كشفت المحكمة المركزية في تل أبيب تفاصيل جديدة عن جريمة قتل فادية قدّيس من يافا، في حزيران/يونيو الماضي، من قبل ابنتها وصديقها.
والمتهمان بقتل فادية هما ابنتها، تريزي قدّيس (18 عامًا) وأمير مرمش (20 عامًا) وقدّمت ضدّهما لائحة اتهام في تموز/يوليو الماضي.
وقال الادّعاء، اليوم، الأحد، في المحكمة بعد طلب تمديد اعتقال المشتبهين حتى نهاية الإجراءات القضائيّة، إن تريزي "تعترف بجريمتها، لكن رواياتها للجريمة متعددة، وحين نسألها عن دورها، كانت تجيب: أنا ارتكبت 50 في المئة، وهو 50 في المئة، أنا طلبتُ منه".
وخلال الجريمة، وضعت تريزي في أذنيها سماعات لتسمع الموسيقى بصوت مرتفع، وبررت ذلك، اليوم، بالقول: "لا أريد أن أسمع، خططنا لقتل أمي ووضعت سماعات في أذنيّ. الباب كان مفتوحًا، رأيتها ممدّدة في نهاية الممرّ، فطلبت منه إغلاق الباب كي لا أرى ما يحدث".
وبعد ارتكاب الجريمة، طلبت تريزي من مرمش تنظيف المكان، "طلب مني أدوات للتنظيف، وعندها غادر مرمش المنزل مع الجثة، بينما أغلقت تريزي عينيها" وفقًا للمدعيّة، التي أضافت أن رواية تريزي هذه هي الأحدث، إذ إن روايتها الأولى لما حدث هي أنها خلدت للنوم أثناء الجريمة وأنها لم تعرف تحديدًا ما الذي حدث، لكن حينما أدركت أن هناك توثيقًا لمرمش وهو يغادر المنزل مع الجثة، أقرّت وأعادت تذكر ما حدث".
وورد خلال التحقيقات من المواد التي حصل عليها، والتي شملت مراسلات عديدة في واتساب وعبر البريد الإلكتروني، اسم شخص يدعى "موسى"، ادّعى مرمش أنّ موسى كان من المفترض أن يساعده في الجريمة، وأنه أطلق النار على قريب للعائلة، في وقت سابق، بينما أصرّت النيابة على أنه لا شريكَ ثالثًا في الجريمة، إذ قالت المدعية إنه "لا يوجد شخص كهذا في الحقيقة، اعتقدت تريزي أن صديقا لمرمش يساعده، بينما في الحقيقة هذه شخصيّة خيالية ابتكرها مرمش".
وأوضحت المدعيّة أنه بالنظر إلى المراسلات بينهما، يمكن التيقّن أن تريزي هي من دفعت صديقها لقتل والدتها، فقد كتبت تريزي لمرمش في إحدى المراسلات: إن عاشت، فستحضر لي عريسًا. أتريد أن تبقى على قيد الحياة؟ غير صحيح؟ إذا تولَّاها أنت!، وأرني (كيف تكون) أميرًا قويًا".
بينما ادّعى محامي تريزي، أنها تعاني من مشكلة طبيّة في التمييز بين الواقع والوهم "عندما كانت بعمر 12 عامًا فقد أبيها قتلًا، وهو ما أثّر عليها بشكل كبير جدًا. الاختصاصيّون يتحدثون أنها تعاني من مشكلة في التمييز بين الواقع والوهم، وهو الأمر الذي استغلّه مرمش، إذ أقنعها أن بإمكانه التواصل مع أبيها الميت، وأنه قادر على نقل رسائل بينهما، وأوضح لها أن أمها كانت متورطة بقتل أبيها وأنها تهدر ورثة أبيها".
بينما يستدل من لائحة الاتهام التي قدّمت في تموز/يوليو الماضي، أنه "منذ شهر آذار/ مارس 2018 تآمر المتهمان لتنفيذ الجريمة بسبب اعتراض الضحية على العلاقة بينهما، وفي يوم 07.06.2018 اقتُرفت جريمة القتل وخطط المتهمان لإخفاء الأدلة والهرب إلى خارج البلاد".
وعن تفاصيل الجريمة، جاء في لائحة الاتهام، أنه في "يوم 07.06.2018، حوالي الساعة 21:00 توجهت الضحية إلى غرفتها من أجل النوم وعندها قامت المتهمة، ابنتها، بفتح الباب الخلفي لتسهيل دخول المتهم للمنزل. ووصل المتهم عند الساعة 01:15 عند باب المنزل الخلفي، لكنه عاد أدراجه لأسباب غير معروفة، وعند الساعة 02:20 عاد مجددا إلى المنزل وصعد إلى الطابق الثاني ودخل غرفة المتهمة تريزي وأيقظها، وعندما رأت السكين قالت له 'نفّذ ذلك'. وبقي المتهمان معا في الغرفة لغاية الساعة 05:30، وبعدها وضع المتهم وشاحا على وجهه أعطته إياه المتهمة، وخرج من الغرفة وتمنت له المتهمة 'النجاح'، ووضعت السماعات على أذنيها لتسمع الموسيقى بصوت عالٍ حتى لا تسمع صرخات والدتها. بعدها خرج المتهم من غرفة المتهمة باتجاه الممر وعندها استيقظت الضحية من نومها وخرجت من غرفتها لاتجاه الممر ونادت ابنتها 'تريزي... تريزي'، وعندما لاحظت وجود المتهم وهو ملثم صرخت 'خذ ما تريده، واذهب من هنا،' وعندها طعن المتهم الضحية 7 طعنات في القسم العلوي من جسدها واستمر بطعنها حتى عندما سقطت أرضا". وبحسب لائحة الاتهام، "توفيت الضحية بعد تعرضها للطعن في عنقها وصدرها وقلبها ورئتها، وبعد طعننا دخل المتهم غرفة المتهمة وأعلمها بأنه قتل والدتها 'نفذت المهمة، ما أردته تم'، ووضع المتهم السكين على طاولة في غرفة المتهمة. وبعد ذلك، قام المتهم بلف جثة الضحية بغطاء وصعد بها إلى الطابق الثالث وأخفاها في حوض الاستحمام في إحدى غرف النوم، بموافقة المتهمة، وقام بتنظيف بقع الدم في أرجاء المنزل، ثم غسل السكين ووضعها في سلة المهملات في غرفة المتهمة، وبعدها أخرج المتهمان بعض الأغراض والملابس من غرفة نوم الضحية إلى غرفة النوم في الطابق الثالث، في محاولة لخداع أفراد العائلة، ليعتقدوا أن الضحية حزمت أمتعتها وسافرت".
وتبين، حسبما جاء في لائحة الاتهام أيضا، أن "المتهم أحكم إغلاق الغرفة بمفتاح من أجل إخفاء جثة الضحية، بهدف التشويش على مجريات التحقيق، وأخفت المتهمة مفتاح الغرفة، وإثر ذلك وبموافقة المتهمة، أخذ المتهم بطاقة ائتمان تعود للضحية من حقيبتها. وحتى صباح 07.06.2018 بقي المتهمان في المنزل وأرسلا عدة رسائل نصية لأشخاص من هاتف الضحية، إذ أن المتهمة بعثت رسائل عبر تطبيق الواتساب لمجموعة العائلة من هاتفها ومن هاتف والدتها، الضحية".