قال رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود أولمرت في مقابلة معه في برنامج "حديث آخر" على قناة " I24NEWS " الاسرائيلية، إن "على مدار 12 سنة، لم يجرؤ حزب الله على إطلاق ولا حتى رصاصة واحدة نحو الحدود الإسرائيلية"، مشيرا إلى أن هذا وضع لم يسبق له مثيل على مدار 70 سنة على الحدود بين اسرائيل ولبنان، قائلا إن السبب هو "خوفهم من الرد الإسرائيلي".
وقال إن "حرب لبنان الثانية غيرت الحالة الذهنية في جنوب لبنان أو في شمال إسرائيل بشكل لم يسبق له مثيل" معتبرا ذلك "نجاح استراتيجي لدولة اسرائيل من الدرجة الأولى". وأضاف "لقد خسر حزب الله آلاف الجنود في الحرب الاهلية في لبنان، بحيث نال حزب الله ضربات غير بسيطة خلال هذ السنوات في أعقاب تدخلاتهم السياسية داخل لبنان، فيما ضعف حزب الله من ناحية التركيبة القيادية أيضا" عازيا ضعف قيادتهم الى مقتل عماد مغنية وعدد من قيادات الحزب العسكرية خلال السنوات الماضية.
"فليجلس نصر الله بهدوء في مكانه الطبيعي تحت الأرض"
وتابع أولمرت حول حزب الله قائلا "حزب الله ونصر الله يعرفان أن إسرائيل تمتلك اليوم وسائل متطورة أكثر مما كانت تمتلك قبل 12 سنة ويمكن لهذه الوسائل أن تعالج"، فيما وجه رسالة إلى حزب الله قائلا "ما كنت لأنصح نصر الله أن يعبث معنا. أعتقد أنه ما زال لغاية اليوم يلزم الغرفة المحصنة تحت الارض. هذا هو مكانه الطبيعي، فليجلس بهدوء هناك وألا يحاول أن يفعل شيئا فوق طاقته".
وأقر أولمرت بأن اسرائيل تواجه مخاطر في الحدود الشمالية ومن الطرف السوري أيضا، حيث التواجد الايراني، ومن الطرف اللبناني، وكذلك في الجنوب، مضيفا "لدينا القوة لنتعامل مع كل هذه المخاطر. نحن لا نواجه مشكلة تهدد كيان دولة إسرائيل".
وحول النزاع الإسرائيلي الفلسطيني ومسيرات العودة في غزة، أكد أولمرت أن "الأهم الآن هو صنع السلام مع الفلسطينيين، وكذلك التوصل الى تفاهمات بالنسبة للوضع السائد في سوريا".
وتابع "أعتقد أن دولة اسرائيل اليوم يمكنها أن تسمح لنفسها أن تضبط نفسها أكثر في كل ما يتعلق باستعمال قوتها ومن جهة أخرى، أن تلين أكثر في كل ما يتعلق بالظروف الانسانية في غزة. مصلحة دولة إسرائيل هي أن يعرف غالبية السكان في غزة أن دولة اسرائيل يمكنها أن تكون شريكا لهم وليست عدوة لهم".
"في فترة ما، شجعنا حماس على عباس"
وقال أولمرت إنه "لا يوجد لدولة إسرائيل خطة عملية وناجعة للقضاء على حماس"، مضيفا "لست واثقا من أن هذه الحكومة أو أي حكومة إسرائيلية مستعدة لدفع الثمن المنوط بالحرب للقضاء على حماس، لذا، يجب التوصل الى وضع يسهم في تحسين جودة الحياة هناك ويقلص حافز المواطنين في غزة للتعاون مع حماس".
وأقر أولمرت في المقابلة أنه "على مدار سنوات نحن شجعنا حماس على حساب محمود عباس، رئيس السلطة الفلسطينية. هذا ليس سرا، واضح جدا أن هذه كانت سياسة حكومة اسرائيل برئاسة نتنياهو. هذه سياسة خاطئة. كانت وظيفتنا هي المحاولة قدر الإمكان لتعزيز مكانة السلطة الفلسطينية والتي تتعاون بشكل ناجع ونزيه مع مساعينا لمحاربة الإرهاب".
ووصف أولمرت عباس بأنه "شريك للسلام". وقال "أبو مازن كان شريكا، حتى عندما ارتكب أخطاء، وفي عهدي هو ارتكب أخطاء صعبة، لكنه كان شريكا وبقي شريكا ويجب مساندته".
