قال عمير ربابورت الخبير العسكري الإسرائيلي في مجلة إسرائيل ديفينس، إن "جولة التصعيد الأخيرة في غزة أضاءت عدة ملاحظات مهمة، أهمها أننا كنا أمام مواجهة محدودة، حافظت فيها إسرائيل والفصائل الفلسطينية على مستوى معين من النيران، وبقيت الأمور تحت السيطرة".
وأوضح أنه "في ظل عدم سقوط أحد من المقاتلين الفلسطينيين خلال عمليات القصف الأخيرة، رغم استهداف الجيش الإسرائيلي لأكثر من 65 هدفا في قطاع غزة، فقد جاء وقف إطلاق النار سريعا، كما اندلعت الجولة سريعا".
وأضاف في تقرير مطول ترجمته "عربي21" أن "المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية لم يستطع العثور على حل سحري للوضع القائم في غزة، لأن جميع الاقتراحات التي سادت في نقاشاته تمحورت بين احتلال قطاع غزة، أو القضاء على سلطة حماس، مع أن رئيس الأركان السابق بيني غانتس ركز بأن تأخذ الحلول تجاه القطاع أبعادا سياسية".
وأكد أن "قائد الجيش الحالي غادي آيزنكوت يؤكد الدعوة ذاتها، دون أن يلجأ للإكثار من التصريحات، لكنه يحمل مخاوف جدية من تجدد جولة المواجهات العسكرية التي شهدها القطاع".
وأكد أن "القناعة السائدة في أوساط الجيش وأجهزة الأمن الإسرائيلية تفيد بأن احتلال قطاع غزة لن يؤدي لوقف إطلاق القذائف الصاروخية، كما أن العمل على انهيار حماس في غزة قد لا يكون خبرا جيدا لإسرائيل، رغم أن سيطرة فتح على الضفة الغربية يعمل لصالحها".
وختم بالقول: "الخيار السياسي الإسرائيلي المطلوب من خارج الصندوق، يحظى بموافقة العديد من وزراء المجلس الوزاري المصغر الذين يدعمون فكرة إقامة ميناء بحري لغزة في قلب البحر، مقابل أن تخضع كل سفينة لفحص أمني إسرائيلي قبل أن ترسو فيه".
فيما قال يوآف ليمور الخبير العسكري بصحيفة إسرائيل اليوم، إن "جولة التصعيد الأخيرة كشفت أن ميزان القوى بين حماس وإسرائيل أصابه الكسر، بعد أربع سنوات من الهدوء النسبي الذي أعقب حرب غزة الأخيرة 2014، ورغم أن قطاع غزة لا يشهد تأييدا جارفا تجاه الحرب، لكن استمرار هذا الضغط على غزة قد يفقد الفلسطينيين أي خيار آخر إلا الحرب".
وأضاف في مقال تحليلي" أن "هناك قناعات إسرائيلية تفيد بأن الهدوء الذي ساد في الأيام الأخيرة بعد جولة التصعيد في غزة لن يعمر طويلا، بل هي هدنة مؤقتة، وقد تكون مؤقتة جدا، وخلال وقت قصير سيتم تجدد النار، في ظل تبدد شعور الخوف في غزة، وعلى من يظن بعودة الهدوء الذي أعقب الحرب على غزة، أن يتأكد أنه مخطئ في تقديراته".
وختم بالقول: "حماس وإسرائيل تجدان نفسيهما في نقطة تحول، حيث تشهد غزة مزيدا من فقدان الكوابح، ورغبة في الدخول في مخاطرات، ومع ذلك فإن أي حسم إسرائيلي لموضوع غزة يجب أن يكون استراتيجيا وليس تكتيكيا، بحيث يمكن المفاضلة بين: معركة واسعة وهدوء طويل الأمد".
فيما نقل موقع معهد القدس للشؤون العامة والدولة عن الجنرال يوسي كوبرفاسر الرئيس الأسبق لشعبة الأبحاث في جهاز الاستخبارات العسكرية "أمان"، أنه "يتفهم حالة الإحباط التي سادت أوساط الإسرائيليين عقب جولة التصعيد الأخيرة مع غزة، لأنها لم تسفر عن سقوط قتلى من الفصائل
الفلسطينية".
وأضاف في مقابلة أن "عملية الردع تحتمل عدة مستويات، وليس بالضرورة أن تحمل صور الدخان والتفجيرات بأصواتها العالية، لأن امتحان هذا الردع يكمن في سرعة عودة الهدوء إلى قطاع غزة، وهو ما حصل خلال 24 ساعة، رغم أن إسرائيل لا تستطيع الكشف عن الأهداف التي قصفتها لأسباب أمنية تتعلق بمصادر المعلومات".