أظهرت تحليلات عسكرية إسرائيلية توافقا على أن مستوى التصعيد التدريجي الذي تشهده الحدود مع غزة، قد يؤدي إلى اندلاع مواجهة عسكرية واسعة مع حركة حماس، وتفضي إلى نتائج استراتيجية مكلفة.
وذكر يوآف زيتون الخبير العسكري في صحيفة يديعوت أحرونوت أن "التقديرات السائدة في الجيش الإسرائيلي مفادها أن المعارك الليلية التي بات يشهدها غلاف غزة في الآونة الأخيرة من القصف الإسرائيلي على غزة، ورد حماس بإطلاق الصواريخ عليها، تعتبر خطوة كبيرة نحو الانتقال إلى الحرب الكبيرة في المدى المنظور".
وأضاف في تقرير مطول أن "هذا التخوف من اندلاع حرب جديدة يأتي رغم أن الطرفين، حماس وإسرائيل، ليس لديهما مصلحة في تصعيد الوضع العسكري أكثر من ذلك، مع العلم أن إسرائيل ما زالت تفتقر لتقنيات من شأنها إحباط الطائرات الورقية، وليس هناك من مؤشرات على التحضير لاندلاع عملية عسكرية شاملة، لكن ذلك لا يعني أن الطريق إلى الحرب ليست معبدة".
وأوضح أن "الجيش لا ينوي تغيير سياسته الهجومية التي بدأها في الآونة الأخيرة، وبموجبها فإن اندلاع أي حرائق من الطائرات الورقية سيؤدي لقصف إسرائيلي على أهداف عسكرية لحماس في قلب غزة، رغم أن ذلك يقرب الجانبين من لحظة الحقيقة باندلاع الحرب القادمة، في ظل إصرار حماس على عدم تقبل القاعدة الإسرائيلية الجديدة، ورغبتها بتثبيت قواعد جديدة أمام إسرائيل، بموجبها يتم إطلاق قذائف هاون على أي قصف إسرائيلي".
وختم بالقول إنه "طالما أن الجانبين لا ينويان التراجع عن سياستهما الجديدة، فهذا يعني حرق مزيد من المراحل في الاقتراب من الحرب الشاملة، رغم عدم وجود إعدادات عسكرية لعملية قتالية وشيكة، وما زالت الحياة في غلاف غزة تسير بشكل طبيعي".
كبير المحللين العسكريين الإسرائيليين بصحيفة يديعوت أحرونوت رون بن يشاي قال إن "مراهنة حماس على أن إسرائيل لن تدخل قطاع غزة، قد تكون خاطئة، بعد أن أرسلت الحركة رسالة قاسية لإسرائيل بأنها ستمنع مستوطني الجنوب من النوم طالما أن القصف الإسرائيلي متواصل على أهداف في قلب القطاع".
وأضاف في مقال تحليلي أن "التقدير السائد في صفوف حماس أن الجيش الإسرائيلي لن ينفذ هجوما بريا على غزة بسبب انشغاله في التواجد الإيراني في سوريا، وهنا قد يكون سوء التقدير لدى حماس، لأن هناك أغلبية داخل المستويين السياسي والعسكري لاحتلال غزة، وهو أمر مفاجئ".
وأكد أن "التقدير السائد في أجهزة الأمن الإسرائيلية مفاده أن حماس تفقد في هذه الآونة أنفاقها القتالية بصورة متسارعة، بجانب استهداف إسرائيل لقدراتها البحرية، ولذلك قد تتنازل عن الطائرات الورقية كي لا تفقد المزيد من مقدراتها العسكرية بسبب الهجمات الإسرائيلية، إلى أن جاء رد حماس على القصف الإسرائيلي في الساعات الأخيرة، ما يعني أننا أمام تصعيد جدي وحقيقي نابع من الأزمة التي تعيشها حماس".
وأضاف: "رغم أن حماس وإسرائيل تسعيان لعدم تكبيد خسائر بشرية للطرف الآخر، لكن ذلك قد يدهور الوضع الميداني بسرعة مفاجئة، وفي النهاية نجد أنفسنا أمام معركة جديدة في قطاع غزة، يدخل فيها الجيش إلى قلب القطاع، ويعيد احتلال بعض أجزائه الواسعة على الأقل".
وختم بالقول إن "الأوساط الأمنية والعسكرية تزعم أن الجيش الإسرائيلي اليوم لديه خطط دفاعية وهجومية لتنفيذ عملية كبرى في غزة، تنتهي حين لا تصبح حماس مسيطرة على القطاع، ولذلك فإن دوائر القرار في جناح حماس العسكري مطالبة بألا تخطئ التقدير أن الجيش والحكومة في إسرائيل ليسا مستعدين، بل هما راغبان بالخروج لعملية عسكرية تدميرية واسعة النطاق، تحقق نتائج أكثر استراتيجية من الجرف الصامد 2014".