تصدّر موضوع دعم وحماية التعليم في مدينة القدس أجندة اجتماع خطة الطوارئ للعام الدراسي المقبل في وزارة التربية والتعليم العالي؛ والذي عُقد برئاسة الوزير د. صبري صيدم، ومشاركة وكيل الوزارة د. بصري صالح والوكيل المساعد للشؤون المالية والإدارية والأبنية واللوازم م. فواز مجاهد، وبحضور مفتي القدس والديار المقدسة الشيخ محمد حسين، وأسرة "التربية" من المديرين العامين ورؤساء الوحدات ومديري الدوائر.
وفي هذا السياق، أكد صيدم محورية قضية القدس في عمل وجهود وزارة التربية؛ إذ يشن الاحتلال هجمة غير مسبوقة لضرب المنظومة التعليمية برمتها، مضيفاً: "الوضع خطير في القدس ونجدد دق ناقوس الخطر حول القطاع التعليمي فيها، إذ يمكن أن يفرض الاحتلال سيطرته عنوةً على التعليم إذا لم نكثف الجهود لحماية ودعم هذا القطاع".
وشدد الوزير على ضرورة اتخاذ مواقف حازمة من مختلف الجهات والمؤسسات المحلية والدولية والوقوف عند المسؤوليات تجاه القطاع التعليمي في القدس، شاكراً المفتي حسين وكل الغيورين على القدس والنظام التعليمي فيها؛ متطرقاً في ذات الوقت للأزمة الحالية فيما يتعلق بوكالة "الأونروا" والمخاطر التي تهدد انتظام الدوام في مدارسها بسبب تقليص الدعم المقدم لها.
كما تطرق صيدم للجهود التي تبذلها الوزارة لتعزيز وتوسيع قاعدة مدارس التحدي والإصرار، ومواجهة سياسات الاحتلال المتمثلة بهدم المؤسسات التعليمية خاصةً في المناطق المستهدفة، مشدداً التزام الكودار التربوية بتعزيز العمل في الميدان لمجابهة كافة التحديات التي تواجه القطاع التعليمي، مضيفاً "لن نسمح بنكبة جديدة والتعليم سيستمر حتى ولو على الركام"، مشيراً إلى استمرار الجهود لإعادة ترتيب أوضاع القطاع التعليمي في قطاع غزة، وعلى رأسها مشروع "المئة" الهادف لبناء 100 مدرسة في القطاع.
من جهته، أكد صالح أهمية هذا اللقاء والمرتبط بخطة الطوارئ لوزارة التربية، لافتاً إلى إنه تم تطوير خطة طوارئ استراتيجية لقطاعي التربية والتعليم العالي حتى العام 2022، مشيراً إلى أن عمل هذه الخطة مرتبط بالمستجدات والتحديات التي تواجه القطاع التعليمي؛ خاصةً في القدس والمناطق المسماة "ج"، لافتاً إلى أنه تم تشكيل خلايا أزمة ضمن هذه الخطة في مديريات التربية والتعليم العالي للتعامل مع أي ظروف مستقبيلة طارئة.
من جانبه، عبر الشيخ حسين عن فخره بوزارة التربية وقيادتها وما حققوه من إنجازات مشرفة وقفزات نوعية؛ على صعيد تطوير القطاع التعليمي من حيث تطوير المناهج وامتحان الثانوية العامة "الإنجاز" وتعزيز مدارس التحدي والإصرار؛ وتحقيق النجاحات في المحافل الدولية المختلفة، مؤكداً الوقوف إلى جانب الوزارة في معركتها مع الاحتلال الذي يسعى لضرب المنظومة التعليمية في فلسطين؛ خاصةً في القدس.
وحذر حسين من خطورة الأوضاع في المدينة المقدسة؛ إذ يشن الاحتلال هجمة شرسة ضد المقدسات والنظام التعليمي، حيث يركز جهوده على تحريف المناهج وفرض منهاجه التعليمي وأسرلة التعليم، وأن كل ذلك يندرج في إطار تهويد المدينة ومحو الهوية الفلسطينية منها؛ وأن ذلك يتطلب تكامل وتكاتف الجهود لصد هجمة الاحتلال.
وتم خلال الاجتماع استعراض الخطة التشغيلية لخطة الطوارئ، والبحث في السبل الكفيلة بتطوير هذه الخطة لمواجهة أي تحديات أو عقبات تعترض طريق المسيرة التعليمية.