القدس المحتلة/سما/
ذكر موقع (YNET) الإخباريّ-العبريّ، التابع لصحيفة (يديعوت أحرونوت)، أنّ قوات كبيرة من جيش الاحتلال الإسرائيليّ تخضع في هذه الأيّام لتدريبٍ غيرُ مسبوقٍ على إستراتيجيّة “معارك جماعية” رباعية الأبعاد، استعدادًا لحربٍ محتملةٍ مع حزب الله اللبنانيّ.
ووفقًا للمصادر عينها، شهدت الأيام القليلة الماضية أكثر عمليات التدريب كثافةً قامت بها الفرقة المدرعة السادسة والثلاثون واللواء المدرع السابع في جيش الاحتلال، وشدّدّ التقرير الذي نشره الموقع العبريّ على أنّ ما يُطلَق عليها مجموعة “جدعون” القتاليّة، وهي لواء قتاليّ يضم آلاف الجنود الإسرائيليين، تتدّرب في مرتفعات الجولان المحتلّة من أجل مواجهةٍ محتملةٍ مع ما أسمته “جيش حزب الله الحديث”، علمًا أنّ أحد الجنرالات في جيش الاحتلال، قال في حديثٍ علنيٍّ إنّ حزب الله هو ثاني أكبر جيشٍ في الشرق الأوسط، بعد الجيش الإسرائيليّ، أمّا وزير الأمن المُتشدّد، أفيغدور ليبرمان، فقد أكّد على أنّ إسرائيل لم تنتصر في أيّ حربٍ منذ النكسة العربيّة في عدوان حزيران (يونيو) من العام 1967، علمًا أنّه بحسب التقدير الإستراتيجيّ للدولة العبريّة للعام الجاري 2018 يُعتبر حزب الله العدّو الأوّل، تليه إيران، وفي المكان الثالث حماس.
وتابع الموقع العبريّ قائلاً إنّه من الناحية العسكريّة، المجموعة، أيْ حزب الله، التي تتخّذ من لبنان مقرًا لها هي جيش بكلّ معنى الكلمة، ونقل عن ضابطٍ كبيرٍ في اللواء الشماليّ بجيش الاحتلال قوله إنّ المُنظمّة اللبنانيّة متطورّة وسريعة ومتنقلة وضاربة، مُضيفًا في سياق حديثه أنّ حزب الله يتمتّع بثقةٍ تشغيليّةٍ عاليّةٍ، وقد اكتسب خبرةً غنيّةً خلال أربع سنوات من القتال في سوريّة، على حدّ تعبيره. بالإضافة إلى ذلك، أشار موقع (YNET) إلى أنّ حزب الله لديه الآن قدرات عسكرية جديدة، مثل القدرة على مناورة القوات في أراضي العدو وصياغة قوات كثيرة بسرعةٍ كبيرةٍ.
علاوة على ذلك، كشف الموقع، اعتمادًا على المصادر العسكريّة الرفيعة، عن خططٍ جديدةٍ وضعها جيش الاحتلال لمُواجهة حزب الله بعدما تلقى الحزب، الذي وصفه مؤخرًا ضابط إسرائيلي! كبير في القيادة الشمالية بـ”أقوى جيش في الشرق الأوسط بعد الجيش الإسرائيليّ”، ترسانة أسلحة جديدة مؤلفة من أجهزة رؤيةٍ ليليّةٍ خاصّة وعالية الجودة وأسلحة قتالية إلكترونيّة ومئات من الطائرات بدون طيار وصواريخ ثقيلة جنبًا إلى جنب مع قذائف الهاون التي تحمل نصف طن من المتفجرات، على حدّ قوله.
وقال أحد الضباط الإسرائيليين في القوات البريّة للموقع العبريّ عن هذه الخطط الجديدة، إنّ هذا ليس خيالًا، فنحن نتطلّع إلى المستقبل، سيكون لكلّ قسمٍ قدراته الخاصّة في الاتصالات والقدرات اللوجستية، وشدّدّ الموقع على أنّ الجيش الإسرائيليّ سيتدرّب في المناورات على القتال في باطن الأرض وباستخدام الحرب السيبرانية والاستعداد لإطلاق النار من أسطح المنازل أوْ من نوافذ المباني الشاهقة، حسبما قال.
بالإضافة إلى ذلك، ستقوم مجموعة “جدعون” بتنفيذ معركة شبكة غير مرئية في ساحة المعركة، تضمّ 24 طائرة مخابرات يمكنها الكشف عن أيّ شيءٍ يصدر إشارة، لافتًا في الوقت عينه إلى أنّ كلّ وحدةٍ ستقوم بإجراء مناورةٍ أرضيّةٍ ببطارية دفاعيّةٍ جويّةٍ لمُواجهة التهديدات الثقيلة بقذائف الهاون والانتحاريين، وستشمل ساحة المعركة، تابعت المصادر العسكريّة الإسرائيليّة، العشرات من الطائرات ومروحيات الإنقاذ والإجلاء التابعة للقوات الجوية، الطائرات اللوجستية بدون طيار، طائرات المراقبة وغيرها.
وخلُص تقرير الموقع العبريّ إلى القول إنّ هذه الخطط، التي اعتبرها كبار الضباط في اللواء الشماليّ بأنّها “ثوريّةً”، ستؤدّي إلى تغيير القدرات الهندسيّة، إذْ ستضُمّ كلّ كتيبةٍ هندسيّةٍ وحدةً خاصّةً للتعامل مع أنفاق حزب الله المفترضة.
وكانت الإذاعة العبرية أكّدت في تقريرٍ موسّعٍ حول هواجس أنفاق حزب الله وجود معلومات وتقارير تؤكّد ما لا يتحدّث عنه الحزب، وهو شبكة أنفاق كبيرة جدًا منتشرة في المنطقة الواقعة إلى الجنوب من نهر الليطاني، وإذا قورنت بما يحدث في غزة، فإنّ الأمر سيبدو كلعب أطفال مقابل ما يوجد لدى حزب الله، كما قال مصدر أمنيّ في تل أبيب.
ولفتت الإذاعة إلى أنّ الحزب هو الذي استقدم تكتيك الأنفاق إلى منطقة الشرق الأوسط، أمّا من جهة حماس، فقد تعلّمت هذا التكتيك منه، وخلُصت إلى القول إنّه كما هو معروف، يستخدم الحزب أسلوب الأنفاق منذ منتصف تسعينيات القرن الماضي، ولديه خبرة تزيد على عشرين عامًا في هذا المجال، وهو الذي نقل هذه الخبرة إلى حماس.