"كنت قريبا من اتفاق سلام، ولا أخفى أن ذلك سبب سفري"
وأشار أولمرت إلى أنه كان مستعدا للانسحاب من غالبية مناطق الضفة الغربية والتوصل الى تسوية سياسية على أساس حدود الرابع من حزيران 1967. وتابع "إسرائيل كانت مستعدة لقبول حل الدولتين لشعبين. لم يكن هناك برهان لرغبتنا للتوصل الى حل كهذا أقوى من المفاوضات التي أجريتها مع أبو مازن والتي عرضت له من خلالها انسحاب اسرائيلي من 95 بالمئة من المناطق وتبادل أراضي والتوصل الى تسوية اقليمية على أساس حدود الرابع من حزيران 1967"، مؤكدا أنه كان على استعداد أن تكون البلدة القديمة في القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية.
وأضاف أولمرت "يجب أن تكون القدس عاصمة دولة إسرائيل، ويجب أن تكون القدس العربية عاصمة دولة فلسطين".
ووصف أولمرت السعودية وولي العهد الحالي بدولة تسعى الى السلام والتوصل الى تسوية سياسية في الشرق الأوسط وأنه كان على استعداد أن يجعل الأماكن المقدسة في القدس تحت إشراف دولي من بينهم السعودية. ووصف ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بـ"زعيم يكرس جهودا جمة لخلق تطبيع في ظل الاجواء الدولية التي تسود الشرق الأوسط".
ويؤكد أولمرت بأنه توسل عباس بأن يوقع على التفاهمات التي توصلا إليها، لكنّ عباس طلب منه إمهاله أياما عدة، و"لم يعد إليه بجواب" على حد تعبير أولمرت. بحيث أنه بعدها دخل السجن
وعن محاكمته قال "ليس سرا، أن تمت محاكمتي. واجهت نضالا من قبل جهات سياسية لا يستهان بها. خافوا جدا من اقتراحات السلام التي اقترحتها وعملوا المستحيل لإسقاطي حتى لا أتمكن من اتمام هذه العملية. جائز أن أبو مازن خاف".
أولمرت: ضد قانون القومية
وحول الأقلية العربية التي تعيش في إسرائيل، قال أولمرت "حان الوقت بأن يعيش هؤلاء المواطنين في واقع قائم على أساس مساواة كلية بينهم وبين باقي سكان الدولة"، مشيرا الى معارضته لقانون القومية الذي يثير غضبا عارما بين الجماهير العربية في إسرائيل.
وشن أولمرت هجوما على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وقال في المقابلة "أريد أن يكون لنا رئيس حكومة آخر. لا أعتقد أن رئيس حكومة اسرائيل، نتنياهو، هو الرجل المناسب لقيادة دولة اسرائيل. أعتقد أن بنيامين نتنياهو لا يمكنه ادارة شؤون الدولة".
وتابع "أعتقد أنه يقود دولة إسرائيل الى صراع أبدي بيننا وبين العالم العربي والعالم الفلسطيني. أعتقد أن هذا سيلحق أضرارا جسيمة جدا بمكانة اسرائيل في العالم".
"نتنياهو مخز، اصطناعي"
وحول العلاقات الإسرائيلية الأمريكية، قال أولمرت "اعتقد أن الانطباع من دعم القيادة الامريكية لمواقف حكومة إسرائيل هو انطباع خاطئ. سوف يتبين لنا أن الغالبية العظمى من قادة الولايات المتحدة يتحفظون من السياسة التي تديرها إسرائيل في مواضيع مختلفة، منها الموضوع الفلسطيني، وهو الموضوع الأهم لدولة اسرائيل ومستقبلها".
وتابع "نحن، سكان دولة اسرائيل، أنا مقتنع تماما بأننا سنعرف في النهاية كيف نغير هذا الاتجاه، أن نغير القيادة ونغير الاتجاه. نحن نعرف كيف نفعل ذلك. سوف نغير هذه الحكومة، سوف نغير هذه القيادة، سوف نغير الاتجاه، سوف نسعى لصنع السلام وسنحقق مساواة كاملة بين جميع سكان دولة إسرائيل".
وفي سؤال حول رأيه عن نتنياهو قال "مخزي، اصطناعي، غير حقيقي وغير قوي".