فقط في غزة تدفن الافراح قبل ولادتها، وهناك ايضا تصلب الاحلام ويعذب مرتكبيها فالحلم هناك جريمة يحاسب عليها القانون الدولي، في عزة تزف العرائس بالاكفان لا فساتين الفرح، لا ضير فكلاهما ابيضا لا فرق يذكر.وتزغرد الامهات وهي ترى ابنائها ترحل بأكفان محمولة على اكتاف من سيلحقوهم. تزغرد الامهات لا فرحا بالفراق بل حرقة والما على واقع مر اليم. في غزة هاشم فقط يهرول المسعفون يبحثون عن من يسعفهم ثم يسلمون الروح لمسعفها الاكبر وخالقها العظيم. في غزة فقط، يكبر الاطفال على غفلة ولا يجدون وقتا للعب فالالعاب تدفن بردم من حطام الصواريخ واللهو محرم. في غزة فقط يصبح العالم اصما ابكم، اعرج اعمى لا يرى ولا يسمع ولا يتحرك. فمن يأبه ببقعة تعد الاكثر كثافة سكانية بالعالم؟ من يأبه لجمع من بضع ملايين حرمهم حصار غاشم وانقسام اهوج من ابسط حقوقهم بالحياة.
في غزة فقط يرتقي العاجز على كرسي متحرك، فيتبعه صحفي ليكتب خبر استشهاده وما يلبث ان يكون هو خبر لزميل آخر سيكتب مقتل صحفي لم تستطع طواقم الاسعاف نجدته. ومن ثم يكتب غيرهم عن مسعفة يا فعة غدرها المحتل كعادته فلم تقوى صديقاتها على اسعافها وهكذا دواليك.
في غزة فقط، تحادث صديقا فيضحك ويلقي عليك النكات، فتعجب كيف لولئك البشر القدرة على الضحك؟ فيجيبك احدهم ان لم نقهر الموت قهرنا، وان صمتنا عن الحق ضاع، وان استسلمنا نهشنا المحتل.
طوبى لغزة ولشاب هناك او شابه، لطفل وكهل وامرأة لكل باب وشباك لم تسحقه قنبلة... طوبى لكم ومنا عليكم سلام.