يكتب يوسي بيلين في "يسرائيل هيوم" أن الجولة الأخيرة من العنف في قطاع غزة كانت قصيرة وغير مميتة. ولحسن الحظ شمل ذلك روضة الأطفال. كانت هناك خطوة واحدة تفصل بين يوم المواجهة المحدودة والصدام المميت. والحقيقة هي أن أياً من الطرفين لم يفز، ولم "يُلقن درسا" ولم يردع أحدهما الآخر.
عندما كتب زئيف جابوتنسكي إحدى مقالاته الأكثر أهمية، "الجدار الحديدي"، في عام 1923، لم يكن يقصد إعادة بناء الجدار الحديدي في كل مرة. لقد تم بناء جدارنا الحديدي في عام 1948، وإذا لم يكن ذلك كافيا، فقد أعيد بناؤه في عام 1967. لا توجد حاجة للإثبات لحماس أو الجهاد الإسلامي بأن سلاحنا الجوي يمكن أن يعمل بشكل أكثر فعالية من الطائرات الورقية من غزة. هذا هو السبب الذي يجعلهم يرسلون الطائرات الورقية. ولهذا السبب بالتحديد هم يضحون بأطفالهم في مناسبات الذكرى لديهم. إذا لم تبادر إسرائيل إلى اتخاذ أي إجراء، فستجري الجولة التالية في غضون بضعة أسابيع، أشهر، أو سنة. ومرة أخرى، ستدخل البلدات المحيطة بقطاع غزة في حالة قلق وخوف.
كان من الأسهل اقتراح حل سياسي يكون قطاع غزة جزءاً منه، ولكن رفض رئيس الوزراء ورئيس الليكود أرييل شارون، آنذاك، التحدث إلى الرئيس الفلسطيني الجديد محمود عباس؛ وانسحابه من جانب واحد من قطاع غزة عام 2005 بدون اتفاق؛ وموافقته على إشراك حماس في انتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني، رغم تحريضها على الإرهاب، ساعدت حماس على السيطرة على قطاع غزة وجعلت من الصعب التوصل إلى أي اتفاق سياسي.
ما يمكن عمله اليوم هو محاولة التوصل إلى اتفاقية سلام مع منظمة التحرير الفلسطينية، والتي سيتم تنفيذها، في المرحلة الأولى، في الضفة الغربية فقط، ومحاولة التوصل إلى هدنة طويلة الأمد مع حماس بوساطة مصر. يمكن الافتراض أن السلطة الفلسطينية لن تقبل تحمل المسؤولية عن قطاع غزة طالما لم تتنازل حماس عن سلطتها العملية في غزة، وأن حماس ستواصل معارضتها للاعتراف بإسرائيل والحفاظ على تفاهم مفتوح معها.
من الممكن أن يكون التوصل إلى هدنة مع حماس، مسألة غير عملية بسبب مطالبها غير المعقولة، ولكن إذا كانت هناك إمكانية لتحقيق هدنة معينة، ولم تحترمها، وتعود إلى العنف قبل نهاية الفترة المتفق عليها مسبقاً، فسيضطر الجيش للعمل ضدها، كما كان يفعل في السنوات الأخيرة.
يمكنني الافتراض بأن محمود عباس لن يحب أي اتفاق بين إسرائيل وحماس. لكن المصلحة الإسرائيلية هي حل الوضع مع قطاع غزة، وإذا لم تكن السلطة الفلسطينية قادرة على ضمانه، فسيكون هذا هو دور إسرائيل. الهدنة ستسهل الآن بناء المشاريع الحيوية لغزة، لضمان الإمداد المنتظم للمياه والطاقة، والعمل لشبابها وإعادة ترميم دمارها.
إذا حدث ذلك، فمن المعقول الاعتقاد بأن حماس سوف تسعى إلى نسب تحسين الوضع إليها، ولكن هذا هو الثمن الذي يجب أن نفهم بأنه لا يمكننا تجنبه. غزة المستقرة والمتنامية هي أيضا في مصلحتنا.
سرائيل هيوم