظهر أصحاب البثور وحب الشباب بشكل كبير في الإعلانات ووسائل الإعلام المختلفة، ما يدفع الذين يعانون من هذه المشكلة أحياناً إلى اعتبار أنفسهم غير طبيعيين، نتيجة نظرة الآخرين السلبية لهم.
وفي دراسة لباحثين من كلية الطب بجامعة هارفارد وجامعة ولاية يوتا والتحالف الصحي في كامبريدج، عرضت صور أشخاص يعانون بشكل واضح من مشاكل الجلد مثل حب الشباب والصدفية والأكزيما على 56 مشاركاً، وبعد مراجعة الصور، طُلب من المشاركين إكمال استطلاع يوثق ردود أفعالهم عليها.
وأظهرت النتائج أن 62.5% ممن شملهم الاستطلاع شعروا بالضيق بسبب صور حب الشباب، في حين قال 67.9% إنهم "يشعرون بالخجل" إذا كان لديهم حب الشباب، ويجدون أي شخص آخر يعاني من هذه المشكلة غير جذاب، بحسب موقع إليت ديلي.
وفي دراسة أخرى حول تأثير حب الشباب على الصحة العقلية أجراها باحثون من جامعة ليميريك، وشملت نحو 300 شخص يعانون من البثور، وجد الباحثون أن الأشخاص الذين ينظرون إلى هذه المشكلة الجلدية وكأنها وصمة عار، يعانون من مستويات أعلى من الضيق النفسي، وبعبارة أخرى، إذا كان المريض يركز على الآراء السلبية للآخرين، فهناك احتمال أعلى لأن يواجه مستويات أعلى من القلق والاكتئاب.
ونظراً لأن حب الشباب يمكن أن يكون مشكلة نفسية بقدر ما هو مشكلة جسدية، تعتقد الدكتورة سانام حفيظ، الأخصائية في علم الأعصاب من جامعة كولومبيا، أن على الذين يعانون منها الخضوع لعلاج نفسي لمساعدتهم على التعامل مع التوتر الذي يواجهونه، قبل أن يتحول إلى مرض عقلي يدمر حياتهم.