تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي انتهاكاتها المنظمة تجاه المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة، واستغلالها لسيطرتها وتحكمها المطلقين في المعابر والحدود وحاجات المواطنين الإنسانية كمصيدة للإيقاع بهم وابتزازهم. حيث تتسبب القيود المفروضة على حرية حركة الأفراد ولاسيما المرضى في حرمان العديد منهم من حقهم في الوصول إلى المستشفيات لتلقي العلاج، ما يساهم في تفاقم أوضاعهم الصحية، ويجعلهم عرضة للموت في أي وقت. وفي هذا السياق اعتقلت تلك القوات أحد المرضى بعد طلب قوات الاحتلال مقابلته لمنحه تصرياً للمرور وتلقي العلاج.
ووفقاً للمعلومات المتوفرة لدى المركز، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي المتواجدة في معبر بيت حانون (إيرز)، صباح يوم الاثنين الموافق 21/05/2018، المواطن بلال أيمن أحمد الأسطل (28 عاماً)، من سكان منطقة السطر الغربي في محافظة خان يونس، بعد أن توجه إلى المعبر المذكور لمقابلة المخابرات الإسرائيلية بناءً على طلبها في وقت سابق، للنظر في طلب تقدم به من خلال وزارة الشؤون المدنية للحصول على تصريح للعلاج من مرض الناسور في الأردن، حيث احتجز فور وصوله إلى المعبر، وفي مساء اليوم نفسه أبلغت عائلته من خلال الارتباط المدني الفلسطيني بأنه محتجز لدى قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وبحسب توثيق مركز الميزان لحقوق الإنسان، فقد تسببت الإجراءات التي تفرضها قوات الاحتلال منذ بداية العام الجاري 2018، وحتى تاريخ صدور البيان، في وفاة (6) مرضى، من بينهم (3) نساء، فيما اعتقلت (7) مواطنين من بينهم (4) من المرضى ومرافقيهم بعد حصولهم على تصريح المرور.
مركز الميزان لحقوق الإنسان يجدد استنكاره الشديد لاستمرار الانتهاكات الجسيمة التي ترتكبها قوات الاحتلال ضد المدنيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وضد المرضى على وجه الخصوص، واستخدامها للمعابر كمصيدة تستغل فيها حاجات المواطنين الإنسانية للإيقاع بهم واستغلالهم، ولاسيما الاعتقالات التعسفية التي ترتكب بحقهم بعد أن تمنحهم موافقتها على المرور عبر المعبر.
ويؤكد المركز على أن حرمان المرضى من الوصول للمستشفيات يشكل انتهاكاً لقواعد القانون الدولي الإنساني، ومعايير حقوق الإنسان التي أكد عليها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
وعليه فإن مركز الميزان يطالب المجتمع الدولي بالتحرك العاجل لضمان احترام قواعد القانون الدولي، والعمل على وقف الانتهاكات الإسرائيلية الموجهة ضد المرضى وتمكينهم من الوصول للمستشفيات وتلقي العلاج.