قال سامي مشعشع الناطق الرسمي لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" إن" المنظمة الدولية وموظفيها المتفانين واللاجئين لديهم خيار واحد فقط – ألا وهو مواجهة هذا الوضع سويا والمحافظة على العمل المهم للغاية الذي نقوم به"، في ظل تداعيات العجز المالي على خدمات الطوارئ في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وأضاف مشعشع في تصريح صحفي، اليوم الإثنين، إن " قرار الولايات المتحدة بإيقاف 300 مليون دولار من التمويل للأونروا في هذا العام كان قد وصفه مفوضنا العام بأنه تهديد وجودي للأونروا. وتصميما منها على عدم التخلي عن لاجئي فلسطين، قامت الأونروا وشركائها بحشد الدعم السياسي والمالي من سائر أرجاء المعمورة وذلك من أجل المحافظة على عملياتها وتقديم الخدمات الأساسية للمنتفعين بكرامة وأمل.
وقال "وقد أدت حملتنا العالمية لجمع التبرعات وحملة "الكرامة لا تقدر بثمن" إلى تحقيق دعم إضافي كبير للأونروا، من المانحين التقليديين ومن شركاء جدد على حد سواء، بما في ذلك المؤسسات المعنية بجمع أموال الزكاة. وخلال هذه الفترة، قدمت الدول المضيفة دعما مهما.
وفي الفترة ما بين آذار وحتى حزيران، جمعت الأونروا مبلغ 238 مليون دولار كتمويل جديد من أجل لاجئي فلسطين، ومع انتهاء مؤتمر التعهدات الذي عقد في نيويورك في 25 حزيران، تم تقليل العجز البالغ 446 مليون دولار ليصبح 217 مليون دولار – وهو إنجاز كبير."
واعتبر مشعشع أن "الاستجابة ، حتى الآن، تعيد التأكيد على أن الأونروا تتمتع بدعم واضح من الجهات الهامة المانحة والمستضيفة ومن الأمين العام للأمم المتحدة." مؤكدا بأن "مواصلة وتوسيع هذا الدعم يعد أمرا حاسما في جهودنا خلال الأشهر القادمة لجسر الفجوة المالية وضمان التمويل المطلوب لعملياتنا في 2019."
وتابع الناطق الرسمي لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين قائلا :"نحن لا نزال في أزمة، ولا يمكن لأي أحد أن يدعي خلاف ذلك، إلا أننا أيضا مصممون على المحافظة على خدماتنا الرئيسة للملايين من لاجئي فلسطين الذين يعتمدون علينا في الأردن ولبنان والأراضي الفلسطينية المحتلة وسوريا، وعلى المحافظة على ما نقدر عليه من مساعدتنا الطارئة."
وقال "إن مساعدتنا الطارئة تلك تعاني من نقص حاد في التمويل في الأراضي الفلسطينية المحتلة، حيث أن التبرعات الأمريكية لبرامج الطوارئ – حوالي 100 مليون دولار في العام – لم تعد موجودة وأجبرنا ذلك على اتخاذ إجراءات معينة للتعامل مع الوضع القائم."
واستدرك قائلا "لدى قيامها (الأونروا) بتنفيذ هذه التغييرات في تداخلاتها الطارئة في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة، فإن المسؤولية الإنسانية للأونروا تقتضي أن نقوم بإعطاء الأولوية للاجئين الذين هم بأمس الحاجة. وتقتضي أيضا أن نقوم بحماية خدماتنا الرئيسة، بما في ذلك قيام موظفينا بتقديم التعليم والصحة والإغاثة التي تقدم للملايين من لاجئي فلسطين الذين هم بحاجة لتلك الخدمات. ومع سريان هذه التدابير، فإن عددا محدودا من العاملين (محليين ودوليين على حد سواء) سوف يتأثرون.
في الضفة الغربية، وبسبب غياب التمويل الطارئ، ستقوم الأونروا بإيقاف أنشطة المال مقابل العمل في الضفة الغربية اعتبارا من 31 تموز 2018، وعليه فسيتم نقل الأسر التي تم تقييمها في السنتين الماضيتين على أنها تعاني من فقر مدقع إلى برنامج الأونروا لشبكة الأمان الاجتماعي – وهو برنامج رئيس من برامج الوكالة نحن مصممون على استمراره. إن هذا سيعمل على ضمان أن الأشد فقرا داخل المخيمات سيستمرون بتسلم المساعدة، وسيصبحون مؤهلين للأشكال الأخرى من الدعم والتي هي غير متوفرة في إطار المال مقابل العمل. وبالإضافة لذلك ستتواصل أنشطة الكوبونات الغذائية حتى نهاية عام 2018، حيث سيتم بعده نقل الأسر التي تم تقييمها في السنتين الماضيتين على أنها تعاني من فقر مدقع إلى برنامج الأونروا لشبكة الأمان الاجتماعي.
