تعيش المستويات الأمنية والسياسية في إسرائيل حالة من الضغط الميداني، بسبب استمرار الطائرات الورقية المشتعلة التي يطلقها الفلسطينيون من قطاع غزة نحو الحقول الزراعية الإسرائيلية الحدودية، وتسببها بحرائق واسعة.
فقد نقل موقع القناة السابعة التابع للمستوطنين عن وزير الأمن الداخلي، غلعاد أردان، قوله إن "الحرائق التي تسفر عن إرسال هذه الطائرات هي محاولات قتل، ما يتطلب إطلاق النار باتجاه من يطلقها؛ لأن آثارها المدمرة تطال الحقول الزراعية في معظم مستوطنات غلاف غزة".
وأكد أردان، وهو وزير الشؤون الإستراتيجية ، أنه "لا بد من البحث عن حلول تكنولوجية خلاقة لوقف تهديد الطائرات الورقية، بجانب وجود سياسة واضحة تخص إطلاق النار على مطلقي هذه الطائرات، والتعامل معهم تماما كمن يطلق القذائف الصاروخية باتجاه إسرائيل".
وأضاف أنه "لا فرق بين الاثنين، فالحرائق هي محاولة قتل، وفي الوقت الذي أصدرت تعليماتي للشرطة في القدس بمعاملة راشقي الحجارة على أنهم يعرضون حياة الإسرائيليين للخطر، فإني أتوقع أن يتعامل الجيش مع مرسلي هذه الطائرات من غزة بذات خطورة من يطلق صاروخا أو قذيفة، لأن هذه الطائرة تشبه القنبلة الموقوتة، ويجب التعامل معها في الوقت المناسب منعا لأي خطر قد يقع".
الجنرال رونين إيتسيك قال في صحيفة إسرائيل اليوم إن "الحل الأمثل لوقف ظاهرة الطائرات الورقية المشتعلة يتمثل في التواجد العسكري الإسرائيلي على الأرض، وإلا فإن حياة المزارعين الإسرائيليين سيغلب عليها التشويش والقلق، ما يجعل المستوى السياسي الإسرائيلي مسئولا عن استمرارها؛ لأنه لا يمنح الجيش صلاحية تنفيذ إقامة منطقة عازلة على حدود القطاع".
وأضاف أن "هناك صعوبة جدية في التعامل مع هذه الطائرات الورقية، التي تؤدي لحرائق تضرب الاقتصاد الزراعي الإسرائيلي، وتتسبب بأضرار كبيرة، ولذلك فإن المسؤولية عن استمرارها تقع على عاتق المستوى السياسي الإسرائيلي".
وختم بالقول إنه "لا يمكن منع إرسال أي طائرة ورقية من غزة باتجاه إسرائيل إلا من خلال وجود قوات عسكرية على الأرض، والسيطرة الميدانية على المنطقة العازلة، لكن عملية هجومية من هذا النوع تتطلب موافقة من المستوى السياسي، وإلا فإن شيئا لن يتغير، ومع مرور الوقت سوف تتحول الحقول الزراعية الخضراء إلى سجادة سوداء بسبب الحرائق".
وزير المالية، موشيه كحلون، قدم لصحيفة صحيفة إسرائيل اليوم "إحصاءات رقمية دقيقة عن حجم الأضرار الناجمة عن ظاهرة الطائرات الورقية المشتعلة، حيث بلغت مساحة الحقول الزراعية المحترقة قرابة خمسة آلاف دونم، ما يعني توجيه ضربة قوية لاقتصاد الدولة".
وأضاف أن "القطاع الزراعي الإسرائيلي بات في الآونة الأخيرة تحت تهديد هجمات مركزة، وسلسلة لا تتوقف من إطلاق هذه الطائرات، ولذلك قررت اعتبار أصحاب الحقول المحروقة ضحايا الهجمات المعادية، ويستحقون الحصول على التعويض من الدولة بهذا التوصيف،
ومنحهم المبالغ المالية اللازمة للتغلب على هذه الخسائر الباهظة".
وقد قرر وزير الزراعة الإسرائيلي أوري أريئيل منح المزارعين الإسرائيليين المتضررين من هذه الطائرات مبلغ 16 مليون شيكل، كجزء من خطة تقوم بها عدد من الوزارات الحكومية لمواجهة هذا التهديد الجديد.
أريئيل كهانا، الكاتب بصحيفة "إسرائيل اليوم"، نقل عن أوساط في مكتب رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو أن "هناك فكرة تم تداولها تتلخص في استخدام طائرات حربية لملاحقة الطائرات الورقية المشتعلة المرسلة من قطاع غزة، وبموجب الفكرة يتم إرسال كل طائرة قتالية نحو الطائرة الورقية، وبمجرد الاقتراب منها فإن مسارها سينحرف من شدة الدخان المنبعث من محركات الطائرات القتالية".
وأضاف" أنه "في ضوء حالة الإحباط الإسرائيلية الناجمة عن عدم إيجاد حلول سريعة للطائرات الورقية، فقد عقد مكتب رئيس الحكومة اجتماعا طارئا لبحث الخيارات المتاحة مع استمرار هذه الظاهرة، ولكن بعد فحص الفكرة من الناحية التطبيقية فقد ثبت فشلها وعدم جدواها".
وأشار إلى أن "نتنياهو أصدر تعليماته لوزير المالية لاستقطاع أموال التعويضات للمزارعين الإسرائيليين من أموال الضرائب الخاصة بالسلطة الفلسطينية، وهي خطوة تعترضها صعوبات قانونية وعملية كثيرة".