كثيراً ما إرتبط ابو علي شاهين في وجداني بكوكب الزهرة ، ذلك الكوكب الساطع الذي نراه متلئلئا في ليل السماء الصافية ، لكنه أيضاً يخطف أبصارنا اكثر في الصباح و الظهيرة و هو يحتل مكانه بوقار و توهج الى يمين القمر ، نعم هكذا كان ، و هكذا سيبقى ابو علي شاهين الأخ و الصديق ، القائد و المعلم ، و مربي اجيال فلسطينية ثورية ، اجيال تقدمت بتضحياتها جموع الشعب من أجل استعادة كرامتنا الوطنية ، و من اجل تحرير بلادنا و قدسنا الحبيبة .
كثيرون حاولوا على مر العقود كسر إرادة ذلك الفارس البطل ، لكن ابو علي شاهين كان دوما عصيا على الانكسار ، الإحتلال الاسرائيلي جرب ذلك بكل طاقته ، انكسر المحتل و بقي ابو علي صلبا عنيدا و جسورا ، و بعض منظمة التحرير الفلسطينية و حركة فتح جربوا المساس بمكانة ابو علي ، و فشلوا ، و أنظمة عربية جربت ذلك و فشلت ، و اخر ما رأيناه كانت تلك الأخلاقيات الغريبة و المقززة من رئاسة السلطة الفلسطينية و هي تحاول عبثا كسر كرامة ابو علي شاهين خلال فترة مرضه ، و لكن هيهات ، كان أهون على أولئك الأغبياء كسر الفولاذ بدلا من محاولات كسر ابو علي شاهين .
اليوم ، و في ذكرى رحيل ابو علي شاهين يمر أمام عيني شريط طويل من الذكريات النضالية و الشخصية ، ذكريات توثق ماض نضالي مَجِيد جمعنا معا في مقاومة الاحتلال ، و ذكريات أحلامنا المشتركة لبناء دولة مستقلة و نظيفة ، و كذلك ذكريات مرحلة فلسطينية مريرة أعقبت رحيل ابو عمار ، و لا زالت تلقي بظلالها الثقيلة على حاضر شعبنا العظيم و يمنعه من التقدم و الاستقلال ، و لا أملك في هذه اللحظات الا تجديد العهد و القسم بان نمضي جميعا الى تحقيق الحرية لشعبنا و الاستقلال لوطننا الحبيب ، فتلك كانت الأحلام المشروعة و الحميمة لابو عمار و ابو جهاد و ابو أياد و ابو علي شاهين و كل شهداء و أسرى ثورتنا