وحسب مشعشع "سيظل برنامج المعونة الغذائية للمجتمعات البدوية مواصلا عمله حتى نهاية عام 2018، وذلك مع قيام الأونروا وشريكها برنامج الغذاء العالمي بالعمل بنشاط لتأمين التمويل من أجل استمراره في عام 2019، وسيتوقف برنامج خدمات الصحة النفسية المجتمعية اعتبارا من 31 آب 2018، وتقوم الأونروا حاليا بتنسيق الخيارات لمواصلة هذه الخدمات مع بعض من التجمعات المحددة جنبا إلى جنب مع وكالات الأمم المتحدة. وأخيرا، فإنه سيتم إيقاف العيادات الصحية المتنقلة اعتبارا من 31 تشرين أول 2018 وتقوم الأونروا حاليا بتحديد الشركاء المحتملين لمواصلة هذه الخدمة مع بعض من التجمعات المحددة.
وكنتيجة لهذه الاجراءات، فإن حوالي 154 موظفا في الضفة الغربية ممن تم توظيفهم على حساب أموال الطوارئ المستنزفة تلك لن يتم تجديد عقودهم حال انتهاءها.
واستكمل مشعشع قائلا " إن الأونروا تقدر تداعيات هذه التدابير على الموظفين المتضررين. وتقديرا للخدمة الهامة لهؤلاء الزملاء ولتفانيهم، وإذا ما اختاروا التقدم لأية وظيفة شاغرة في المستقبل، فسيتم اعتبارهم "مرشحين داخليين"، مما يمنحهم فرصة استثنائية أكبر لإعادة توظيفهم لدى الوكالة."
وتابع "ومع بذل الأونروا أقصى ما تستطيع من أجل تقليل الأثر على اللاجئين تقوم بإعطاء الأولوية لدعم الأمن الغذائي للاجئين الأشد عرضة للمخاطر وذلك عن طريق مواصلة برنامجها الغذائي الطارئ لحوالي مليون لاجئ في قطاع غزة، والإبقاء على تداخلات معينة مثل المال مقابل العمل. ومن أجل هذا الهدف فان تعديلات ستدخل على برنامج الصحة النفسية المجتمعية وبرنامج خلق فرص عمل ووظائف الحماية. وسيتواصل عمل برنامج الصحة النفسية المجتمعي، على الرغم من أن ذلك سيكون بقدرة وتكلفة مخفضة. واعتبارا من أيلول 2018، سيتم إدماج أنشطة الصحة النفسية بشكل كبير في دائرتي الصحة والتعليم بدلا من أن تكون برنامجا قائما بذاته.
وبهدف حماية أكبر عدد ممكن من الوظائف والإبقاء على مكونات بعض التداخلات المبنية على الطوارئ عبر إدماجهم في البرامج الرئيسة في قطاع غزة، فإن حوالي 280 موظفا وموظفة سيتم نقلهم للعمل بدوام كامل في وظائف قائمة أو وظائف تمت مراجعتها، فيما سيتم عرض وظائف بدوام جزئي لما مجموعه تقريبا 584 موظفا وموظفة في وظائف قائمة أو وظائف تمت مراجعتها. وستتسبب التحديات القائمة على تمويل مناشدة الطوارئ في القطاع بعدم تجديد عقود 113 وظيفة ممولة من موازنة الطوارئ وذلك عند انتهاء تلك العقود في آب من هذا العام. وكما هو الحال في إقليم الضفة الغربية وتقديرا للخدمة الهامة لهؤلاء الزملاء ولتفانيهم، وإذا ما اختاروا التقدم لأية وظيفة شاغرة في المستقبل، فسيتم اعتبارهم "مرشحين داخليين" مما يمنحهم فرصة استثنائية أكبر لإعادة توظيفهم لدى الوكالة
وأكد مشعشع على أنه"تجرى حاليا جهود دؤوبة ومحمومة لضمان بدء السنة الدراسية الجديدة في الوقت المحدد لما مجموعه نصف مليون طالب وطالبة، ولضمان مواصلة خدماتنا الأساسية -- كالرعاية الصحية على سبيل المثال -- بدون انقطاع. ومن المهم أيضا أن نكون واضحين بأن الأونروا لا تزال ملتزمة بتقديم المساعدة والحماية للاجئي فلسطين وذلك استنادا لمهام ولايتها. ولقد دأبت الجمعية العامة وباستمرار على تمديد مهام ولاية الوكالة، كانت آخرها حتى 30 حزيران 2020."
وختم قائلا "في رسالته التي أرسلها مؤخرا لعموم الموظفين، قال المفوض العام للأونروا أنه وعلى الرغم من كافة التحديات التي تواجهها إلا أن الوكالة "ستنتصر" وأن تلك التحديات لن تضعف "دفاعنا عن حقوق وكرامة لاجئي فلسطين".